بقلم. الأستاذ. جمال الدين رمضان المحامي .(هل دولة حميدتي قادمة ؟! ) .
بسم الله الرحمن الرحيم
رؤية في الوضع السياسي الراهن بالسودان .
بقلم. الأستاذ. جمال الدين رمضان المحامي .
( ثورة 19ديسمبر بين التطلعات والتحديات ( 554) .
(هل دولة حميدتي قادمة ؟! ) .
غني عن القول بان شخصية محمد حمدان دقلو والشهيير بحميدتي قد أصبحت من الشخصيات المثيرة الجدل في المعترك السياسي السوداني حيث اضحت سيرة ومسيرة الرجل ملء السمع والبصر ليس علي مستوي الداخل السوداني وانما علي مستوي دول المحيط العربي والافريقي وإن شئت الدقة والمحيط الدولي .
هذا الرجل استطاع ان بجد لرجله موطي قدم مع الساسة الكبار في تاريخ السودان الحديث .
لقد انقسم الراي العام السوداني في تقييمه لشخصية حميدتي الي فريقين :
الفريق الاول ويقوده انصار النظام السابق وبعض رموز المكونات الاجتماعية والقبلية التي ينحدر منها حميدتي باعتباره قد سحب البساط من تحت اقدامهم .
أهم الانتقادات التي وجهت إليه من خصومه فان الرجل يجسد الانتهازية في ابسط معانيها حيث الرجل قد غدر بابن عمه موسي هلال زعيم قبيلة المحامييد والذي كان له الفضل لا انتشاله من القاع وتزكيته لدي البشير حتي يكون له قوة عسكرية تعمل علي اخماد التمرد الذي تقوده حركات الكفاح المسلح وقتذاك في اقليم دار فور .
انصار هذا الفريق يرون بان هذا الرجل لايستحق وغير جدير بان يدخل القصر الجمهوري ناهيك بان يكون هو الرجل الثاني في الدولة السودانية لانه لايملك التعليم والخبرة الكافية في ادارة شئون البلاد والعباد . وهم يرون ان الرجل غير مؤتمن علي اموال الدولة السودانية بعد ان نهب خيرات مايسمي بجبل عامر وسخرها لمصلحته الشخصية حتي اصبح من أغني الشخصيات ليس علي مستوي الداخل السوداني فحسب وانما علي مستوي دول المحيط العربي والافريقي .
وفي المجمل فان الظروف وحدها هي التي خدمت حميدتي وجعلت من سيرته ومسيرته ملء السمع والبصر . هم يرون بان حميدتي وبعض رموز قوات الدعم السرييع يجب ان يقدموا لمحاكمة بعد ان يحسم الجيش السوداني قريبا الحرب التي تدور مع المليشيا المتمردة وذلك حسب زعمهم . ….ألخ.
الفريق الثاني يتمثل في اتجاهات الفكرية التي تؤثر علي الراي العام ومن الاغلبية الصامتة من المهمشين واصحاب المهن البسيطة بدعمها وتقديم يد العون اليها في كل مدن وقري السودان حيث هناك قصص كثيرة ومواقف مشهودة الرجل مازال أصحابها أحياء يرزقون حيث يعددون لك مواقف الرجل في دعم المئات والألاف من الاسر المتعففة وذلك علي مدار الفترة التي ظهر فيها حميدتي علي خشبة المسرح السياسي السوداني .
علي المستوي السياسي الرجل استطاع ان يحقق نجاحات في كل المهام الموكلة إليه منذ عهد البشير ودوره قبل وبعد الثورة السودانية حتي استطاع هذا الرجل ان يكون قوة عسكرية لايستهان لها من حيث العدة والعتاد حتي أصبحت قواعد الدعم السرييع توازي الجيش السوداني بل هي تتميز عليه ببعض الصفات خاصة في الانتشار السرييع وعمليات الكر والفر .
لقد ارتبط اسم حميدتي بقوات الدعم السرييع ارتباطا لايقبل التجزئة حيث يعتبر هو المؤسس والقائد العام بهذه المنظومة العسكرية يساعده في ذلك خيرة الضباط الذين لهم خبرات متنوعة في المجال العسكري ..
التجاوزات التي حدثت من قوات الدعم السرييع وذلك اثناء سريان هذه الحرب التي يدور رحاها الان مع الجيش السوداني يرجع السبب فيها لا انصار النظام السابق الذين نجحوا في ادخال بعض عناصرهم داخل قوات الدعم السرييع وذلك حتي يمكن استغلالها في الوقت المناسب وهذا ماحدث بالفعل حيث استطاعت هذه العناصر ان تنفذ جريمة فض الاعتصام بكل تداعياتها حيث كانت المجزرة البشعة والتي روعت الضمير الوطني والعالمي . كذلك هي التي نفذت عملبات السلب والنهب التي طالت المتاجر وممتلكات المواطنيين وعمليات الإغتصاب علي مستوي العاصمة واقليم دار فور . كل ذلك بغرض تسديد ضربه فاضية لقوات الدعم السرييع وتشويه صورة قائدها الفريق حميدتي وذلك حتي تاخذ الاجراءات القانونية مجراها في مواجهته . فيما بعد .
نعم الواقع الذي لاتخطئه العين يؤكد وبما لايدع مجالا الشك بان دولة حميدتي قادمة بكل شخوصها ومؤسساتها حيث تمضي بخطي ثابتة وبشكل علمي وممنهج ومدروس في للانطلاق الي أفاق ارحب .
لا احد يستطيع ان يلقي قوات الدعم السرييع وبجرة قلم من المعادلة العسكرية بالبلاد حيث كانت تلك القوات عضدا وسندا للقوات المسلحة السودانية وبشهادة القائد العام للقوات المسلحة البرهان .
نعم ملفات كثيرة تحتاج الي إعادة هيكلة وبناء من جديد وذلك وفقا لمقتضيات ومطلوبات المرحلة القادمة وفي مقدمتها بناء جيش وطني واحد ذو عقيدة عسكرية حتي يكون قادرا علي استيعاب كل المكونات العسكرية الاخري والتي لم تنضم بعد لركب القوات المسلحة .
التعليقات مغلقة.