الايام نيوز
الايام نيوز

مشاهد محمد الطيب عابدين رزنامة حرب قلب الوطن (١١)

بسم الله الرحمن الرحيم

مشاهد
محمد الطيب عابدين

      *رزنامة*

حرب قلب الوطن
“”””””””””””””””””””””””””””
( ١١ )

*تسير حرب قلب الوطن في شهرها الثالث،* و مازال الدعم السريع يعبث بأرواح الناس و ممتلكاتهم دون أدنى كابح ديني أو وازع أخلاقي،  يكذب و يتحرى الكذب، كأنه يخاطب أطفالاً أغراراً ، ينكر جرائمه و شنائعه بصورة فجة ساذجة تبين خطل إعلامه الكسيح . يغالط ما وثقته الصور و مقاطع الفيديو و يدعي أن ثمة مجرمين يرتدون زيه المميز المستورد  . عجباً هل يظن انه يخدع كل الناس كل الوقت؛ أم يظن أنه يستغبي كل الشعب السوداني و كل العالم ؟ .




*جريمة إغتصاب الفتاة الحرة،  سجلها بعضهم البعض  بهواتفهم الغبية،* هي ليست الأولى و لن تكون الأخيرة مالم يتم ردعهم بقوة؛ قوم لا يفقهون غير منطق القوة و السلاح . لعل الخطأ الأول كان السماح بدخول هذه القوات ، عقب الثورة ،  بأعداد و عتاد عسكري لا تسمح القوانين العسكرية بدخوله المدن،  يحدثني صديقي الجنرال المتقاعد في تلك الأيام وهو يشير إلى عربات الدعم السريع؛ بأن هذا السلاح الثقيل لا يجوز دخوله المدن، هو سلاح عمليات خارجية؛ *تلك الاخطاء المتوالية ندفع ثمنها من أرواح الشهداء و الجرحى و المفقودين و المشردين داخل و خارج البلاد؛* و من شرف الحرائر الذي يحرق الأكباد و يدمي القلوب، من بيوتنا و  اموالنا التي سرقها التتار الجدد  ... *ثم بعد ذلك ينكر بكل ( بجاحة )، و يحدثنا عن الديمقراطية التي جاء ليبسطها علينا مناً و سلوى علينا* .




 *جريمة الإغتصاب الجماعية التي ارتكبتها قوات الدعم السريع*، ستكون القشة التي تقصم ظهر الجنجويد في الخرطوم؛ و تصبح الوقود المحرك للمقاومة الشعبية لطرد الغزاة من أرضنا و بيوتنا و مستشفياتنا و مساجدنا .

في ١٥ مايو عام ٢٠٠٨م غزت حركة العدل والمساواة ولاية الخرطوم . توغلت في مدينة امدرمان و كادت أن تعبر للخرطوم حيث ( الرئيس بنوم و الطيارة بتقوم )؛ ولولا لطف الله كانت تلك حرب قلب الوطن الثانية ( الأولى فعلها ود تور شين و جهاديته المهدويون ) . لم تكن نية و تحركات حركة خليل إبراهيم سرية؛ بل كانت مبذولة معلومة منذ أن خرج من معسكره في أم حجر بتشاد، حتى جبال الميدوب، وصولاً لأمدرمان، حركة مشاهدة معلومة لكل الناس كأنها مباراة كرة قدم مبثوثة على الهواء مباشرة؛ الوحيد الذي كان يعلم ولا يعلم هو وزير الدفاع بالنظر ( اللمبي ) . جاءت حركة العدل والمساواة عبر عملية ( الزراع الطويلة ) لتحتل الخرطوم و تحكم السودان و تطرد الجلابة و أبناء الشمال و الشريط النيلي و النخبة النيلية وووو و تلك المصطلحات التهميشية التي تحورت اليوم في مشروع دولة الجنيد العظمى، دولة عرب الصحراء إلى مشروع إحلال و إبدال و توطين لعربان غرب السودان و أفريقيا في دار صباح و شواطئ بحر النيل العظيم . تباينت القوات و الخطط و لكن ظل الهدف واحد .

. *كتب أحد الصحافيين الفرنجة بعد أن زار إعتصام القيادة المبارك ( المدينة الفاضلة )؛ أن السودانيون يقدرون و يحترمون الأجانب لدرجة التبجيل* .  و التبجيل هو تقديس المقدسات  . 




 *سيكولوجية الأجنبي في السودان تبدو مختلفة عن أي مكان آخر في العالم،* يدخل الأجنبي إلى ( بلاد السمر ) *حذراً متردداً متوجساً . بعد هنيهة يكتشف أن ثمة شعب أسمر، قلبه أبيض، لديه عقدة نقص كبرى تجاه ألوان البشرة البشرية، يحب اللون الأبيض ( الفاتح ) و يبغض اللون الأسود ( الغامق ) . نساؤنا ( و  مؤخراً بعض الرجال ) ينفقن ملايين الدولارات سنوياً لأجل تبييض البشرة، و تنعيم الشعر ( الخشن )؛ للخروج من دائرة ( الأفريقانية* )، و الولوج في حضن ( *العروبية* )،  ألا تكفينا ( *السودانوية*) هٌويةً و عزاً . ( *أها جاتكم العربانية بي راسا و قعرا لتستعمرنا من غرب السودان و أفريقيا*  )، عرب ما هم بعرب، بدو أجلاف قساة القلوب  كأنهم يحملون صخور الصحراء في صدورهم، يمتهنون القتل و الغدر و الخيانة و هتك الأعراض و السرقة ... ثم يفتخرون بذلك . 



