صفاء الفحل تكتب بنشر الاتفاق
إبان حكم الراحل علي عبدالله صالح لليمن وقع اتفاق مع المعارضة أعاد بموجبه الجزء الجنوبي الي حضن اليمن الكبير والذي كان قد انفصل الا ان ذلك الاتفاق لم يعمر طويلا وانطلقت الحرب مرة اخري وليس هذا هو الشاهد في الأمر بل هو ان فنان كاركتير باحدي الصحف رسم كاركتيرا معبرا لرجل يجلس امام محل لتصليح اطار السيارات كتب عليه بالخط العريض (بنشر الاتفاق) فما كان من جهاز الأمن الا وان قام باعتقال ذلك الصحفي وتعذيبه وهذا هو حال الصحافة والصحفيين خلال الدكتاتوريات
ذكرني الامر بفشل اتفاق هدنة جدة قبل ان تمر عليه ساعات فقط حيث ضرب الجيش تواجد الدعم السريع بقاعدة وادي سيدنا العسكرية بالطيران قبل ان يتفرق جمع المجتمعين بجدة وهاجم الدعم السريع البنك المركزي للاستيلاء علي المخزون الاستراتيجي من الذهب وحبر ذلك الاتفاق لم يجف (وبنشر الاتفاق) والامر ليس غريبا علي الطرفان فقد قلنا بان الطرفان يقودان هذه الحرب بلا اخلاق ولا وازع ديني او أخلاقي او وطني
دخل الطرفان الي قاعة الاجتماع وكلا يحمل في اوراقة مطالب لا علاقة لها بالخوف علي مستقبل الوطن او أمنه وسلامته وكلاهما يفكر في تعزيز موقفه المعلن مسبقا فالقوات المسلحة دخلت وهي (تفرد عضلاتها) علي اعتبارها هي القوي الوطنية التي لن يتخلي عنها الوطن وهو الشعار الذي دخل به (الكيزان) المعركة الي جانب القوات المسلحة وعلي مليشيات الدعم السريع ان يعترف بانها لاتستطيع الانتصار في هذه المعركة مهما طال امدها كذلك دخلت مليشيات الدعم السريع وهي تنتظر ان يكون كيزان اللجنة الأمنية داخل الجيش قد وعوا الدرس بان هذا الحرب لانهاية قريبة لها وعليهم الرضوخ لبعض المطالب المرفوعة المتمثلة في العودة للاتفاق الاطاري وتكوين حكومة كفاءات وطنية اما عمليات التهدئة وفتح الممرات الإنسانية ووقف اطلاق النار وماشابه ذلك من (اكاذيب) فهذه اشياء ترفع لارضاء المجتمع الدولي والظهور أمامه بثوب (الرحمة) الكذوب لدي الطرفين
قلنا وسنظل نردد بان لا رغبة لدي الطرفان في الوقت الحالي في توقيع اتفاق لوقف الاقتتال او أنهما وصلا لدرجة لن تمكنها من ذلك، فمليشيات الدعم السريع لم تعد لديها قيادة موحدة بل تفرقت بها السبل وانقطع عن بعضها الاتصال ولا يمكن لقيادتها العليا الالتزام بتنفيذ (اتفاق) او ان بعض منسوبيها المعزولين سيقومون باختراق لعدم علمهم احيانا بهذا التوقيع اما اللجنة الأمنية فهي مرهونة لقرارات كيزان القوات المسلحة ومن المؤسف بان أكثرهم رتب عليا ومرتبطين بشكل او باخر بالنظام السابق وهم من يقودون هذه الحرب العبثية اليوم وتوقفها وتغيير التركيبة الحالية يعني نهايتهم وهم لن يسمحوا بذلك ولو امتدت الحرب لعشرات السنوات
رغم كل شيء سنظل نسال الله القدير أن يضع بعض الرحمة في قلوب المفاوضين وان ينظروا الي ما ال اليه حال الوطن فهم امام مسؤولية تاريخية سيسألون عنها يوما
والثورة ستظل مستمرة
والرحمة والخلود للشهداء
والقصاص امر حتمي
الجريدة
التعليقات مغلقة.