الايام نيوز
الايام نيوز

الشعاع الساطع جدة (اتفاق ام تأجيل حسم)!!

الشعاع الساطع

جدة (اتفاق ام
تأجيل حسم)!!

منذ ١٥ ابريل ٢٠٢٣ والخرطوم عاصمة البلاد تتعرض الي حرب طاحنة قضت علي الاخضر واليابس عقب الصراح المسلح مابين قوات الشعب المسلحة والدعم السريع الفصيل التابع للقوات المسلحة وفقا للمادة (٥) ابان عهد نظام الإنقاذ والمعدلة عقب الثورة السودانية الظافرة الي استقلالية الدعم السريع بواسطة قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وفقا للتقديرات الخاطئة له اذ ساهم بذلك في خلق ندية للجيش اطلق لها العنان في كل شئ !!
وظهر ذلك جليا بان قائد الدعم السريع يتحرك بطموحات ابتلاع الجيش بعدما ان ضاعف قواته خلال الاربع سنوات ومكنها من التدريب بواسطة الانتداب من ضباط وجنود الجيش هذا الي جانب البقاء في أماكن استراتيجية داخل الخرطوم ظهرت للعيان عقب الاختلاف والحرب !!
بل انه اصبح صاحب مركز اقتصادي قوي اصبح بموجبه رئيسا للجنة الاقتصادية وبعضوية د. عبدالله حمدوك وصرع بموجب هذه القوة الاقتصادية عبدة (الدرهم والدينار) ساعده علي ذلك بعض سياسي الغفلة والمستشارين الظاهرين ومادونهم من (قحت) وغيرها عقب بروز مشروع (الاتفاق الإطاري)!!
والذي ايدناه كحزب سياسي بتاريخ ١٨ ديسمبر٢٠٢٢م بسونا .
ولكن سرعان ماظهر لنا انه يحمل دلالات واضحة لتصفية الخصومات السياسية الي جانب تصفية المؤسسة العسكرية الوطنية بحجة عدم قوميتها وانها مجرد ( كتيبة) تتبع للاسلاميين !! دون دراسة مخاطر المجاهرة بالاصلاح وعدم اتباع منهجية لاتحدث فراغ او حرب !!
ولعل بعض السياسيين قد المح لقائد الدعم السريع بأن يدعم (الاتفاق الإطاري) ويكون الدعم السريع نواة للجيش السوداني !!
واذا سلمنا بأن لنظام الاسلاميين اثر كبير في تكوين الجيش ولمدة ثلاثة عقود وتزيد باربع سنوات فليس صحيحا ان الجيش مؤسسة خالصة لقبيلة محددة او جهة وأن غلبت عليه بعض اللونيات من خلال تحليل منظومة الانتماء القبلي والجهوي وكله قابل للدراسة والتحليل والتقويم الموضوعي وليس بجرة قلم كما يتوهم البعض !!
ولعل اكثر مااستفزني في هذه الحرب اللعينة حالات الحرق والنهب والاغتصاب والقتل والسحل بصورة تفيد ان الجنود المستخدمين في القتال بثقافة وتدريب وسلوك لايشبه سلوك جندنا في كل الحروب التي شهدتها البلاد من حيث الحفاظ علي اراوح وممتلكات البلاد والعباد !!
وان شهدت بعض الحروب في دارفور مثلا تجاوزات انتهت برفع الامر لمحكمة لاهاي ضبطا لتجاوزات القتل المفرط والاغتصاب !! وهو سلوك مرفوض ومدان من قبل الجميع!!
ولعل اكثر ما يؤخذ علي هذه الحرب الطاحنة انعدام المعلومة!! حري بالقول انها قامت في اكبر اماكن التجمعات السكانية عاصمة البلاد والتي تحولت في كثير من الاماكن والأسواق والاحياء الي ركام وحطام!!
فحدث الهجرة العكسية عبر الحرب قهرا وذلا وارغاما بغرض حفظ النفس مقابل ترك كل غال ونفيس !!
وكان الراحل د.جون قرنق يتحدث قبلا عن ضرورة تمدين الريف وترييف المدينة بغرض احداث توازن في الهجرات والخدمات !!
وليس عن طريق القهر والحرب كما حدث الان !!
ولاتزال الحرب دائرة مع الاعلان عن عدد من الهدن هنا وهناك ولعدة ايام ولمرات مختلفة وكثيرا مايتم خرق هذه الهدن !!
وفي الوقت الذي يتحدث فيه كل طرف عن سيطرته علي عاصمة الوطن طفحت العديد من الاخبار الصادقة والكذوبة تصدرها خبر اختفاء اوموت (قائد الدعم السريع) دون تاكيد قاطع للمعلومة اونفي!!
مقرونا ذلك بغيابه عن المشهد لوقت طويل!! ايضا ظهر قائد الجيش في مقطع قصير وغير مشبع في التفاصيل محاطا بالجنود وسط معلومات ناقدة تتحدث عن ظهور شبيه له !!
