الايام نيوز
الايام نيوز

مشاهد محمد الطيب عابدين رزنامة حرب قلب الوطن (٨)

بسم الله الرحمن الرحيم

مشاهد
محمد الطيب عابدين

      *رٌزنامة*

حرب قلب الوطن
“”””””””””””””””””””””””””””
( ٨ )

فلا وأبي العشاق ما أنا عاشق إذا هي لم تلعب بصبري الملاعب

ومن مذهبي حب الديار وأهلها وللناس فيما يعشقون مذاهب
أبو فراس •••

وقفت أداري الوجد خوف مدامع تبيح من السر الممنع ما أحمي

أغالب بالشك اليقين صبابة وأدفع من صدر الحقيقة بالوهم
إبن الخياط

*بعد خمسةً و أربعين يوماً من إشتعال الحرب*، اٌخرجنا من دارنا قسراً و قهراً بقوة السلاح الغاشم، غادرنا بيتنا و تركنا كل أغراضنا ،  ذكرياتنا ،  أحلامنا ، و آمالنا ، حملنا حقائب صغيرة لم تتسع حتى  للآسى و الحزن و الألم و الغضب الذي يتكوم داخل أحشاءنا، و حالة القهر التي تبدت على الوجوه . 

الجبناء حينما يقفون خلف فوهة البندقية يحسون شجاعة زائفة، و عندما ينزع عنهم سلاحهم يعودون أجبن الجبناء ..

ليت شعري كيف شكوت إلى الديار ما ألقى من الضنى، وكيف عرفت ما بي من السقم لما تبين دثورها، و عرف عفاءها! ويا ليت شعري هل شكت إلي ما تجد إليه من بٌعد سكانها، وبيٌن ملاكها؟ أما والهوى إنها لتشكو في صمتها الرهيب، إذ كانت تحزن بغير قلب، وتبكي بغير دمع ! ..

كفى حزنًا للهائم الصب أن يرى منازل من يهوى معطلة قفرا

الطريق إلى ••• أمبدة :
“””””””””””””””””””””””””
تسير بنا في حذرٍ و صمت مطبق، القلوب وجلة، الأنظار شاخصة، الأفكار مشتتة تترقب خطراً ما . السائق يتخير طرقاً غير مطروقة … ولكن لا يغني الحذر من القدر . تتوقف العربة أمام حاجز إرتكاز لقوات الدعم السريع المتمردة ، الجميع يسكت عن الكلام حسب تعليمات السائق … يجيبهم بأننا قادمون من الحاج يوسف ( وليس كافوري ) ، وهذه أغراض سيدة وضعت للتو مولودها الجديد، يتحرك في تئدة كأنه يمشي على قشر بيض طازج . مررنا على مناطق السامراب و الدروشاب، تعيش حياة طبيعية لم تسمع بحرب قلب الوطن، كأنها في الإكوادور أو موزمبيق .

تتكرر نقاط السيطرة الدعامية قليلة الأفراد و العربات بشكل ملحوظ، الغرض منها ( نحن موجودون فقط) ، حتى بلغنا مدخل كبري الحلفايا كانت آخر إرتكازية للجنجويد، لا يزيد عددهم عن الخمسة أفراد، وجوههم شاحبة، ملابسهم مغبرة، عليهم قترة، عيونهم تدور في محاجرها كأنها بندول ساعة معطوب، نظراتهم مضطربة يخشون السوخوي الفاتنة أو شقيقتها الميج الجميلة الساحرة .

في نهايات الجسر أمد بصري إلى أسفل، ألمح المزارعون يفلحون الأرض بهمة و نشاط، في طمأنينة و يقين تام بأن الله رازقهم، عندها علمت أن هذا الشعب لن تصيبه مجاعة بإذن الله تعالى .

  تبدت لنا معشوقة الجماهير قوات الشعب المسلحة . *تنفس الجميع الصعداء، أشرقت الأرض بنور ربها . إنفرجت الاسارير فرحاً .. ما أعظم نعمة الأمن و الأمان* .. الجيش يقوم بإعداد ( ••• ) . 

