الايام نيوز
الايام نيوز

للحديث بقية عبد الخالق بادى الهدنة والقوة المميتة!!!

للحديث بقية
عبد الخالق بادى
الهدنة والقوة المميتة!!!
ابتداءا من صباح أمس الثلاثاء بدأت هدنة انسانية جديدة ولخمس أيام بحسب الاتفاق بين ممثل الجيش السودانى وممثل متمردى الدعم السريع،وهى كغيرها من الهدن السابقة لم تصمد وشهدت ومنذ أول ساعاتها اخترقات سببها الأساسى هو اصرار المليشيا المتمردة على عدم الخروج من بيوت المواطنين والمؤسسات الصحية والخدمية.
بحسب الوسيطين السعودية وأمريكا فإن هدنة الأيام الخمس يمكن أن تمهد لهدنة دائمة (هذا ما نتمناه)،ولكن الشرط الأول والأخير لإنجاحها هو خروج المتمردين من المبانى العامةوالخاصة،وهذا مربط الفرس،ويحتاج إلى إرادة قوية من قبل الوسيطين ،واللذان وصلا إلى قناعة تامة بأن فشل الهدن السابقة يعود لاحتلال المليشيا مساكن المواطنين والمؤسسات العامة والخاصة ، وأن الوصول لاتفاق لهدنة إنسانية دائمة أو طويلة الأمد على الأقل،يبدأ بتطبيق شرط مغادرة المليشيا المناطق التى من قبل المتمردين.
ومع أول يوم لهدنةالخمس أيام تسربت تصريحات للفريق ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش( وهو يتحدث أمام إحدى كتائب المشاة المكلفة بالتمشيط) ،حيث أكد التزام الجيش بالهدنة مادام التزم بها العدو(حسب تعبيره)،وأكد أمر مهم وهو أن الجيش حتى الآن لم يستخدم القوة المميتة،ويعنى ذلك أن الجيش تعامل مع تفلتات وجرائم المتمردين الخطيرة ضد المواطنين والبلد بسياسة ضبط النفس، لتقليل الخسائر فى المواطنين والممتلكات العامة والخاصة.
العديد من المواطنين يتحدثون عن أن الحرب أخذت وقتا طويلا،وهذا صحيح ،ويطالبون الجيش بحسمها بأسرع ما يمكن ،وهذا مطلب مشروع ويجد التأييد حتى من الكثير من قادة الجيش ،ونجزم بأن هذه الحرب لو كانت مفتوحة لما استغرقت أكثر من يومين ،ولكن سياسة( أضرب وأهرب) التى اتبعها المتمردون ،والتخبى فى البيوت خوفا من بطش الجيش،كانت السبب الأول فى إطالة أمد الحرب، إضافة لتواطؤ بعض العملاء وتعاونهم مع المليشيا بتوفير المؤونة والوقود وإرشادهم على المنازل والمتاجر التى تحتوى أشياء غاليةالثمن .
لقد أضرت هذه الحرب المدبرة داخليا وخارجياً بنا جميعاً،وكلفتنا الكثير، وآن الأوان أن تتوقف،فقد تعب الشعب منها كثيراً وفقدت بسببها أرواح بريئة وضاعت ممتلكات وأموال كابد المواطنون من أجل جمعها للعيش بكرامة،وذلك بسبب حقد ومخطط المتمردين والمتآمرين معهم،والذين وبعد أن خسروا الحرب وتيقنوا من ضآلتهم أمام قوة الجيش،بدأوا فى عملية تخريب ونهب ممنهجة طالت المنازل والمصانع وغيرها،كما ارتكبوا انتهاكات جسيمة طالت حقوق الكثير من المواطنين،ولم يقفوا عند هذا الحد،فقد سمحوا للعصابات واللصوص بسرقة البضائع وممتلكات المواطنين تحت أعينهم.
الهدنة التى دخلت حيز التنفيذ منذ أمس قد تكون الفرصة الأخيرة للمليشيا المتمردة ، لإثبات حسن النية فى إيقاف الحرب ،وحسن النية ليست بالكلام أو الشائعات المستهلكة كقولهم: (أنهم يحاربون الكيزان والفلول)،فقد اصبحت اسطوانة مشروخة ،فهل سيلتزمون هذه المرة ويخرجون من بيوت المواطنين والمستشفيات كما طلب الوسيطين أم إلى نقطة تجمع محددة؟ هذا مانتمناه.
*نقاط مهمة:
*قال مايسمى بالمستشار السياسى لقائد مليشيا الدعم السريع والمقيم خارج القطر ( فى سؤال عن خبر مقتل حميدتى) ،أنه يتواصل معه يومياً ،وطبعا هذا كلام عار من الصحة، لأن أى تواصل مع حميدتى سيكشف مكانه للجيش ،وعينك ما تشوف إلا النور.
*جرائم السلب والنهب التى طالت العديد من أسواق الخرطوم ،لم يرتكبها فقط بعض قوات المليشيا المتمردة واللصوص والعصابات ،بل هنالك مواطنون من ضعاف النفوس شاركوا فيها،فالفيديوهات والصور التى التقطت تؤكد ذلك،بالمناسبة هنالك سلع وأجهزة مسروقة تم تسريبها لأسواق داخل الخرطوم وببعض الولايات ،وطبعا تباع بأثمان بخسة،فحذارى من شرائها حتى لا يطالكم قانون استلام مال مسروق،فعاجلا أو آجلا سيتم القبض على هؤلاء اللصوص.
*الشرطة والمباحث وجهاز الأمن واللجان الأمنية بالولايات والمحليات المجاورة للخرطوم ،مطالبة بتشديد الرقابة على دخول البضائع القادمة من الخرطوم ،وكذلك الخارجة من هذه الولايات ،فضعاف النفوس لن يستسلموا لقانون الطوارىء وسيعملون على مواصلة عمليات تهريب السلع الضرورية،والمنهوبة.

التعليقات مغلقة.