للحديث بقيةعبد الخالق بادى رسالة فى البريد
للحديث بقية
عبد الخالق بادى
رسالة فى البريد
حمل بريدنا الالكترونى رسالة تحمل عنوان (السودان…لا للاستضعاف) للمحلل السياسى والدكتور عبد المهيمن عثمان بادى تناول فى مقاله عن تعامل المجتمع الدولي مع قضية الحرب بالسودان بين قوات الشعب المسلحة والمتمردين،وكيف تساوى بعض الدول بين الجيش الوطنى والمليشيا المتمردة،وقد رأينا ولفائدة القاريء أن ننشر المقال عبر هذا العمود بموقع(الأيام نيوز):
السودان…لا للاستضعاف
الاستكبار والاستضعاف…مصطلحان سياسيان متلازمان …فهناك دولة مستكبرة تعتبر دولا أخرى مستضعفة وتتعامل معها على هذا الأساس سياسيا واقتصاديا وثقافيا واإعلاميا، بل وعسكريا.
وينطبق هذا التوصيف بصورة واضحة على نظرة العديد من الدول للسودان من خلال تعاملها معه في الأحداث الجارية والمعركة التي يخوضها الجيش والشعب من أجل المحافظة على سيادو وكيان وأمن واستقرار البلاد، ضد المتآمرين والمخربين والمفسدين في الأرض.
فرأينا كيف يساوون بين الجيش الذي يؤدي واجبه الوطني والقانوني في حماية البلاد والدفاع عنها، وهؤلاء المجرمين الذين يقتلون ويخربون ويفسدون في الارض!
وكيف يفترون على الدولة السودانية ويستخفون بها
و يصدرون القرارات الفوقية حول السودان بكل تعال وصلف!
كيف يصرون على هذه القرارات و لا يابهون بموقف السودان ولا يتشاورون حتى معه، وكأنه دولة بلا راعي وارض بلا شعب!
كيف يتداعون إلى الاجتماعات والمؤتمرات لفرض اجندتهم على السودان وكأنه أصبح غنيمة سهلة لهم، يريدون تقاسمها عبر هذه المؤتمرات والاجتماعات!
كيف يسخرون إعلامهم الخبيث للنيل من السودان وأهله وتصوير السودانيين كشعب تائه، ضعيف وضائع يحتاج لمن يرعاه ويقوده من الخارج!
كيف يروجون إلى الخلافات المفتعلة والجدل العقيم بين السودانيين من خلال إجراء حوارات موجهة ومبتذلة عبر إظهار أشخاص مجهولين لا يمثلون إلا أنفسهم!
كيف يضخمون الأحداث ويهولون (المآسي) الإنسانية من خلال لقطات ( درامية مؤثرة)؟ خدمة لأغراضهم وتمهيدا للتدخل الاجنبي عبر بوابة الإنسانية الزائفة!.
كيف يألبون ما يسمى بالمجتمع الدولي والدول المستكير.ة على جيش السودان, عن طريق افتراءاتهم واكاذيبهم حول انتهاك الجيش لحقوق الإنسان وقتل المدنيين؟!
كيف يؤلفون ويخرجون المسرحيات الهزيلة لخداع العالم حول وساطات مزعومة لحل أزمة السودان؟!
كيف يغضون النظر عن جرائم المجرمين وفساد المفسدين وتخريب المخربين، كأنهم صم بكم وعمي؟!
كيف يقللون من انتصارات الجيش وحملته الوطنية ضد أعداء الدولة والشعب ويسمونها طلعات جوية وقصف مدفعي وما إلى ذلك؟!
كيف يثيرون الذعر بين السودانيين بالترويج للحرب الأهلية والقبلية والجهوية القادمة في السودان والتي لا تبقي ولا تذر، كما يدعون؟!
كيف يحاولون فرض (قيادات سياسية) موهومة ومشبوهة وليس لها أدنى وزن أو حتى وجود في السودان، من احل خدمة اغراضهم وتنفيذ مؤامراتهم، كما حدث خلال السنوات القليلة الماضية!؟
كيف يستبيحون السودان وينهبون خيراته وموارده الضخمة بالتعاون مع ذوي النفوس الضعيفة والذمم الخربة من أبناء السودان، في الوقت الذي يعاني فيه عموم السودانيين من الفقر المدقع؟!
والمفارقة الكبيرة والمؤسفة في كل ذلك، أن العديد.من الدول التي هي نفسها تعتبر مستضعفة من قبل القوى المستكبرة، أصبحت تستضعف السودان! بل تلك التي ساهم السودانيون في بنائها وتأسيسها من الصفر، صارت كذلك تستضعف السودان!
فما هو السبب في كل هذا الاستضعاف والاستهانة بالسودان والسودانيين؟
الجواب واضح وله ثلاثة ابعاد.
وهي حالة التشرذم بين السودانيين من جهة، والصمت من قبل الأغلبية من جهة أخرى، والعمالة والخيانة من قبل بعض السودانيين، من الجهة الثالثة.
هذا هو مثلث ضعف السودان واستضعافه الذي لابد من إزالته.
وبعد،
علينا – معشر السودانيين – أن نخرج من هذه الحالة غير المرضية وغير المبررة من الضعف والهوان،.وننهض بأنفسنا وبلادنا وتنطلق بها إلى الأمام …عبر رفض كل أشكال الاستضعاف للسودان من خلال،
قوة المواقف في المحافل الدولية والإقليمية،
وتوحيد الصفوف ولم الشمل،
ونبذ الصمت والسلبية تجاه قضايا الوطن التي تهم كل سوداني بصورة مباشرة، وما الأحداث الجارية إلا خير دليل،
ورفض كل أشكال التدخلات والإملاءات الدوليةو الإقليمية،
والتنادي والجلوس حول طاولة واحدة لمناقشة قضايانا دون أي خلفيات قبلية او جهوية أو تاريخية أو مصلحية لن يستفيد.منها أحد،
والتوافق بكل حرية وموضوعية حول إدارة شؤون بلادنا ،
فالسودانيون قادرون على حل كافة مشاكلهم وازماتهم بما لهم من سمات التسامح والتعايش والتكافل والحكمة التي ما افسدتها إلا المصالح السياسية والفردية الرخيصة، فضلا عن وجود الكفاءات والخبرات في كل المجالات، ومن ثم النهوض بالسودان إلى آفاق الاستقرار والتقدم والازدهار .. ان شاء الله.
د. عبد المهيمن عثمان بادي
أبوجا – نيحيريا
٢٠٣٣/٧/١٠م
التعليقات مغلقة.