   *عندما يكتشف الأجنبي كل ذلك عن هذا الشعب الطيب حد العبط و الهبل و إهدار الحقوق؛* يمدد الأجنبي رجليه . يسترخي . يتنهد في نشوة و راحة . يبدأ في التخطيط و التنفيذ السريع للسيطرة على هؤلاء السذج المهابيل حتى يصل درجة يحس  أن له حقوقاً مكتسبة في هذه الأرض ( *الهاملة*) ، و ان هؤلاء القوم لا يستحقون ثروات هذه للبلاد  . 






*تثبت أخيراً،* من أحد شهود العيان أن *بعض* المهندسين *السوريين* يعملون مع الجنجويد  يقومون بفك شفرات السيارات الأحدث في الخرطوم  ليتمكن لصوص الصحراء من سرقة تلك السيارات و قيادتها صوب قراهم البعيدة في الغرب السوداني و الأفريقي، محملة بالذهب و الأموال و الأجهزة الكهربائية و كافة مقتنيات أهل الخرطوم؛ *هذا السلوك السوري من البعض* تتحمل وزره الحكومة البائدة التي سمحت بدخول الأجانب إلى قلب الوطن دون فحص أمني مسبق أو تأشيرة دخول كما تفعل كل الدول المحترمة، و ذات الغفلة هي من شجعت رعايا دول غرب أفريقيا و شرقها و جنوبها على الدخول بكل ( راحة ) و إطمئنان  إلى أم المدائن سيدة المدن حبيبتي الخرطوم  .




 *التعاطف و الدعم مع الجنجويد، يتخذ أشكالا ً عدة؛ الدعم المباشر و المساندة بالقتال أو الإرشاد و التخابر ؛ الدعم الإعلامي المباشر في كافة المنصات الإعلامية ؛ التشكيك في كل خبر ، و إن كان صادقاً، ضد الدعم السريع ؛ إثارة الخوف و الرعب من الحرب و المطالبة بوقفها و هي كلمة حق يراد بها كل الباطل، وهو إعادة الدعم السريع ضمن أي عملية سياسية قادمة باي شكل من الأشكال، الأمر الذي يقف ضده غالب الرأي العام السوداني .*

الدعم المبطن بالنقد لهم و في نفس الوقت مناقشة أخبارهم بطريقة دفاعية ناعمة تثير الشكوك في كل ما ينسب أليهم من جرائم .

تغبيش الحقائق و تخليط الأمور حتى يضيع أثر الحقيقة في وسط ركام نفايات الأكاذيب و خليط الأوراق .

نسبة كل الشرور في الدنيا و السودان إلى الكيزان للتقليل من شرور و أثام الدعم السريع، و كلاهما شر، إلا أن الجنجويد الآن أعظم شراً على البلاد .

الذين يدعمون و يساندون الجنجويد ملامهم و سماتهم معروفة و مكشوفة، كأحزاب و أفراد؛ هم العدو فحذرهم …

حاكم عموم دارفور، القائد مني أركو مناوي، يسكن في مدينة المنشية شرق الخرطوم . يستأجر فيلا فخيمة من رجل الأعمال قائد جيش الأسود الحرة بشرق السودان القائد مبروك مبارك سليم . يحدث شاهدنا وهو يقف قرب برج الرحاب المجاور لفيلا مناوي؛ أن قوة من الدعم السريع قوامها من ١٠ إلى ١٥ تاتشر جاءت إلى مقر مناوي، و دخل قائد القوة ماكثاً زهاء النصف ساعة، ثم خرج تتبعه قوته من حيث أتى . يقول شاهدنا بعد ذلك دبت حركة سريعة في البيت حيث بدأت قوة الحراسة التابعة لمني في تجميع أغراضها بسرعة و إرتباك . إقترب شاهد العيان من قريبه في قوة مني و إستفسر منه عما يجري، أخبره بأن قوة الدعم السريع طلبت من القائد مناوي تحديد موقفه بوضوح إما أن يكون مع الجيش أو الدعم السريع أو يخرج فوراً من الخرطوم لأنهم لا يريدون طرفاً ثالثاً في هذه المعركة . تحركت القوة المتواجده في منزل مني أركو مناوي بالمنشبة حيث إلتحقت ببقية قواته و خرجت متجه صوب دارفور في ذلك المشهد الذي نشره مناوي على وسائل التواصل الاجتماعي . بقيت قوة صغيرة من عشرة أفراد لحراسة المنزل، إلا أن الجنجويد
داهمو المنزل و سجنوا قوة الحراسة في بعض غرف المنزل لفترة، ثم طردوهم الى مدينة مدني .

بعد مقتل والي غرب دارفور غدراً، خميس أبكر، أصدر حاكم عام دارفور بياناً طالب فيه بتكوين لجنة تحقيق دولية لمعرفة الجناة و تدخل المحكمة الجنائية الدولية في الجرائم التي ارتكبت في الجنينة و كم و نيالا و غيرها من مناطق دارفور . من في هذا السودان، بل كل العالم لا يعرف ان الجناة هم مليشيا الجنجويد المتمرة ؟ .. هل يجهل ذلك حاكم عموم دارفور ؟ أم أنه يخشى قوة و سلاح الدعم السريع؟ .. أم مازالت ( علقت ) معركة قوز دنقو تسبب له الهواجس و الرعب؟ صحواً و مناماً .

يتبع بإذن الله تعالى ،،،

محمد الطيب عابدين

السبت ٢٤ يونيو ٢٠٢٣م
بري أيقونة الخرطوم

التعليقات مغلقة.