الايام نيوز
الايام نيوز

إبراهيم عثمان يكتب حسابات الصغار

حسابات الصغار

▪️ ليس لأحزاب فولكر تاريخ في الحرص على تجنيب البلاد ويلات الحروب، فلطالما دعمت أطرافاً محاربة، ولسنوات طويلة لم تحدثها نفسها بـ ( لا للحرب ) ولو في جملة باهتة عابرة، بل كانت إلى ما قبل منتصف ابريل المنصرم تهدد بالحرب . وليس في سيرتها من الوفاء للحلفاء، خاصةً حلفاء الضرورة، ما يكفي لتفسير دعمها السياسي والإعلامي للمتمردين .

▪️ التفسير الوحيد لعدم إدانتها محاولة الانقلاب الفاشلة هو ذلك الذي يتسق مع تاريخها وعاداتها وتهديدات قادتها بالحرب، وهو أن ( لا للحرب ) تعني حرفياً ( نعم للحرب ) لكن التي تحقق الأهداف كاملةً، وبما أن الهدف الرئيسي قد أُجهِض، فلا للحرب أصبحت تعني نعم للحرب لكن إلى هذا الحد الذي لا تُهزَم فيه الميليشيا تماماً، والذي يكفي لتفاوض مربح سياسياً لها وللحلفاء، فما لا يُدرَك كله لا يُترَك جله.

▪️ إذن حلم هذه الأحزاب الآن أصبح في إجراء تفاوض سريع يمكن التمرد من استخدام قوة إرهابه كعنصر ضغط على مائدة التفاوض قبل أن يفقد كامل هذه القوة أو معظمها، وذلك ليجلب لها مكاسب سياسية تعلم أنها لن تنالها بالانتخابات الحرة النزيهة .

▪️ على هؤلاء الحالمين أن يعلموا أن ما تمارسه الميليشيا من إرهاب لن يكون عنصر ضغط حقيقي يحقق أرباحا عسكرية أو سياسية للميليشيا نفسها دعك من غيرها، وأنه – إذا لم تحدث تنازلات غير منطقية – لن يكفي لتفاوض ينتج عنه إعفاء قادة الميليشيا من الملاحقة العسكرية في الميدان، والقانونية في المحاكم، دعك من أن يحقق لهم مكاسب بخصوص مستقبل وضعهم العسكري، ودعك من أن يحقق لهم، فوق ذلك، مكاسب سياسية، فما بالك بمكاسب سياسية لغيرهم ! على هؤلاء الصغار أن يعلموا أن خسائرهم من دعم التمرد أكبر من أن يعوضها أي تفاوض مهما تكامل إرهاب الميليشيا مع ضغوط الغرب وعملا معاً لمصلحتها .

▪️ كم عدد منازل المواطنين المحتلة، وكم عدد سياراتهم المنهوبة ؟ وهل تصلح عنصر ضغط في أي مفاوضات ؟ وكم عدد المدنيين المقتولين عمداً والمختطفين وكم هو الربح السياسي الذي تتوقعه هذه الأحزاب من ذلك ؟ كم سوقاً أخرى وبنكاً آخر – بعد البنوك والأسواق المنهوبة – يجب أن يتهدده النهب لتقدِّر هذه الأحزاب أن العدد يكفي لتحقيق الربط السياسي المطلوب ؟ كم هو الربح السياسي الذي يحققه احتلال مستشفى الولادة في مفاوضات يقودها أسوياء ؟

لولا أن القوم أقزام لانطبق البيت التالي عليهم جميعاً، لكنه قد ينطبق بكامله على كبيرهم حزب الأمة القومي، ويتشارك معه البقية في آخر كلمتين :
لا بأسَ بالقومِ من طولٍ ومن عظمٍ ** جسمُ البغالِ وأحلامُ العصافيرِ

إبراهيم عثمان

التعليقات مغلقة.