مشاهد محمد الطيب عابدين رزنامة حرب قلب الوطن
بسم الله الرحمن الرحيم
مشاهد
محمد الطيب عابدين
*رزنامة*
حرب قلب الوطن
“””””””””””””””””””””””””””
( ١٣ )
" ١ "
راج مقطع فيديو، يحدث فيه قائد حركة العدل والمساواة، جبريل إبراهيم، رجاله عن مشروع الحركة لحكم السودان . أخذت الحماسة أحدهم فطفق يعرض قوته و يردد : ( خرطوم كسر عمارات .. كسر عمارات )؛ رد عليه قائد الحركة ( وزير المالية حالياً ) : ( العمارات ما تكسروها شيلوها .. شيلوها ) . و جاء الجنجويد و أخذوها ! .
منازل و فيلل و عمارات كل قيادات حركات دارفور المسلحة أخذها الدعم السريع؛ لأن ذات عقلية ( الإستيلاء و طرد الجلابة ) تعشعش في مخيلة كل حركات تحرير السودان ( من الجلابة )، و إن أظهروا خلاف ذلك بأن التحرير يقصد به ( بانوراما خطابية طويلة و مملة مخادعة ) .
" ٢ "
نجح الدعم السريع المتمرد في تحقيق هدفه الأول، و نفذ خطة تفريغ وسط ولاية الخرطوم و بعض أطرافها من المواطنيين الأصليين و سكانها . هربنا جميعاً نحن الجبناء لنحتمي بولايات آخر نازحين؛ و لاجئين خارج السودان، تركنا وطننا و ديارنا للغزاة عربان الشتات من الغرب الأفريقي الأجانب، و من الغرب السوداني . أجانب يجوثون خلال الديار يقتلون، يغتصبون، يسرقون السيارات، يٌحمِلون عليها الذهب و الأموال الأجنبية و السودانية، و كل أدوات و أجهزة المنازل الكهربائية .. حتى الملابس سرقوها بحقائبنا، لم يتركوا شيئاً إلا و سمحوا لعصابات النقرز و النساء السارقات، بأخذه .. ثم فروا إلى بلادهم داخل وخارج وطننا الكظيم؛ لتظهر نساؤهم و أطفالهم يتزين بذهب نساء الخرطوم، هذه الغنائم المنهوبة و الأموال المسروقة تغري آخرين من ذات القبائل على القدوم إلى الخرطوم الجريحة لنهب جديد و قتل جديد و حرق و تخريب جديد مستمر،. يدخلون من طرق جٌلها معلوم و مطروق، فلماذا لم تغلق كل الطرق المؤدية إلى ولاية الخرطوم مسرح العمليات العسكرية الرائس ؟ ! .
" ٣ "
*في صلاة الفجر يقنت الإمام بعد الركعة الأولى، يدعو طويلاً على اليهود أن يشتت الله شملهم و يبدد جمعهم، ثم يدعو للفلسطينيين بالنصر المبين و الفلاح والصلاح و أن يجعل الله اليهود غنيمةً لهم •• ثم يسجد؛ دون أن يدعو على الجنجويد أو يدهو لجيش السودان بالنصر . في صلاة الجمعة يتكرر ذات مشهد الدعاء . في صلاة العيد دعا الخطيب الله أن يرفع الغمة و أن يزيل الفتنة، و لم يدعو لجيش بلاده بكلمة واحدة و بعضهم يصلي معه بزيه الرسمي ( الميري ) !! ، بل لم يدعو أو يذكر الغزاة القتلة الفجرة بنص كلمة !!؛ أمر محير جداً، هل نعيش معاً في وطن واحد ؟ .. لماذا تضاءل الحس الوطني و الأمني القومي بهذا الإنحطاط ؟ .. كيف يقود جيش البلاد حرباً ضد غزاة أجانب، و يستنكف بعض دعاة الدين و أئمة الناس في مساجد الجمعة و الجماعات، أن يدعون الله لنصر جيش بلادهم ( حتى ولو به كيزان )، أو يساريون أو جن أحمر ؟ . ولاة الولايات، وزارة الشئون الدينية و الأوقاف - إن وجدت - لا يقومون بدورهم في توجيه الأئمة و الدعاة للقيام بدور التوجيه المعنوي الشعبي و إلاسناد الإعلامي الجماهيري للجيش السوداني العظيم الذي يقاتل فيه أولادنا جميعاً ضد عدو غازي أجنبي يريد طردنا من كل السودان و إحلال قومه مكاننا جميعاً؛ حتى مشايعي الدعم السريع من قبيل قحت و من ناصرهم سراً و علانية، و من صنع الجنجويد إبتداءً من الحركة الإسلاموية الكيزانية، كلهم ليسوا في مأمن من مشروع إستيطان عربان صحراء الغرب الأفريقي، و طرد ( الجلابة )* .
الجنجويدي لا يعرف و لا يفرق بين بيوت مناصريه و معاديه، كله غنيمة يستحلها بفقه حرام و غريزة ضالة جهولة جاهلية نحو القتل و السلب و تخريب معالم و حضارة و تراث البلاد؛ و من يظن في الدعم السريع المتمرد خيراً فاليمكث في بيته و ينظر دوره ليرى بأم عينه، ثم يعض بنان الندم، و يقطع سبابته غيظاً على غبائه و حماقته و غفلته المهلكة .
" ٤ "
كل ولايات السودان، عدا الخرطوم ، دارفور ، و كردفان، ترفل في أمن و أمان تام، لا يحس أهلها بحرب قلب الوطن إلا كما يحسون بحرب أوكرانيا و كشمير، هذا الإحساس الزائف جعل جل الناس ، هناك ، لا مبالون بما يجري في قلب الوطن و الجنينة و كتم و زالنجني و الأبيض و الدبيبات و نيالا و غيرها من نقاط الحرب الساخنة .