مناطق الثورات هادئة تماماً ، تعيش حياتها في ترف و بحبوحة و رغد عيش كريم ، يمر أمامي ( دفار ) مدروز بأطنان من ثمار المانجو الطازجة . بعد عدة أمتار نشاهد شاحنة لوري محمل بجوالات البصل يدخل السوق، هذه البلاد لن تجوع أبداً بفضل الله .

مضارب الجموعية .. دار جاد الله :
“”””””””””””””””””””””””””””

بأخره نصل إلى أمبدة الحارة السادسة *منزل المرحوم جاد الله خير السيد لاعب نادي المريخ في عهده الذهبي و أحد أساطين كرة القدم في ذياك الزمان الجميل* . 

إستقبلتنا أسرة المرحوم جاد الله ( حاجة سلوى ) بترحاب شديد و كرم منداح، قوم لطفاء أصلاء، فضلاء لم نحس بغربة بينهم و كأننا نعيش معهم منذ أمد بعيد .

 *لم يكن من خططي مطلقاً السفر إلى مصر*، و لم أرغب في مناقشة الفكرة حتى مع نفسي؛ ولكن لما فرض علينا الخروج من الدار قسراً و قهراً، *رأيت أن أكافئ زوجتي على صبرها و جَلَدِها خلال الأسابيع الفائتة القاسية و المرعبة*، كما أن الخروج - و إن كنت مبغضاً له - يستوي فيه أي مكان كان؛ ذلك ما أثبتت الأيام لاحقاً سؤ التقدير فيه، فشتان ما بين بقاع الوطن الوادعة و خارجه . 

من قندهار إلى …. أرقين
“””””””””””””””””””””””””””””

*بعد يومين، ظهر الخميس ، غادرنا إلى ميناء قندهار البري غرب أمدرمان،* لنمتطي مركبة تقلنا إلى معبر أرقين صوب مصر .  






*حٌشِرنا في باص كان سياحياً قبل قرن من الزمان .*  قندهار فيها راجت تجارة العملات الأجنبية و خصوصاً الجنيه المصري . رأيت مجموعات من الجنجويد ترتدي ملابس مدنية مع عمامة غرب أفريقيا يركبون ( قلابات ) مكشوفة صوب الغرب السوداني و الإفريقي، و على مُحياهم بؤس و خوف . 

بدأ عدد من أفراد مليشيا الجنجويد عابرة الحدود، في التوافد على ميناء قندهار، يتهامسون و هم ينظرون إلى الباص ( ناكله توا … لا إنتظر يملى ناس كتار … قروش كتار )، تنبه السائق للإنشوطة التي تكاد تلتف حول عنقه، يحرك الباص مسرعاً رغم تذمر بعض الركاب .

 لم نصل إلى نطاق سجن الهدى القومي، حتى *تأمرنا عربة دعم صريع بالتوقف . يصعد شخص معهم، مجرم محترف، يطلب منا جمع المال بسرعة .. و إلا سوف ترون . أخرجنا له أموالنا و سط رعب و هلع الجميع . أحد أبناء جبال النوبة، مثقف ، محترم ، رزين ، يبدي تبرماً مما يحدث . يصعد له جنجويدي رافعاً سلاحه، مكفهر الوجه و هو يتفل الكلام القبيح ( زرقة أنزل وطة •••*)، قام بتفتيشه بطريقة مهينة و مذلة، لا تليق برجل في سنه، و وقاره . بعد لئي وجهد تحرك الباص شمالاً يطلب دنقلا . 





*التمتام كانت محطة و كافيتريا متوسطة الحال*، و حمامات يمكن التعامل معها بشئ من الصبر . إلا أن *دنقلا جراد كانت مليئة بالعقارب بدلاً عن الجراد*، حيث قرر قائد الرحلة المبيت . 




