الايام نيوز
الايام نيوز

إبراهيم عثمان يكتب لماذا لا للحرب ؟

لماذا لا للحرب ؟
إبراهيم عثمان
تاريخ أحزاب الإطاري في دعم الحروب مهما كانت خسائرها، وفي معارضة مفاوضات إيقافها، أو على الأقل عدم الارتياح لها، هذا التاريخ يؤكد أنه لولا عشم هذه الأحزاب في نجاح خطة المتمردين القائمة على اتخاذ المدنيين دروعاً بشرية، وعشمها في أن تحقق هذه الخطة نوعاً من توازن القوى العسكري الذي يفرض التفاوض بمساعدة الضغوط والتدخلات الأجنبية، ويجعل جوهر التفاوض هو أن يميزها الجيش إيجابياً ويرفعها فوق بقية القوى السياسية، ويؤجل الانتخابات لفترة طويلة ويسلمها السلطة بصلاحيات فوق انتقالية تمكنها من اتخاذ الإجراءات المناسبة لمعالجة عقدتها الانتخابية قبل إجراء الانتخابات، وذلك لثقتها في كذب المعلومة التي تروجها عن أن الجيش منحاز للإسلاميين ، لولا هذا العشم، وهذه الثقة، لما فكرت للحظة أن تقول “لا للحرب”، ولاستمرت فيما اعتادته من التشجيع الصريح للحروب، ولما أجبرتها جرائم المتمردين وحزبهم على المواطنين على مواربة تأييدها ودعمها لهم، ولا لإرهاق نفسها بصك التعابير والمصطلحات التي تؤدي مهمتي المواربة وحفظ التحالف مع المتمردين، ولما اكتفت بالمصادقة على أكاذيب المتمردين الرئيسية فقط، ولسايرتهم، بل وتقدمتهم، في كل أكاذيبهم صغيرها وكبيرها . هذه المسلمة التي لا يستطيع قحاطي واحد أن يشكك في صحتها المطلقة ببراهين صحيحة تؤكد أن “لا للحرب” هي موقف يمثل الانتهازية في أجلى صورها رغم أن هذه الأحزاب تجتهد كثيراً لتصويرها كموقف أخلاقي مثالي !

التعليقات مغلقة.