الأثر القانوني لاستبعاد السودان للمبعوث الاممي في القانون الدولي بقلم د. رجاء عبدالله الزبير

بموجب القرار الصادر من مجلس الامن بالرقم “2524” والخاص بتكوين بعثة الامم المتحدة المتكاملة “اليونيتامس” لدعم الاستقرار والانتقال لحكم ديمقراطي وبناء السلام والحماية المدنية في السودان ،والتي بدأت أعمالها في يناير “2021” تم ترشيح السيد فولكر بيرتس كممثل للامين العام ورئيس لبعثة اليونتامس
خاطب رئيس مجلس السيادة الامين العام للامم المتحدة بتاريخ 26 مايو 2023،لترشيح بديلا للسيد فولكر مسبباً ذلك بعدم التزامه بمبادئ الامم المتحدة الاساسية في الحياد عند آدائه لوظيفته ،حيث غلب على سلوكه اثارة الازمات بين الاطراف السياسية وكيانات المجتمع السوداني وعدم الانحياز واحترام سيادة الدول
وعند تلقي الامين العام للامم المتحدة خطاب البرهان الذي يطلب فيه ترشيح بديلاً عن رئيس بعثة يونتامس لدعم المرحلة الإنتقالية ، شعر بالصدمة على حد قوله ، حيث أفاد بانه فخور من آدائه.
أود أن أُشير بان فولكر تحكمه إتفاقية سلامة موظفي الامم المتحدة لسنة 1994 عند آدائه لواجباته بإعتباره أحد موظفي الامم المتحدة ،حيث تكفل هذه الاتفاقية الحماية لموظفي الامم المتحدة ، وتتضمن نصوصاً لضبط سلوكهم، وبالتالي يقع علي عاتقهم الإلتزام بالإمتناع عن الانشطة والافعال التي لا تتفق مع الطبيعة المحايدة لواجباتهم، وإحترام القوانين والانظمة للدولة المضيفة وفق ما ورد في المادة السادسة من الاتفاقية ، ولا يجوز تطبيق أحكام إتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لسنة 1961،في مواجهة فولكر التي تتضمن نصاً يمنح الدولة المضيفة الحق في إستبعاد الدبلوماسي بإعتباره شخصاً غير مرغوب فيه ،وفق ما ورد في الإتفاقية.
وقد أصدرت بعض الدول قرارات بطرد مبعوثين امميين منهم الحكومة الفدرالية الصومالية في 2019، واعتبرته شخصية غير مرغوب فيها عند تدخله في الشؤون الداخلية للدولة، كما وأصدرت بوركينا فاسو ، ودولة مالي في 2022 ذات القرارات.
وعليه يحق لحكومة السودان طلب إستبدال فولكر لمخالفته أحكام إتفاقية سلامة موظفي الامم المتحدة،وإستناداَ لنصوص ميثاق الامم المتحدة الذي يؤكد على مبدأ أحترام سيادة الدول ووحدتها وإستقلالها،وعدم التدخل في الشؤون الداخليه للدولة.

د. رجاء عبدالله الزبير