وكل ذلك في اطار أعلام الحرب !!
ولكنني اعتقد ومن خلال مشاهدتي للمقطع ان الصورة لقائد الجيش البرهان !!
والذي شرع بعد ظهوره في اصدار قرارات قضت باعفاء نائبه الاول حميدتي وتكليف القائد مالك عقار بمنصب النائب الأول!!
وأن كنت قد اطلعت علي بعض الاراء التي انتقدت قرار الاعفاء وطالبت بالطرد والتجريد مقابل اراء اخري تفيد انه لايوجد وضع قانوني او دستوري لهذا الوصف وبهذا المسمي !!
وان سلمنا جدلا بان الموقع كان موجودا منذ عهود طويلة وتقلد الموقع اشخاص اخرون منذ عهد البشير !! وقبله !!
فالقرار يحمل عبر طياته الكثير !!
يذكر ان القائد مالك عقار قام باصدار خطاب للشعب السوداني اكد فيه علي ضرورة وجود جيش موحد ووطني!!
الي جانب حديثه عن السلام وايقاف الحرب وتوسعة مواعيين المشاركة في الراي والاهتمام بالزراعة !!
والخطوة التي اقبل عليها البرهان افادت ان الجيش ينتصر ويرتب ويلتفت الي تنظيم الأوضاع السياسية مؤقتا !!
وبرغم استمرارية المواجهات بمواقع وجيوب مختلفة بالخرطوم بدا الحديث عن اتفاق (جدة) برعاية سعودية امريكية!!
وصدرت بيانات القوي السياسية تبارك وتدعم الاتفاق كعهدها القديم .
ونحن من جانبنا اذ نرحب باي اتفاق ايجابي الا اننا المحنا بعض التخوفات من جهات عدة تظن ان اتفاق (جدة) اذا ماتم فهو تاجيل للحسم ليس إلا!!
بينما تحدثت جهات الي صعوبة ابرام اتفاق بهذه السرعة وأن المعركة يجب أن تحسم كلية بقتل اسبابها والمتمثلة في وجود جيشين وفي حالة نادرة لم تحدث من قبل!! وتسببت في خسائر واضحة وجلية !!
وفي تقديرنا ايضا ان الشعب لايقبل غير جيش واحد ونظامي ومنضبط في مهامه ومساهم في الاستقرار وبعيدا عن الحكم فالحكم للشعب !!
يذكر ان خطاب مالك عقار حمل في طياته توسيع مواعيين المشاركة وهي اشارة تفيد ان تضييق (قحت) لمواعيين المشاركة وهي بلاسند شعبي عريض تسبب في الحرب والمؤسف ان قادتها تصدروا دعوة (لا للحرب) بعدما ان نفخوا نيرانها بقولهم ان لهم خيارات متعددة كشف عنها صوت الصحفي المقرب من (قحت) شوقي عبدالعظيم صراحة !!
واذا كان لابد من رأي فانني أجد ان قائد الدعم السريع وقع في خطأ فادح وهو يرفض اتباع تعليمات مؤسسة معلوم انها تعمل بتراتيبة معلومة مهما يكن بها من علل وملاحظات واكثر تماسكا من غيرها حتي الان ويسندها الدستور كونها حكومة الأمر الواقع فالانتقال له تراتيب وليس خم رماد الذي يولد مواقف ( الرماد) !!
وأن الحديث عن فشل الديمقراطية سيظل المسؤل الاول والاخير عنه عقب الثورة (قحت) لتصدرها المشهد وهي تعاني من مرض (انميا التنسيق مع العسكر) بجينات جميع مكوناتها !!وقادتها من قحت (1)عهد حمدوك وقحت (2) بعد ذهاب البعث والشيوعي للشارع !!
كيف لا وبعض من يقود احزاب (قحت) ولد حزبه عقب الثورة وجلهم بلا برامج ومجرد اصدقاء وشلليات باحزابهم يحملون اجندات تصفية حسابات اكثر من حملهم لمشاريع سياسية وطنية طموحة!!
والعزاء للثورة التي أشعلها واوقدها الثوار الشباب والشابات وتصدر قيادتها اصحاب الفشل والتجارب الخاسرة تاريخيا وسجلاتهم مليئة بتضييق الواسع وقد عرف بعضهم بالبلة والانقسامات والهرجلة طوال حياته السياسية هذا مع ادغان بعضهم للعبة سرعة الاختفاء من المسرح اثناء اشتداد الصراعات !!
اخيرا نأمل أن يخرج السودان وشعب السودان منتصرا من هذه التجربة المرة والاليمة وأن تسع مواعين الحوار كل من يؤمن بالتغيير ويحترم الاخر ويتعهد بالتزام رغبة الشعب !!
وتقبل الله الشهداء وشفي الجرحي!!
وعوض المظلومين صبرا في اعراضهم وممتلكاتهم!!
…وياوطن مادخلك شر…

عمر الطيب ابوروف
٢٢ مايو ٢٠٢٣م

التعليقات مغلقة.