*لن تسقط الخرطوم بإذن الله تعالى، و شكيمة جند السودان، لأنها إن سقطت - لا قدر الله - تتساقط بعدها كل مدن و حواضر و بوادي السودان تباعاً، كما تتساقط أوراق الشجر اليابسة من الجفاف .* لا أحد بمأمن أو في أمان طالما قوات الدعم السريع المتمردة تقاتل في الخرطوم، لا أحد بمنئى عن حريق قلب الوطن، فألسنة اللهب سريعة الإنتشار و الزحف حيث لا يظن أو يصدق الكثير من الحالمين بنجاة البعد و التنائي . و حتى لا يحدث ذلك - *لا سمح الله - يجب علينا ( جميعاً )* *أن نعي و نفهم و نوقن بأننا أمام خطر وجودي ساحق ماحق ، يهدف لإزالتنا و مسحنا من بلادنا تماماً، و إحلال أجانب محلنا .* لا سبيل لدحره إلا بالمقاومة الشعبية الغير حزبية، الوطنية الخالصة .
خطر حقيقي وليس متخيل او وهمي، خطر رأيناه راي العين، يقتل، يغتصب، يحرق، يسرق، يحتل بيوتنا … ثم يكذب بكل وقاحة انه لم يفعل؛ لم يعد أمامنا خيار آخر غير طرد الغزاة من بلادنا .. ثم نجلس لنعيد ترتيب الدولة السودانية من جديد على أساس المواطنة مصدر الحقوق و الواجبات، ندير التنوع السوداني بما يصنع هٌوية ( سودانوية ) جامعة لا مفرقة، نصنع سودان متجدد متطور متقدم، يسع الجميع، و يكون الحكم فيه لصندوق الإنتخابات لا لصندوق الذخيرة .
( ٥ )
نزح عدد من السوريين شمالاً، في الأيام الأولى للحرب، إستقبلهم أهل تلك المدينة بترحاب زايد، أسكنهم صاحب المنتجع دون مقابل، يطعمهم الكرام يومياً برغم رقة حالهم، السوريون مجموعة من أسر رجال أعمال و اصحاب مصانع في الخرطوم، يخفون مالهم دون إنفاق، حتى إذا فرغت الحرب من شرها، عادوا بالمال لتجارتهم و مصانعهم . بعد تطاول امد الحرب نزح اهلنا إلى تلك المدينة و ذاك المنتجع، إستئجروا في ذات المنتجع بمالهم و طعموا بمالهم، ولأهلها العذر فقد طالت ضيافة السوريين ( الثقلاء ) . ألم اقل لكم أننا شعب طيب حد العبط و السذاجة و الهبالة التي يسئ الغريب فهمها، و حكومة غافلة حد الضياع و الهوان على الناس .
( ٦ )
يدعي لصوص الجنجويد أن ما يسرقونه من بيوت السودانيين، و ما ينهبوه في الطرقات، إن هو إلا غنيمة حرب تحل لهم؛ ما هي غنيمة الحرب و ماهي شروطها ؟ :
معنى الغنائم لغةً: جمعُ غنيمة وهي مأخوذة من الغنم وتعني الفوز والظَفَرُ بالشيء .
واصطلاحًا: هي ما أُخذ من مال عند مقاتلة ومحاربة الأعداء على سبيل الانتصار والغلبة، وتُسمى أيضًا بالأنفال.
وشُرعت الغنائم لسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وأمَّتُه، قال -تعالى-: (يَسأَلونَكَ عَنِ الأَنفالِ قُلِ الأَنفالُ لِلَّـهِ وَالرَّسولِ فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَصلِحوا ذاتَ بَينِكُم وَأَطيعُوا اللَّـهَ وَرَسولَهُ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ).[
وقال تعالى: (وَاعلَموا أَنَّما غَنِمتُم مِن شَيءٍ فَأَنَّ لِلَّـهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسولِ وَلِذِي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَابنِ السَّبيلِ)، واختُصت الغنائم فقط بهذه الأمة وبنبينا -عليه الصلاة والسلام-، قال -عليه الصلاة والسلام-: (فُضِّلْنا على الناسِ بثلاثٍ… وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي).
شروط الغنيمة :
مما سبق نجد أن للغنيمة شروط شرعية ، هي :
١ – أنها توخذ في ميدان المعركة بقتال العدو فقط، وليس من منازل المواطنين أو السابلة في الطريق، الذي هو سرقة، و نهب وقطع للطريق ( حرابة ) .
٢ – توزع الغنائم الشرعية بإخراج لِلَّـهِ خُمُسَهُا وَلِلرَّسولِ وَلِذِي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَابنِ السَّبيلِ، فهل فعل ذلك الجنجويد ؟ .
٣ – المال العام لا يعد غنيمة، سرقة البنوك، و المؤسسات الحكومية.
( ٧ )
تسامع النازحون في شتى ولايات السودان عن معينات إنسانية جاءت من الخارج دعماً لهم، لم ير معظمهم لها أثراً، و نشرت بعض الصحف أن تسرباً نحو السوق طال تلكم المواد . دوماً ظل عدم الشفافية في توزيع المعينات الخارجية ملازماً لها، حتى أن بعض السفارات الأجنبية تشترط توزيع موادها بنفسها على المحتاجين .. أي عار يلطخ وجوه هؤلاء القوم .. و كما تقول الأمثولة الشعبية السودانية الدارجة ( ساعدوا في حفر قبر أبو .. دس المحافير ) .. أو كما قال .
يتبع باذن الله تعالى
محمد الطيب عابدين
الثلاثاء ٤ يوليو ٢٠٢٣م
بري أيقونة الخرطوم
التعليقات مغلقة.