 *في منطقة عكود المحس قررت أن أستحم في حمام مفتوح من الأعلى، و باغة ماء ، و صابونة لغسيل الأواني المنزلية ( العدة )، كان أروع إستحمام حظيت به في حياتي . و أنا أجول في القهوة المبنية من القش، إكتشفت شاب سوري يقيم في عشة* خلف الكافتيريا البلدية جداً، فر من الحرب في الخرطوم و حاول الدخول إلى مصر، و لم يستطع، فمكث في هذه العشة، يتجنب الإختلاط بالسودانين ( السود ) ، و يترقب نهاية حرب قلب الوطن . شعب طيب حد السذاجة ، و حكومة غافلة حد الهلاك . 

أرقين معبر الموت السريع !!! :
“””””””””””””””””””””””””””

أرقين أو أرجين إسم نوبي قديم، يعني شجرة الحراز أو الشجرة بشكل عام؛ و يرى الباحث النوبي الدكتور منيب : (( الكلمة النوبية في الغالب ثنائية الجذر أو ثلاثية وقلما نجد كلمات رباعية الجذر إلا أن تكون مستلفة من لغات أخرى. على ذلك فإن اسم ارقين في هذه الحالة يتكون من اسم وأداتين لاحقتين على النحو التالي:

ارق + ي + ن ( اسم + أداة لاحقة + أداة لاحقة )

(( بعد هذا التبسيط بدا لي أن ننظر في المعاني المحتملة لاسم ارق:
إن ارق هنا اسم أصابه التصحيف وأتصور أن حقيقة الاسم هو اُرُج ويعني في اللغة النوبية شجرة الـحَراز التي عرفت في النوبية المعاصرة بـ قَـنْـدى، والظن عندي أن كلمة ارج انقرضت في اللغة النوبية واستبدلها الناس بكلمة قندى التى ـ ربما ـ كانت تعنى في النوبية القديمة مطلق الشجرة، ثم أن الناس هجروا الكلمة النوبية ـ قنـدى ـ لما تخصصت في دلالتها وأحلوا بدلاً عنها كلمة الشجرة العربية. وهكذا تعربت اللغة النوبية وفقدت كلمة أساسية في الحياة النوبية ونسي الناس الشجرة بالنوبية، كما انقرضت كلمة مهمة وصارت في طي النسيان وهي الكلمة التى نحن بصددها. هذا الذي وضحته يبين صورة لكيفية انقراض اللغة النوبية.

(( نعود لكلمة اُرُج التى تحولت مع تناقل الألسن وطول العهد وعدم تدوين اللغة وكتابتها الى أرق. ونقول إن هذا التحول الصوتي مما تجيزه قوانين علم الأصوات إذن فلا غرابة في هذا.

(( والدارس للغة النوبية يلاحظ التداخل الشديد بين حروف الجيم والقاف والكاف بصورة مطردة. أما بالنسبة لتغير الحركة من الضمة في اُرُج الى الفتحة في اَرْق فلا نهتم به كثيرا لأن تغيير الحركات في حسابات علم اللغة أيسر بكثير من تغير الحروف الصامته .

(( أما شجرة الحراز فهي من الأشجار الشوكية الضخمة المعمرة، وهي معروفة في عموم بلاد السودان، ، ولعل منطقة ارقين قبل بروز البلدة كانت تزخر بشجر الحراز، فانتسبت البلدة الى هذه الشجرة المهمة في حياة الناس يومئذ .

(( نعم بعد هذا التخريج لكلمة اُرُق أو اَرَق نبحث في مدلولات اللواحق آنفة الذكر وهي:

