بقلم . الأستاذ. جمال الدين رمضان المحامي ( ماذا اصاب أخلاق السودانيين ؟!)
بسم الله الرحمن الرحيم .
رؤية في الوضع السياسي الراهن بالبلاد
. بقلم . الأستاذ. جمال الدين رمضان المحامي
( ثورة 19ديسمبر بين التطلعات والتحديات ( 524)
. ( ماذا اصاب أخلاق السودانيين ؟!)
. في اي سياق يمكن قراءة تداعيات المشهد السياسي الراهن بالبلاد ؟! وذلك في ظل السباق المحموم لعمليات السلب والنهب التي تمت بالعاصمة القومية الخرطوم ؟! هل تبدلت وتغيرت أخلاق السودانيين ؟! هل ضعف الواعز الديني لدي البعض في ظل الضغوط الاقتصادية والمعلومة للجميع ؟! .هذه الاسئلة المحورية مازالت تمثل عنوان لجدل كبير مازالت تداعياته تتري بحيث يشارك في هذا الجدل كل مكونات المجتمع السوداني من اقصي اليمين الي اقصي الشمال .
ان اكثر المتشائمين ما كان ليتصور حدوث هذا المشهد الماساوي والذي اصاب كل الشعب السوداني في مقتل .لقد صورت القنوات الفضائية عملبات السلب والنهب الذي تم للاسواق الكبيرة ( السوق العربي وسوق سعد قشرة وسوق أمدرمان والسوق المحلي بالخرطوم والخرطوم بحري وسوق ليبيا نمؤذجا) . لقد كانت المشاهد مفزعة وصادمة بحيث تقشعر منها الابدان . قطاعات مقدرة من السودانيين شاركت في عملبات السلب والنهب وهي تجلب العربات المختلفة حتي تتمكن من نقل المسروقات الي منازلهم وحيث يتسابق الكبار والصغار في هذا المارثون . والمؤسف هو تم حرق بعض المحلات التجارية بعد ان تمت سرقتها ونهبها من قبل تلك الفئة الضالة والتي تجردت من كل القيم والأخلاق النبيلة وحيث اعطت انطباع سي عن سمعة السودانيين لدي الراي العام الخارجي .لقد وفرت تداعيات هذه الحرب المناخ الملائم وذلك في ظل حالة الانفلات الامني وذلك الغياب السلطات الأمنية والمنوط لها حماية البلاد والحفاظ علي ممتلكات المواطنيين في العاصمة والاقاليم .
السودانيين الذين اغتربوا خارج الديار في السابق وجدوا المناخ المناسب الذي خلق لهم البيئة المناسبة في التغلغل والإنتشار في تلك الدول خاصة دول الخليج العربي والتي تحتضن اكبر الجاليات السودانية لأن السمعة الطيبة قد سبقتهم الي تلك البلدان . فماذا يقول هولاء بعد الذي شاهدوه علي القنوات الفضائية وعلي مدار الاسابيع الماضية . نعم الراي العام المحلي يسأل في السر والعلن ماذا اصاب السودانيين ؟! نعم لقد ضعف الواعز الديني لدي البعض وحيث اصاب البعض خاصة شريحة الشباب حالة من الأحباط والتهوان وذلك في ظل عدم وجود فرص عمل لمعظم هولاء الشباب والذين باتوا يسدون الطرقات بحثا عن وظيفة لتسد وتوفر له بعضا من حاجياته ومطلوبات اسرته الصغيرة . ليجد نفسه منساقا وراء هذا التيار الجارف في ارتكاب المعاصي والموبقات وفي مقدمتها السرقة .
أيا ماكان الأمر فان السيناريو الذي جري لايمكن تحميله للظروف المعيشية والحياتية الصعبة التي تمر لها البلاد والتي ازكت نيرانها الحرب المسعورة التي مازالت مستعرة بين الأطراف المتحاربة . فمهما كانت الظروف والملابسات لايمكن ان تجد تبريرا لعمليات السلب والنهب والتي غطت كل ارجاء العاصمة وبعض ولايات السودان خاصة مدينة نيالا والفاشر والجنينة .
نامل ان تكون بعض كاميرات المراقبة قد وثقت لعمليات السرقة خاصة تلك التي حدثت في البنوك وذلك حتي يمكن تقديم الادلة الدامغة لتورط الذين شاركوا في تلك العمليات حتي يسهل تقديمهم للمحاكمة فيما بعد .
التعليقات مغلقة.