الايام نيوز
الايام نيوز

عثمان جلال يكتب/نبل شعار لا للحرب ولكن

عثمان جلال يكتب/

نبل شعار لا للحرب ولكن

شعار لا للحرب عميق في نبله خاصة عندما تصدع به الحركات المسلحة التي أدركت مخازي الحرب الاجتماعية والاقتصادية والانسانية والثقافية ، ثم انتهت هذه الجماعات المسلحة الي تبني استراتيجية الحوار والسلام للتعبير عن قضاياها المطلبية المستحقة، وكل القوى السياسية الوطنية بعد ثورة ديسمبر ٢٠١٨ تبنت خيار التدافع الفكري والسياسي لانجاز مهام المرحلة الانتقالية والتحول الديمقراطي المستدام ، وهذا ينم ان الاجتماع السياسي الوطني يسير في الاتجاه الصحيح في التعاطي مع قضايا البناء الوطني والديمقراطية المستدامة باستثناء مليشيا ال دقلو فقد ظلت تراكم من قوتها العسكرية وامبراطوريتها المالية للاجهاز علي منجزات ثورة ديسمبر وتعطيل كل قضايا البناء الوطني واقامة مملكة ال دقلو في ارض السودان .

ان المتمرد حميدتي يحمل مشروع قومي عنصري يقف علي طرفي نقيض مع كل محددات قضايا البناء الوطني والتحول الديمقراطي المستدام، بل فان مشروعه يمثل الخطر الوجودي الاعظم لكل المجتمعات (والقبائل السودانية)، ومهدد لبقاء عضم الدولة السودانية والمتمرد حميدتي وعشيرته يدركون استحالة الفصل بين البندقية والقوة والمال وبين مشروعهم العنصري الشوفوني المقيت ولذلك استنفدوا كل وسعهم في بناء ادوات القوة.

والتجارب التاريخية كالنازية والفاشية اثبتت ان كل المشاريع القومية والعنصرية ترتكز علي القوة العمياء المجردة من العقلانية والحكمة والاخلاق ونفي وابادة المجتمعات الاخرى وهذا ما فعلته مرتزقة ال دقلو حيث قامت بالنفي والتهجير القسري لسكان العاصمة الخرطوم والابادة العرقية لشعب المساليت في الجنينة

لذلك يجب تداعي واصطفاف كل قطاعات المجتمع السوداني مع القوات المسلحة لتصفية وتفكيك هذه المليشيا العشائرية
وان اي حوار مع ال دقلو لاعادة انتاجهم وتأهيلهم من جديد يعني بالنسبة لهم استراحة محارب واستعداد لحرب استئصالية جديدة موجهة ضد الشعب والجيش ، واعتقد ان اي حوار مع ال دقلو يعني فقدان الجيش للحاضنة المجتمعية وربما يضعه في مواجهة مع الشعب السوداني المتضرر الاساسي من انتهاكات مليشيا ال دقلو المجردة من الاخلاق والوازع الديني.

ان هزيمة مشروع ال دقلو العنصري يمثل البشارة والبداية الواثقة لانهاء توظيف القوة والبندقية وللابد في التعاطي مع قضايا البناء الوطني والديمقراطي وعندها سيكون قد تحقق العمق الاستراتيجي لشعار لا للحرب

التعليقات مغلقة.