الايام نيوز
الايام نيوز

للحديث بقية عبد الخالق بادى الصليب الأحمر يكذب الواقع!!

للحديث بقية
عبد الخالق بادى
الصليب الأحمر يكذب الواقع!!
واصلت المنظمات الدولية تجاهلها، أو فى الحقيقة هروبها من التعامل مع الأزمة الإنسانية التى سببتها الحرب بالسودان،فماتزال الأمم المتحدة وامينها العام يحذر ويكيل الاتهامات هذا من جهة،ومن جهة أخرى لا يسمى الأمور بمسمياتها القانونيةوالشرعية،بل حتى مجرد إدانة للانتهاكات التى قام بها المتمردون ومن يساندهم ضد المواطنين والمرافق الصحية والخدمية لم نسمعها، وهذا ينطبق على بعض المنظمات الدولية وعلى رأسها الصليب الأحمر.
فبالأمس تواصلت أكاذيب الصليب الأحمر حول الوضع بالسودان ،وعدم إمكانية إيصال المساعدات للمتضررين من الحرب،حيث قال يوسف باتريك المدير الإقليمي للصليب الأحمر، أنه يصعب فتح مسارات آمنة فى الوقت الحالى لاغاثةالمحتاجين فى مناطق السودان المختلفة ،وهذا التصريح فيه مغالطة واضحة لواقع الحال بالبلد،والتى تعيش معظم ولاياتها استقراراً تاما ،الا أن الصليب الأحمر يبحث عن مبررات واهية يغطى بها ازدواجية المعايير التي يتعامل بها مع أزمة السودان منذ تفجرها، حيث لا يجد السودان الاهتمام المطلوب كغيره من الدول التى شهدت حروب مشابهة.
ولانذهب بعيدا ،فقبل حوالى العامين وخلال الحرب بين الحكومة الإثيوبية وجبهة التقراى ،ورغم المعارك الضارية فى الإقليم وخطورة الوضع على العاملين بالمنظمات ، حرصت الأمم المتحدة والصليب الأحمر على إيصال المساعدات بأى طريقة للمتضررين والمحاصرين وسط الجبال والوديان،لدرجة أنه تم إنزال المساعدات الإنسانية جوا،فكيف يأتى ويدعى المديرالاقليمى باتريك بأن الوضع الأمنى فى السودان لايسمح بتقديم أى مساعدات؟،فى حين أنه والأمم المتحدة يعلمون أن الحرب تدور فى ولايات ثلاث فقط، والمستغرب أن ذات الصليب الأحمر وفى أكثر المناطق سخونة فى المعارك بالخرطوم ،نجح فى التوسط للإفراج عن طبيب مشهور على ما اذكر اسمه (مجدى أو وجدى ) اعتقلته مليشيا الدعم السريع وسلمته للصليب الأحمر،فاذا نجح الصليب الأحمر فى التحرك وسط المعارك داخل العاصمة ، فهل يصعب عليه ارسال قوافل المساعدات لمناطق آمنة ، انها سياسة الكيل بمكيالين.
والغريب وحتى تؤكد الأمم المتحدة ومنظماتها وكذلك الصليب الأحمر عدم جديتهما فى تقديم أى مساعدات للسودان(مع أنه من حقه كعضو)، لم نشهد أى مساعدات من قبلهما للعالقين بالمعابر الحدودية مع مصر،والذين يعانون أشد المعاناة ويفتقدون أبسط مقومات الحياة من مأوى وطعام وشراب ودواء،وكان يمكن أن تقدم لهم الاعانات عن طريق مصر،كما أن هناك عشرات الآلاف من السودانيين الذين لجأوا لتشاد ، وأوضاعهم مأساوية ،فماذا قدمت لهم الأمم المتحدة والصليب الأحمر ؟لاشىء.
ما يدعو للتعجب هو أن الهلال الأحمر السودانى لم يعلق على تصريحات المدير الإقليمى ،فكان عليه أن ينفى ادعاءاته الغير حقيقية عن الوضع الأمنى بمعظم ولايات السودان،ولا أدرى لماذا هذا الصمت تجاه أمر يمس حياة المواطنين المتأثرين بالحرب،فكنا نتوقع أن يعلق المسؤولين به على الأقل على هذه التصريحات المضللة فى حق السودان،خصوصا أن الهلال الأحمر بكل انحاء السودان بذل جهود ملموسة وقام بحصر المتضررين وتصنيفهم،بل نجح فى تقديم مساعدات من موارده الذاتية وبالتضامن مع جهات أخرى، وقد وجه عدد من مسؤوليه نداء للمنظمات الدولية بتقديم المساعدات للمتأثرين بالولايات وأشاروا إلى حوجتهم و بصورة عاجلة للغذاء ،وأن الكميات المتوفرة محدودة، ولا ننسى أن الهلال الأحمر السودانى استقبل مساعدات إنسانية من الهلال الأحمر القطري ومن السعودية،وقام بتوزيعها على بعض المحتاجين في عدد من الولايات، مما يؤكد أن المسارات آمنة ولا توجد معوقات كما تدعى الأمم المتحدة و الصليب الأحمر، لذا كان لزاما على الهلال الأحمر السودانى أن يكون له موقف واضح تجاه التصريحات الأممية ومن الصليب الأحمر التى تجافى الحقيقة.
خلاصة القول هو أن عمل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومن بينها الصليب الأحمر الدولي ،ومن خلال تجربتنا فى السودان وتداعيات الحرب،ةواضح أنها خاضعةلموازنات لا علاقة لها بحقوق الإنسان ،بل هى ضد العمل الطوعى والإنسانى وتقدح بكل تأكيد فى مصداقيتهما،وتشير إلى أنها أصبحت مسيرة وتأتمر بأمر دول معينة لا تحمل للسودان خيراً.
*نقاط مهمة:
*حادثة قتل والى ولاية غرب دارفور خميس عبدالله ،والتى أتهم فيها التحالف السودانى متمردى الدعم السريع بارتكابها ،اما ستكون سببا فى إيقاف الحرب ،أوستغير أدواتها ومجرياتها بصورة غير متوقعة،خصوصا فى الخرطوم .
*فى الوقت الذى ينشغل فيه كل السودانيين بالحرب وافرازاتها،وفى الوقت الذى فقدت فيه آلاف الأسر ممتلكاتها ومصادر دخلها،وفى الوقت الذى تشردت فيه مئات الأسر بسبب الحرب،نجد أن بعض من تبقى من اتباع الحزب المحلول بالولايات مشغولون بالحج ومنافعه الدنيوية ،ويتنافسون من أجل الحصول على فرصة للحج أو لقيادة بعثات الحج،ةتماما كما كان يحدث خلال سنوات مضت، إنها أسوأ صور الانتهازية والأنانية ، فهؤلاء هم الكيزان الذين يدعى المتمردون أنهم يقاتلوهم !!.

التعليقات مغلقة.