بقلم . الأستاذ. جمال الدين رمضان المحامي ( هل سقطت الخرطوم ؟! )
بسم الله الرحمن الرحيم
. رؤية في الوضع السياسي الراهن بالسودان
. بقلم . الأستاذ. جمال الدين رمضان المحامي
( ثورة 19 ديسمبر بين التطلعات والتحديات (535) .
( هل سقطت الخرطوم ؟! )
يجب التذكير بان الخرطوم والتي تجسد العاصمة القومية البلاد والتي تتشكل من ثلاث مدن كلا منها يصلح بان تكون عاصمة لوحدها السودان . كما يجب التذكير ايضا بان سقوط الخرطوم الذي تتحدث عنه تحت هذا العنوان ليس هو سقوط الخرطوم علي يد كتشنر باشا وذلك خلال فترة حكم الثورة المهدية البلاد .
نعم لقد مرت الخرطوم باربعة أحداث كلا منها كان كفيل بان يجعلها عاصمة لا أشباح من البشر بعد ان تجسد الرعب والخوف والفزع والهلع في نفوس كل قاطنيها . وذلك علي النحو التالي :
1/الفوضي التي عاشتها الخرطوم يوم الاعلان عن وفاة د. جون قرنق وهو في رحلة العودة البلاد من يوغندا أو مايسمي بيوم الاثنين الأسود وهو بالفعل كان كذلك من هول الاحداث التي وقعت فيه . والتي مازالت محفورة في الذاكرة السودانية ،
2/ عزو حركة العدل والمساواة بقيادة د. حليل ابراهيم للخرطوم في عام 2008م ذلك الغزو الذي زرع الخوف والفزع في نفوس كل السودانيين وحيث جعل حياة سكان الخرطوم جحيما لايطاق .
3/ واقعة فض الاعتصام :
وهي التي مازالت تمثل اكبر مذبحة في تاريخ السودان الحديث حيث لم يقدم حتي الان الذين ارتكبوا ذلك الجرم للعدالة بعد ان تم تجميد عمل لجنة التحقيق والمعنية بتحديد هوية الذين شاركوا في ارتكاب ذلك الجرم .وحيث اسر الشهداء مازالت تمد حبال الصبر وتنتظر تقديم الجناة للعدالة .
4/ الحرب التي يدور رحاها الان بين الجيش وقوات الدعم السرييع والتي مازالت تداعياتها تتري وتتفاعل بقوة . حتي كتابة هذه السطور .
لقد صمدت الخرطوم وكانت شامخة تقف في وجه هذه العواصف والاحداث الجسام التي كانت كفيلة بان تغيير جغرافيتها وإن تحيل هدؤها وبريقها الي ظلام دامس يعمل علي تغيير كل ملامحها .
فشل النخب الثقافية في أحداث التعبير:
تاريخ السودان الحديث يحدثنا بان النخب الثقافية السودانية في مرحلة مابعد الاستقلال قد فشلت فشلا زريعا في تحقيق الاهداف التي من اجلها قدم الرعيل الاول النفس والنفيس والغالي والرخيص وفي مقدمتها الاساس المتين الطريقة التي يجب ان يحكم لها السودان في مرحلة مابعد الاستقلال حيث كان نتاج كل ذلك الدورة الخبيثة والتي كانت تسيطر علي المشهد السياسي وقتذاك والتي احتكرت تداول الحكم بين الأحزاب السياسية والانقلابات العسكرية حيث كان اخرها انقلاب عمر البشير والتي اعقبها انقلاب لجنته الأمنية عليه بقيادة البرهان . لقد افتقدنا لخارطة الطريق التي كان من المفترض ان تضع الاسس والضوابط التي بموجبها يحكم السودان . وذلك حتي تجد الاجيال القادمة الطريق معبدا للانطلاق الي أفاق ارحب .
قوي سياسية يعينها ما زالت تمارس الكذب وتزييف الحقائق وعملية خلط الاوراق وفي وضح النهار . كل ذلك بهدف تغبيش الوعي السياسي لقطاع مقدر من السودانيين خاصة الاغلبية الصامتة .كل ذلك من اجل العودة لسدة الحكم من جديد وباي ثمن حتي لو كان ذلك علي اشلاء وجماجم السودانيين . هذه القوي لم يشبع رغبتها الجامحة الحكم كونها قد انفردت يحكم البلاد علي مدار ثلاث عقود خلت تمثل بقعه سوداء في تاريخ السودان السياسي الحديث وعلي نحويعلمه القاصي والداني . هم يروجون بان سبب هذه الحرب هو الاتفاق الايطاري وكيف ان مركزية الحرية والتغيير كانت تمثل الحاضنة السياسية لقوات الدعم السرييع وعملت علي تاجيج نيران الخلاف والذي كان مستعرا اصلا في المشهد السياسي السوداني والذي انقسم بين مؤيد بهذا الاتفاق ورافضا له وهو كان بمثابة الشرارة التي اشعلت هذه الحرب . ..ألخ. يشارك انصار النظام السابق في التروييج والتسوييق بهذه الاكاذيب بعض مكونات الجبهة الثورية ( حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل ابراهيم وحركة تحرير السودان بقيادة اركو مناوي نمؤذجا) . حيث يطالبون بتوسيع قاعدة المشاركة والتي تعني عندهم عودة الاسلاميين للمشاركة في الحياة السياسية بالبلاد .
نقول لهولاء واولىك بان السبب المباشر في اندلاع هذه الحرب هو ضراع حول السلطة بين قائدي الجيش والدعم السرييع أشعل نيرانه التنظيم الاسلامي داخل الجيش والذي يحلم من خلاله بالعودة لسدة الحكم وذلك حال انتظار الجيش علي قوات الدعم السرييع .
نقول للقوي السياسية والتي مازالت تدعم وتؤيد عودة الاسلاميين للمشاركة في الحياة السياسية بالبلاد بان ثورة 19 ديسمبر المجيدة قد اطلقت رصاصة الرحمة علي كيان منسوبي حزب المؤتمر الوطني المحلول لأن القاصي والداني يعلم بان هذه الثورة العظيمة قامت من اجل ازاحة حكم الاسلاميين والي الابد والذين عملوا علي تشويه صورة الاسلام ليس علي مستوي الداخل السوداني فحسب وانما علي مستوي دول محيطنا العربي والاسلامي . نعم الاسلاميين مكانهم الطبيعي في مذبلة التاريخ .
التعليقات مغلقة.