  • ي + ن أما الياء في فهي علامة الجمع في اللغة النوبية. والأسماء قد تجمع بالياء أو بالكسرة وربما سبقهما حرف راء حسب الكلمة المراد جمعها. ولجمع الاسم طرق أخرى غير ما ذكرت هنا. على ذلك يصير الاسم ارقــي ويعني الحرازات أو أشجار الحراز. (( أما النون في ن فهي للإضافة أو النسبة والتملك. فيكون الاسم ارقـي+ن أو ارقين
    بمعنى المكان المنسوب الى أشجار الحراز. (( نخلص من هذا أن اسم ارقين يعني المكان أو المنطقة المنسوبة لأشجار الحراز وهو اسم وصفي للمنطقة لما كانت تتميز به من أشجار الحراز. ))
    { أنظر : بحث العالم النوبي دكتور منيب } معبر أرقين أقصى الشمال السوداني، و جدته عبارة عن كوشة ضخمة، غير مهيأ لإستقبال عشرات الآلاف من طالبي العبور إلى مصر . مدخل المعبر بوابات حديدية بالية مكسرة يحرسها عدد قليل من النظامين . تحيط بالمعبر أعداد كبيرة من المحلات التجارية قبيحة المنظر من الشرق و الغرب، بنيت بمواد حديدية و خشبية كأنها مؤقتة شيدت على عجل، وهي كلها تتبع للمعبر . حدثني أحد العاملين بأن حمامات المعبر القذرة، تتبع لأحد المسؤولين . مباني المعبر عبارة عن هانكر ( جملون ) كبير شبيه بورش السكة الحديد ، في منتصفه تماماً مباني من طابق أرضي و آخر فوقها، تفتح على الجانب الشرقي و الغربي، و الجملون الكبير يفتح شمالاً صوب المعبر المصري، و جنوباً نحو طريق دنقلا . كلا الجانبين الغربي و الشرقي من المعبر متتطابقان تماماً اليمين للذهاب ( مصر ) و الشمال للعودة ( السودان ) . مساحة كل جزء تقريباً العرض حوالي ٣٠ متر، و الطول حوالى ٧٠ متر تقريباً ( تقديراً وليس جزماً ) في منتصف المعبر تماماً أقيمت مبانٍ من طابق أرضي و آخر علوي تفتح شرقاً و غرباً حيث بنيت مباني مشابة . المعبر يقطعة في كل جانب طريق مسفلت اليمين يتجه شمالاً صوب المعبر المصري ، و الآخر الشمالي يعود جنوباً تجاه دنقلا و ما بعدها . الطوابق العليا من المعبر يطل من نوافذها ذوي الحظوة ( الأقارب و الأهل ) حيث التكيف و الراحة ، يطلون من علٍ على بؤساء المسافرين المفترشين أرض المعبر القذرة الساخنة . مكاتب المعبر قديمة متهالكة قذرة جداً ، حتى أجهزة الكمبيوتر شبه محطمة ، متسخة ، بالية ، تعمل في وضع مزر للغاية ، و بعض المكاتب تحول إلى ملاعب للصغار . بعض رجال الشرطة يعمل بهمة و تفان لخدمة العابرين، و آخرين يستلذون بالتكبر و تعذيب الناس . مدير المعبر فاشل إداريا، و طنياً، و إنسانياً، ترك المعبر يغلي و سافر إلى أهله، لم يقدم أو يحاول أن يقدم أي مساعدة للبشر المحشورين في معبره . في كل صباح يظل الرجل و النساء و الأطفال ينتظرون عربة الماء ( صهريج الماء ) حتى يؤدون صلاة الفجر مع صلاة الظهر . عدد عمال النظافة القليل لا يتناسب و عشرات الآلاف من طالبي العبور إلى مصر، و هم حقيقة من يصنعون هذه النفايات المكدسة في كل شبر من المعبر، و هم أنفسهم عندما يعبرون إلى معبر أرقين المصري ( نفس الإسم ) لا يجرؤون على رمي قارورة الماء الفارغة إلا في سلال النفايات المعدة لذلك، لذا تجد المعبر المصري في غاية النظافة و الترتيب؛ بينما معبر أرقين السوداني عبارة عن مقلب نفايات كبير . *خارج أسوار معبرهم جنوباً بنى المصري في الأرض المحايدة الفاصلة بين المعبرين ( الأرض الحرام ) معسكر لقواته المسلحة و مبان ثابتة بالحجر للإتصالات العسكرية و ابراج شاهقة للهاتف، برغم أن الحدود بين البلدين لم ترسم بعد بسبب إحتلال مصر لحلايب و شلاتين و أبورماد و نتؤ حلفا . المحال التجارية الكثيرة تتبع للمعبر، وقد بنيت بشكل قبيح و قذر . أسعار كل شئ توحشت لتبتلع أموال المسافر المحدودة، ولا أحد يراقب او يتابع او يحاسب او ينظم حتى هذه الفوضى . يقال أن حمامات المعبر القذرة ( بالقيمة) تتبع لأحد المسؤولين، يتوجب التحقبق في كل ما يدور في المعبر و مراجعة حساباته و محاله التجارية، فكل ما فيه ينم عن فوضى إدارية و مالية، حتى العربات الحكومية خصصت للأهل و الاقارب … لم نر أثراً للهلال الأحمر السوداني، أو أي منظمة طوعية إنسانية محلية أو أجنبية لمساعدة العالقين . ما قدمت حكومة الولاية الشمالية، والي ، معتمد وووو أي شئ للبشر المكدسين في المعبر .. ولا حتى جرعة ماء … عيادة المعبر فقيرة من أي معينات طبية حتى للحالات المرضية الحرجة و الطارئة؛ وقد أسقط في يد الطاقم الطبي الصغير و لم يعد قادراً على مواجهة العدد الكبير من طالبي الخدمة الطبية . حتى مغادرتي للمعبر بلغت حالات الوفاة ٢٣ حالة، و الحبل على الجرار، و حالة ولادة واحدة، و زيجة واحدة ( عرس شنو في القرف دا ) . بلغ اليأس و الإحباط و التوتر النفسي بأحدهم أن تمنى أن تحضر طائرة سوخي لتضرب المعبر بمن فيه و تمسحه بالأرض … كيف وصل البعض لهذا الدرك السحيق من القنوط و اليأس و الإكتئاب الحاد ، أليس بعد العسر يسرا ؟ . لم أر في حياتي مكاناً واحداً تجمعت فيه كل سحنات أهل السودان، كل حشرات الدنيا، جراد، عقارب، صراصير،
    ” نمتي” ، ذباب، باعوض، و آخرى لا أعلم لها إسماً ولا رسما؛ تجمعت فيه القذارة التي يصنعها الإنسان و يفشل في إزالتها، تجمع فيه الجشع، الأنانية، الإستغلال، الفقر ، البؤس و الشقاء، بعض أصحاب الباصات يحاولون الفرار من الركاب ليعدوا إلى دنقلا لمزيد من التربح . حتى أغراضنا المحفوظة في خزانة الباص سرق بعضها و تمزق آخر و إتسخ الكثير . في كل يوم يصدر الجانب المصري قراراً جديداً ليحد من دخول السودانيين إلى مصر، بدأ بأن أوقف العمل بوثيقة السفر الإضطرارية، ثم رفض قبول التمديد لجوازات السفر السودانية الذي إعتمدته سلطات إدارة الجوازات السودانية ، بعدها منع إضافة الأطفال في جوازات الوالدين، بأخره أوقف دخول النساء و الأطفال و الرجال فوق الخمسن سنة إلا بموجب تأشيرة من القنصلية المصرية في حلفا او بورتسودان ، وظل يرفض التأشيرة التي قامت بها القنصلية المصرية في الخرطوم … بهذا تكون مصر قد ألغت إتفاقية الحريات الأربع من جانب واحد ( حرية السفر – الإقامة – العمل – السكن )؛ في الوقت الذي تسير فيه حركة صادرات العجول و الأبل و الشاحنات الضخمة المغطاة بالكامل إلى مصر دون توقف، أيضأ تتواصل طوال اليوم شاحنات علف مشروع أمطار الإماراتي متجهة نحو بورتسودان؛ رأيت ذلك بعينيي ولم يحدثني قائل . بأخره قررت الخروج من مأساة و ملهاة معبر أرقين و العودة إلي داخل الوطن … صوب القضارف .. تلك رحلة آخرى بلغت من المشقة و العنت ما بلغت ••• يتبع بإذن الله ،،،

محمد الطيب عابدين
معبر أرقين البري
الاثنين ٥ يونيو ٢٠٢٣م

التعليقات مغلقة.