للحديث بقيةعبد الخالق بادى تباً للإنتهازيين والمتخاذلين!
للحديث بقية
عبد الخالق بادى
تباً للإنتهازيين والمتخاذلين!
فى مقال يوم أمس أشرنا لبعض المواقف الإنسانية التى واكبت تداعيات الحرب ،وكيف استقبل المواطنين بالأقاليم الملايين من أهلهم ومعارفهم القادمين من الخرطوم واحتضنوهم فى بيوتهم،وكيف أيضاً تم استقبال عشرات الآلاف من الأسر بالبيوت والمبانى العامةةوتوفير الطعام والعلاج لهم ،فى أجمل صورة تكافلية لم يشهدها العالم فى أى شعب آخر.
وفى ظل هذه المشاعر الإنسانية الجميلة وكما هو متوقع ،فقد عمل بعض الإنتهازيين واللاإنسانين لاستغلال الأسر المتضررة من الحرب للتكسب على حساب معاناتها ،دون أى وازع يردعهم أوضمير يصحيهم ،وهؤلاء وحسب تقيمى ينقسمون إلى عدة فئات نيتعرضها فى هذا المقال :
- الفئة الأولى تجسدت فى تجار السلع الضرورية ،والذين سارعوا إلى رفع الأسعار ومنذ أول يوم للحرب،ودون أى مبرر مقنع ،سوى أن الجشع والطمع مسيطران عليهم ،مما أضر كثيرا بمئات الأسر باستنزاف مدخراتها وتجويع أطفالها .
- الفئة الثانية هى أصحاب البصات والحافلات السفرية وكل الذين استخدموا سياراتهم لنقل الأسر من الخرطوم إلى الولايات،فهؤلاء كان أغلبهم قمة فى الانتهازية والجشع،فلم يشفع لهم فقدان المسافرين لممتلكاتهم وضياع أموالهم وتوسلاتهم،فقست قلوب الكثيرين ،ورفعوا اسعار التذاكر بنسب خيالية وصلت فى بعض الخطوط لأكثر من ١٠٠٠٪.
*الفئة الثالثة وهى فئة أصحاب البيوت و شقق الايجار فى بعض المدن الإقليمية وداخل الخرطوم نفسها،حيث زادوا قيمة الإيجار الشهرى بصورة تنم على انحطاط فى القيم وغلظة فى التعامل تعبر عن نفوس مريضة لا يهمها غير ملء جيوبها حتى ولو يتشرد أهلهم وذويهم.
*الفئة الرابعة هم المهربون ،فقد نشط منذ الوهلة الأولى العديد منهم ،حيث بدأوا بتهريب المحروقات من ولاية الى أخرى ومن مدن ولائية إلى الخرطوم ،ثم تحول البعض لتهريب الدقيق والقمح ،وتشير معلومات إلى أن بعض المهربين يبيعون مايهربونه من وقود ودقيق للمليشيا بأمدرمان، وبأسعار مضاعفة.
*الفئة الخامسة تشمل المتواطئين مع التمرد والمتخاذلين من المنسوبين لكيانات ثورية وفئوية وأحزاب سياسية وجهات مناط بها نشر الوعى ، كنا حتى قبل الحرب بساعات نظن أنها وطنية وحريصة على سلامة وأمن المواطن والوطن،الا أن ظننا خاب، فقد كشفت الحرب عن وجه قبيح لهؤلاء ، والسبب حصولهم على دريهمات معدودة أو مكاسب عينية مقابل خيانتهم وبيع ضميرهم .
*الفئة السادسة ,فئة الصامتون الذين جبنوا عن قول كلمة الحق عندما جاءت لحظة الحقيقة(وما أكثرهم)،وتضم سياسيين (هكذا يصفون انفسهم) وصحفيين(كمايصفهم البعض) ومنسوبى طوائف وبعض الإدارات أهلية التى كانت تدعى الفهم والشجاعة (واتضح أنها ليس كذلك)،وحجتهم هى أنهم يقفون على الحياد من طرفى الصراع،بل أنتم كاذبون، لأن أى معركة أو قضية تتعلق بمصير الوطن ،لا حياد فيها، ولكى يثبت هؤلاء خيانتهم ، هرب الكثير منهم إلى خارج البلاد،فلماذا تهربون؟هل تخافون الموت؟فقد مات صناع الاستقلال الزعيمان إسماعيل الأزهري ومحمد أحمد المحجوب(رحمهما الله)،فما هى قيمتكم أمامهما؟لا شىء، وأيهما أفضل ،أن تموتوا وسط الشعب ميتة شريفة سيحفظها لكم التاريخ،أم تموتوا ميتة الجبناء بعيداً عن البلد والشعب، والذى تتحدثون انابة عنه(زورا ) فى بعض القنوات الفضائية ؟، والتى بعضها ضالع فى التآمر على بلدكم، أعوذ بالله من الخيانة وموت الضمير وبخس الثمن.
*آخر الفئات من الانتهازيين والاستغلاليين ،هم بعض المواطنين ضعاف النفوس،والذين استغلوا عدم الأمن والفوضى ،ليعتدوا على المحلات التجارية بالأسواق والأحياء ويقوموا بنهبها بالتضامن مع المتمردين واللصوص والعصابات المحترفة ،فى مشهد يدل على كمية الحقد الكبيرة فى نفوس البعض تجاه مواطنين أمثالهم،تعبوا وشقوا لعقود حتى يعمروا هذه المتاجر بالحلال ،فماذنبهم حتى تسلب بضائعهم وتحرق متاجرهم ،والمؤسف أن السارقين يبيعون ما سرقوه فى بعض الأسواق جهارا نهارا،والمؤسف أكثر أن مواطنين آخرين( لا يقلون سوءاً عنهم) يشترون منهم والأجهزة والبضائع المسروقة ،والتى تم تسريب بعضها إلى ولايات مجاورة للخرطوم ،فى ظل ضعف الرقابة وعدم المساءلة فى عدد من نقاط التفتيش.
وبعد فإن السودان أكبر وأعظم مشكلاته ومنذ عقود طويلة هى العمالة والارتزاف ،فهى سمة ظلت مرتبطة بأغلب السياسيين وتوابعهم وكذلك بعض العسكريين ،فعدو بلدنا الأكبر هو الخيانة وليس المتربصين فحسب،وهذا أمر يحتاج بعزيمة وإرادة تبدأ أولا بأبعاد كل العملاء داخل الأحزاب مهما كان وضعهم ،وينسحب ذلك على كل النقابات والكيانات الفئوية والأهلية وغيرها،اللهم عشنا شرفاء وأمتنا شرفاء واصرف عنا الخونة أعداء الوطن.
- الفئة الثانية هى أصحاب البصات والحافلات السفرية وكل الذين استخدموا سياراتهم لنقل الأسر من الخرطوم إلى الولايات،فهؤلاء كان أغلبهم قمة فى الانتهازية والجشع،فلم يشفع لهم فقدان المسافرين لممتلكاتهم وضياع أموالهم وتوسلاتهم،فقست قلوب الكثيرين ،ورفعوا اسعار التذاكر بنسب خيالية وصلت فى بعض الخطوط لأكثر من ١٠٠٠٪.
التعليقات مغلقة.