شوفو خليتوه يعمل إيه !! بقلم إبراهيم عثمان
شوفو خليتوه يعمل إيه !!
إبراهيم عثمان
▪️ لا يمل القحاطة من تكرار معزوفتهم الأثيرة : الدعم السريع بريء من المسؤولية عن إشعال الحرب، والجيش، مدفوعاً من النظام السابق، هو المسؤول، ومناصرو الجيش عامةً هم دعاة الحرب ودعاة استمرارها ! ويتجاهلون بعناد حقيقة أن معزوفتهم هذه لا تصمد أمام الأدلة الدامغة، وأنها حتى لو صمدت، فإنها لم تعد مفيدة الآن، لأنها لم تعد تمثل إلا شكل بدائي من اللعبة السيكولوجية الساذجة ( شوف خليتني أعمل إيه )
( See what you made me do )، والتي تتلخص في أن يعترف الشخص بارتكابه لخطأ كبير أو أكثر لكن يتهم غيره بأنه السبب في وقوعه فيه .فلو لم يفكر الدعم السريع في الحرب، ولم يخطط، ولم يحشد، ولم يعد، ولم يتخذ قرارها النهائي منذ يوم تحركه لاحتلال مطار مروي، ولو لم تكن له نوايا سلطوية وخطة انقلابية جاهزة أعلن عنها، وعن قطعه خطوات لتنفيذها، منذ الساعات الأولى لاندلاع الحرب، باختصار : لو كان إلى لحظة بداية الحرب ملاكاً طاهراً بريئاً لا يريد إلا الخير المحض للسودان وشعبه، وكان يقابله شيطان رجيم هو الذي خطط للحرب، وأطلق رصاصتها الأولى ليغتال ذلك الملاك، ثم كان سلوك الدعم السريع أثناء الحرب هو السلوك الشيطاني الذي نراه الآن، فإن هذه اللعبة الساذجة تصبح عديمة الجدوى حتى كحيلة دفاعية نفسية، دعك من الإقناع ! إذ ما جدوى أن يُقال للمواطنين : إن هذا الذي يجلب المرتزقة، ويتخذكم دروعاً بشرية، ويشن حربه عليكم، ويقتل، ويخرب، وينهب، ويهجِّر، ويخطف، ويغتصب، إنه كان ملاكاً طاهراً إلى أن أتى شيطان وقتل ملائكيته بالرصاصة الأولى، فتحول بعدها مباشرةً إلى الشيطان الذي ترون !! ما جدوى قول كهذا؟ وأي قيمةٍ إقناعيةٍ يحمل ؟
التعليقات مغلقة.