الايام نيوز
الايام نيوز

صفاء الفحل تكتب الخرطوم تختنق

كالعادة مع تعكر الأجواء ، ظهر تماسيح الاغاثات حيث بدأ الصراع يدور حول من الأجدر بتولي توزيعها بين العديد من الجهات وسنشاهد بعد فترة تلك المواد تباع بالأسواق ومكتوبا عليها دون حياء او خجل (هدية توزع مجانا) وهو امر تعودنا عليه منذ زمن الكيزان الرديء حيث برر والي احد الولايات تأثرت بالسيول والامطار بيع المواد الإغاثية بالاسواق لمقابلة تكاليف الترحيل الأمر الذي دفع الجهات المانحة لتوزيع المواد بنفسها بعد ان فقدت الثقة في مصداقية الجهات الرسمية.
في ود مدني، استلمت جهة اطنان من المساعدات الغذائية السريعة التلف وبدلا عن توزيعها علي الالف الاسر المعرضة للجوع داخل المعسكرات تم وضعها داخل مخازن بمنطقة (مارنجان) وسط صراع بين مفوضية العون الإنساني بالولاية والصندوق القومي لدعم الطلاب المشرف علي داخليات جامعة الجزيرة التي يقطنها الفارين من الحرب حول من له الحق في توزيعها في امر اشتم منه البعض رائحة فساد قادم ، فالعمل الانساني النزيه لايحتاج لكل هذه الضجة ولكن يبدو ان كل جهة تحاول الاستفادة من الأمر بصورة او باخري
اما في الخرطوم فحدث ولاحرج حيث تجاوز طرفي الصراع مرحلة صراع الاحقية الي قطع الطريق أمام قوافل الإغاثة ومهاجمة مخازنها ونهبها وهو امر طبيعي في ظل الجوع الذي يعانيه الجنود اللذين وجدوا أنفسهم وسط حرب عبثية بلا مؤن ولا رقيب فكانت منازل المواطنين لهم المآوي ونهب الأسواق والبنوك بديلا عن المستحقات المالية ونهب مخازن الإغاثة بديلا عن التعيينات التي انقطعت وحل محلها المقولة الشهيرة .. العسكرية تصرف
لم تكتفي الاطراف المتصارعة بما احدثته من دمار وقتل وتشريد بل هي مستمرة في خنق سكان العاصمة بقطع كل سبل الحياة عنهم فقد اعلن برنامج الأغذية العالمي عن نهب آلاف الاطنان من مواد الإغاثة من مخازنه بالإضافة الي عدم تمكنه من أداء مهامه في ظل هذا الاقتتال الذي لايتوقف وحالات النهب الممنهجة والتي لايدري احد اين من الطرفين يقوم بها
بكل اسف، ان اعلان الجيش تعليق مشاركته في مفاوضات جدة مع ظروف إغلاق الأسواق وتوقف وصول امدادات الأغذية وحالة عدم الاستقرار الأمني تنذر بمجاعة قادمة تصحبها حالة من الفوضي العامة وعلي الجيش مراجعة قراره الذي جاء علي اعتبار أنه اقترب من حسم المعركة ، دون النظر للابعاد الاخري وتأثيرها علي الصابرين داخل العاصمة كان الله في عوننا
والثورة ستظل مستمرة
ويظل القصاص امر حتمي
والرحمة والخلود للشهداء
الجريدة

التعليقات مغلقة.