صباح محمد الحسن تكـتب حمدوك على عتبة الدخول !!
قد يذكر القارئ هنا وقد لايذكر أننا طرحنا سؤالا بعد مرور يوم واحد على إستقالة رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك التي قدمها للشعب السوداني ( هل يعود حمدوك للمشهد السياسي مجدداً) ؟!
سؤال وقتها لم يجد آذان صاغية لأنه طرح في غير زمانه بقصد .
والآن الوقوف واجب على عتبة هذا الإستفهام فأحيانا الأبواب المغلقة على الإجابات تستدعي عندك الفضول طرقاً أكثر مما تكون مشرعة !!
ففي ظل تأجج المعارك بين الطرفين عسكريا وإعلاميا ، تسير خطة الوصول الي حل سياسي خارجيا بذات الإيقاع المتسارع ، الفرق فقط بين المتصارعين على الارض هنا ، والباحثين عن الحل هناك ، هو ان الحل السياسي يسير بخطة ، والحرب تقضي على البلاد بعشوائية ، كما ان الوصول الي اجهزة الإعلام ولهفة الكاميرا اصبح غاية لطرفي الصراع الأمر الذي لايشبه الذين يقودون الحل في رغبة عدم الظهور ، فالقضايا هناك تطبخ على نار هادئة.
وتخطو الوساطة الأمريكية السعودية خطوات حثيثة في عملية الحل السياسي السوداني بعيداً عن قاعات التفاوض ، يوازي هذا التقدم ترتيب أمريكي جاد لخلق أرضية مناسبة داخل السودان وتهيئة المناخ حتى يكون طرحه ممكنا ً ان كان عبر دخول قوات حفظ السلام او بفرض عقوبات عاجلة التنفيذ
المهم أن مراحل الاعداد لحل سياسي وصلت الي نقطة البحث عن شخصية مناسبة تتقلد منصب رئيس مجلس الوزراء بكامل الصلاحيات
وكان الدكتور عبد الله حمدوك خيارا ترى الوساطة انه مناسبا وهو بالتاكيد اختيار لم تصنعه الصدفة فمنذ بدايات التفاوض كثفت الوساطة إتصالات عديدة معه ، كما تلقى ايضا اتصالات من قيادات امريكية بارزة ، وظهر حمدوك بعد الحرب في منابر خارجية يطالب بوقف الحرب بعد غياب طويل عن الاجهزة الاعلامية
ويأتي اختيار حمدوك بصفته الشخصية المدنية المتفق عليها دوليا بالإضافة الي أنه الشخصية الأكثر شعبية مقارنة بالقيادات السياسية الأخرى
ومعلوم ان الخطة السياسية القادمة تستبعد كل من الدعم السريع واللجنة الأمنية بالجيش وانه لن يسمح لهما بالعودة من جديد على المسرح السياسي
فالمعلومات تقول ان عبد الله حمدوك هو الرجل الذي سيقود المرحلة القادمة وسيشغل رئيس مجلس الوزراء بصلاحيات رئيس جمهورية ، وسيعمل حمدوك بلا حاضنة سياسية ، يحكم فقط بالدستور الانتقالي وبرلمان الأغلبية العظمى فيه للجان المقاومة ، هذا مع تغيير كامل في قيادة الجيش يحل مكان اللجنة الأمنية ويقود جيش موحد مكانه الثكنات
وهنا يقفز السؤال المهم على خشبة تطور الأحداث ، المجتمع الدولي لطالما انه تخلى عن طرفي الصراع ، فهل تخلى ايضا عن قوى الحرية والتغيير !! واستعاض عن وجودها بالقوى الثورية كأرضية يضع عليها أساس وخريطة الحكم مستقبلا ، فربما لايشكل هذا فرقا كبيرا بالنسبة اليه ان استند على التاريخ السياسي الذي تجسده الأحزاب او المستقبل السياسي الذي تمثله المقاومة ، لافرق ، لطالما أن الدولة القادمة دولة مؤسسات يحكمها الدستور وليس الأفراد . !!
طيف أخير:
لا للحرب …
قال الداعية السياسي عبد الحي يوسف يجب ان يتقدم السودانيون بحملة تبرع بالمال للقوات المسلحة !!
ولا ادري ان كان يقصد بالسودانيين الذين هم في تركيا ام في الخرطوم !!
الجريدة
التعليقات مغلقة.