قلناها قبل يومين فقط أنه ليس هناك لقاء سيعقد بين رئيس اللجنة الكيزانية بالجيش (البرهان) ورئيس مجموعة الجنجويد (حميدتي) وان كل مايرشح عن دعوة الايقاد للطرفين للقاء مباشر بالعاصمة الاثيوبية أديس عبارة عن (احلام) للبعض او تفاؤل بعيد عن الواقع ولو لم يتسرع البرهان في الإعتذار لتقدم حميدتي بإعتذار عن إمكانية الحضور وعلي الإيقاد أن تبحث عن طرق اخري لإيقاف هذه الحرب اللعينة غير الإعتماد علي لقاء الجنرالين الذي لن يتم أبداً في الوقت الحاضر..
الطرف الجنجويدي في اللقاء أو (حميدتي) لا يعرف أحداً معلومات مؤكدة عنه وهل هو على قيد الحياة أم أنه مصاب إصابة بالغة تمنعه من الظهور وقواته اليوم تحارب بتعليمات من قيادات ميدانية أو ربما بقيادة شقيقه (عبد الرحيم) وبعض القادة العسكريين حوله، كما إن الطرف الثاني قائد كتائب الفلول داخل الجيش (البرهان) وكما قلنا في عمود سابق أنه ليس بامكانه الخروج من البدروم حتي شارع (ألمك نمر) ناهيك عن السفر إلى أديس أبابا مع الأخذ في الاعتبار أن الأمر يحتاج للوصول الي قاعدة وادي سيدنا او السفر الي بورتسودان للمغادرة من هناك وهو امر صعب في الوقت الحالي
ثم أن هذا اللقاء المستحيل وإن حدثت (معجزة) وتم فعلا فإنه لن يخدم قضية إيقاف الحرب الدائرة فكلا الطرفين لا يملكان لا الإرادة ولا الإمكانية لذلك فمجموعات كبيرة من قوات الجنجويد صارت تحارب خارج إمرة القيادة العليا لصعوبة توصيل تلك التعليمات أو لعدم انصياع القادة الميدانين لها وأن تلك القوات ستتحول قريبا الي مجموعات قتالية متفرقة إذا ما إستمر الحال على ماهو عليه اليوم أما القائد الاسمي لقوات الفلول فقد صار ليس له كلمة إيقاف الحرب، خاصة بعد دخول مايسمي بالمجموعة الجهادية ومقتل أكثر من ألف مقاتل منها خلال الأيام الماضية ليتحول الأمر لديهم لحرب (انتقامية) تمثل القوات المسلحة الغطاء لها
من المؤسف ان اللقاء الذي كان يعول عليه الكثيرين لم ولن يتم ويبدو ان الامر يتجه لتطبيق توصية اللجنة الرباعية للايقاد والذي في رأينا لن يحل قضية إيقاف الحرب ويجب تعديل بعض البنود فيه فالجانبان لن يلتزما بالخروج من العاصمة ولكن يمكن أن يرحبا بوجود قوات مراقبة أفريقية مع قواتهما مثلا وبالتالي متابعة وقف اطلاق النار من الداخل ..
واخيرا فإن بحث الفلول عن حلول أخرى خارج منظومة الايقاد التي تحظى بدعم المجتمع الدولي كله مع التأييد الواضح لها من القوى السياسية والشعب السوداني سيؤجل فقط حل عملية إيقاف الحرب ويطيل امدها فقط وسيعود الجميع مرة اخري في النهاية لتنفيذ تلك المبادرة، والتعنت (الفلولي) حيالها لن يلغيها وسيكون عين العقل القبول بها مع محاولات تعديل وطريقة تنفيذ بعض بنودها..
ونحن مع جميع الحلول التي يمكن ان توقف هذه الحرب المدمرة فإننا نامل ان يخرج مؤتمر القمة العربي المقترح عقده في القاهرة خلال الأيام القادمة بما يفيد رغم اننا نشتم رائحة الخبث فيه وننوه الي ان (كثرة) المقترحات ستعقد الحلول وأن مقترح الايقاد سيظل هو محور حل المشكلة وعلى مؤتمر القمة العربي تبنيه قطعاً للألسنة إن كان يسعى لحل حقيقي لقضية الحرب بالسودان وليعلم الرؤساء العرب أن المقترحات غير البناءة ستزيد من تعقيد القضية خاصة وأن اللجنة الأمنية تبحث من خلال هذا الجمع العربي الإعتراف بالحكومة الحالية وتصنيف الجنجويد كمجموعة إرهابية وهذا ما لن يتم إلا اذا كان الرؤساء العرب أغبياء وهم ليسو كذلك
والثورة ستظل مستمرة
والقصاص أمر حتمي
والرحمة والخلود للشهداء
الجريدة
التعليقات مغلقة.