بقلم. الأستاذ. جمال الدين رمضان المحامي (هل حسمت المعركة ؟! ) .
بسم الله الرحمن الرحيم .
رؤية في الوضع السياسي الراهن بالسودان .
بقلم. الأستاذ. جمال الدين رمضان المحامي
( ثورة 19ديسمبر بين التطلعات والتحديات ( 543) .
(هل حسمت المعركة ؟! ) .
في اي سياق يمكن قراءة تداعيات الحرب التي تدور بين الأطراف المتحاربة ؟! لماذا فشل الجيش السوداني في حسم هذه المعركة حتي الان ؟! علي الرغم من تفوقه علي قوات الدعم السرييع بالطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة ؟! لمن تميل الكفة الان في الميدان وذلك من واقع العمليات العسكرية التي تدور بين الأطراف المتحاربة ؟!
هذه الاسئلة مازالت تمثل عنوان لجدل كبير يشارك فيه كل اتجاهات الراي العام السوداني من اقصي اليمين الي اقصي الشمال . وحيث مازالت تداعياته تتري وتتفاعل بقوة حتي كتابة هذه السطور .
كل التوقعات والترشيحات كانت تمضي لصالح الجيش السوداني في حسمه المبكر بهذه المعركة . وذلك لا اعتبارات موضوعية تتمثل في إن المؤسسة العسكرية ممثلة في الجيش السوداني مؤسسة عريقة ولها سمعة طيبة بين الجيوش الافريقية والعربية وقد كان لها القدح المعلا في كل الحروب التي خاضتها علي مستوي الداخل السوداني أو الخارجي وحيث استطاعت ان تخرج الكلية الحربية السودانية الكثير من الضباط القادميين من الدول العربية والافريقية .
لقد كشفت هذه الحرب حجم الدمار والخراب الذي طال المؤسسة العسكرية السودانية وذلك خلال الثلاث عقود الماضية الذي تولي فيها الاسلاميين حكم البلاد التي تولي فيها الاسلاميين حكم البلاد حيث تغيرت العقيدة العسكرية للجندي السوداني حيث أصبح الولاء التنظيم الاسلامي الذي تم تكوينه داخل الجيش مقدما عن الدفاع والذود عن حمي الوطن . حيث قام التنظيم الاسلامي داخل الجيش بالتخلص من كل الضباط الذين لاينتمون إليه وحيث حل مكانهم ضباط أقصر قامة واقل خبرة كل راس مالهم هو انتمائهم بهذا التنظيم الذي اورد البلاد والعباد موارد للهلاك .
كما اكدنا وعبر هذه المساحة وعلي مدار ثلاث عقود خلت بان الكلية الحربية السودانية لم يدخلها طيلة هذه الفترة إلا الذين ينتمون التنظيم الاسلامي المذكور وذلك علي نحو يعلمه القاصي والدني . كل ذلك قد القي بظلال سالبة علي سمعة وسيرة الجيش السوداني وحيث أثر علي العقيدة العسكرية للجندي السوداني .
لقد اكدت هذه المعارك التي تدور بين الجيش وقوات الدعم السرييع بان الجيش السوداني لبست لديه قوات بريه فاعلة يمكن ان يعول عليها في حسم المعارك . حيث كانت الغلبة لقوات الدعم السرييع في كل المعارك البرية التي خاضوها مع الجيش السوداني وذلك علي مدار اكثر من ستين يوما . حيث لم يري سكان الخرطوم وعلي مستوي المدن الثلاث إلا عناصر قوات الدعم السرييع والتي تسجل حضورا دائما علي الارتكازات الهامة بمداخل ومخارج العاصمة الخرطوم . مما جعل مواطني الخرطوم يتساءلون في السر والعلن اين الجيش السوداني والذي يروج ويسوق له الاعلام وكتاب انصار النظام السابق وذلك من خلال مقابلاتهم مع القنوات الفضائية خاصة قناتي الجزيرة والحدث بان الجيش قد حسم المعركة وحيث تم القضاء علي مليشيا الجنجويد في الميدان وإن ماتبقي منهم فقط جيوب تتم محاصرتهم الان وسط منازل المواطنيين حيث يجعلون منهم دروع بشرية …ألخ.
لقد ظل كتاب وصحفي انصار النظام السابق يدمنون الفشل وذلك من خلال الاكاذيب والافتراءات التي يروجون لها عبر الفضائيات عن حقيقة تداعيات الحرب في الميدان ( ضياء الدين بلال وعادل الباز ومزمل ابو القاسم وخالد الاعيسر والطاهر ساتي نمؤذجا) .
هل حسمت المعركة ؟!
لقد تاكد وبما لايدع مجالا الشك بان قوات الدعم السرييع تسيطر علي 80 في المائة من المواقع الاستراتيجية والهامة بالعاصمة القومية الخرطوم وإن الإنتصار الذي يتحدث عنه اعلام الكيزان هو انتصار علي الورق وفي خيالهم المريض وحيث تكشفت الحقائق الكاملة لدي الراي العام السوداني عن حقيقة المعارك التي تدور حتي سلاح الطيران فقد اصبح ضعيفا في ظل نجاح مضادات قوات الدعم السرييع في إسقاط أربعة طائرات حتي الان .
المتابعون بتطورات الاحداث وتفاعلاتها يرون بان استمرار هذه الحرب ليس من مصلحة القوات المسلحة السودانية وذلك في ظل الخسائر الفادحة التي تعرضت لها وحيث تعتبر مفاوضات جدة بمثابة طوق نجاة الجيش السوداني الهزيمة التي بدأت تتشكل ملامحها للراي العام المحلي والدولي . لذلك يعلن عبد الفتاح البرهان يعلن بان لا يمانع من اجراء مفاوضات مباشرة مع البرهان . في حيث مازال بعض الاعلام الكيزاني يتحدث عن عدم جدوي الهدن التي تمت لأن المواطن السوداني لم يستفيد منها وهو يطالب بالضرورة لا استمرار هذه الحرب . هكذا تحدث مزمل ابوالقاسم بالامس في قناة الجزيرة . نقول له مبروك حيث البرهان ذاته قد ملا هذه الهدن التي لا تغني ولا تثمن من جوع لذلك يريد التفاوض المباشر مع قائد قوات الدعم السرييع هذا ما اعلنه السيد مالك عقار الرجل الثاني في الدولة فماذا إنتم فاعلون ؟!.
نعم ان المعركة قد حسمت لصالح قوات الدعم السرييع وإن منبر جده يمكن ان يكون طوق نجاة للبرهان وزمرته من السقوط المدوي .
التعليقات مغلقة.