«الإيغاد» تدعو الأطراف السودانية لتوقيع اتفاق «غير مشروط» لوقف النار
دعا البيان الختامي لاجتماع اللجنة الرباعية لدول المنظمة الحكومية للتنمية (إيغاد) المعنية بحل الأزمة السودانية، اليوم (الاثنين)، الأطراف السودانية إلى وقف العنف فوراً وتوقيع اتفاق غير مشروط لوقف إطلاق النار. وقال بيان اللجنة، التي انعقدت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لبحث الأزمة: «نحث جميع الأطراف بقوة على وقف العنف على الفور والتوقيع على وقف غير مشروط لإطلاق النار من خلال اتفاق لوقف الأعمال العدائية تدعمه آلية تنفيذ ومراقبة فعالة».
وأضاف البيان أن اللجنة قررت «حشد جهود جميع الأطراف المعنية من أجل عقد لقاء مباشر بين قادة الأطراف المتحاربة»، مشيراً إلى أن منظمة «إيغاد» ستبدأ على الفور وبالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي عملية تواصل بهدف تحقيق ذلك.
وأبدى البيان الختامي لـ«إيغاد» قلق دول الوساطة بسبب تبعات الأزمة في السودان، ورحب بدور دول الجوار، لا سيما باستقبال اللاجئين الذين فروا من القتال. وحذر البيان من أن الحرب توسعت وباتت تتخذ منحى عرقياً.
من جانبها، جددت الولايات المتحدة نداءها لدول المنطقة لمنع أي تدخل خارجي ودعم عسكري، مشيرة إلى أن ذلك لن يؤدي إلا لتكثيف الصراع وإطالة أمده. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه واشنطن عن زيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية إلى أديس أبابا. كما دعت وزارة الخارجية الأميركية طرفي الصراع في السودان لإنهاء القتال والعودة إلى الثكنات.
وأكد المشاركون في الاجتماع على أنه لا يوجد حل عسكري للصراع في السودان، في حين قاطع الوفد الحكومي جلسة اجتماع «الإيغاد»، احتجاجاً على رئاسة كينيا للجلسة. وفي وقت سابق، جددت وزارة الخارجية السودانية رفض السودان لرئاسة كينيا للجنة، وقالت إن وفد الحكومة لمحادثات اللجنة الرباعية في أديس أبابا اشترط «إزاحة» كينيا عن رئاسة اللجنة قبل المشاركة في المحادثات.
ونقلت «وكالة الأنباء السودانية» عن بيان للخارجية، القول إن حكومة السودان أرسلت الوفد لإثبات جديتها في التواصل مع المنظمات الإقليمية، واتساقاً مع قناعتها بأن «الحرب لا يجب أن تكون سبيلاً لتحقيق الأهداف». وأضاف البيان: «للأسف اتضح أن رئاسة اللجنة الرباعية لم يتم تغييرها، علماً أن الحكومة طالبت منذ قمة جيبوتي بتغيير رئاسة الرئيس ويليام روتو رئيس كينيا، للجنة… لكن لم تتم الاستجابة لوفدنا حتى لحظة صدور هذا البيان». وتتهم الحكومة السودانية روتو بأنه منحاز لقوات «الدعم السريع» التي تحارب الجيش منذ منتصف أبريل (نيسان) الماضي. ورغم ذلك، أكدت الخارجية السودانية أن وفد الحكومة سيظل في أديس أبابا للاستجابة لمطالبه. جنود من الجيش السوداني في إحدى مناطق الارتكاز بالخرطوم الشهر الماضي (أ.ف.ب)
من جهتها، انتقدت قوات «الدعم السريع» مقاطعة وفد الحكومة لاجتماع اللجنة الرباعية، وقالت في بيان: «تفاجأنا بمقاطعة وفد القوات المسلحة للجلسة الأولى بذرائع واهية غير موضوعية رغم وصوله لأديس أبابا». وأضاف البيان: «هذا التصرف غير المسؤول يكشف بوضوح ما ظللنا نؤكده؛ أن القرار داخل المؤسسة العسكرية مختطف، وأن هناك مراكز متعددة لاتخاذ القرار بداخلها تسعى لإطالة أمد الحرب وعرقلة المساعي الحميدة كافة التي يبذلها أشقاء وأصدقاء السودان في محيطه الإقليمي والدولي».
وأكد البيان أن مشاركة وفد «الدعم السريع» في اجتماع أديس أبابا جاءت «إيماناً بضرورة الوصول إلى حل سلمي يؤدي إلى وقف الحرب ويمهد إلى بدء حوار سياسي شامل يعالج جذور الأزمة السودانية، وعودة الحكم المدني الديمقراطي، والخروج النهائي للمؤسسة العسكرية من العمل السياسي». خالد عمر يوسف نائب رئيس «حزب المؤتمر» السوداني (حسابه على «تويتر»)
والتقى وفد القيادات السياسية السودانية الذي وصل للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، عدداً من الدبلوماسيين الغربيين المقيمين في إثيوبيا لبحث تطورات الأوضاع السياسية في السودان. وقال القيادي في تحالف «الحرية والتغيير» والناطق الرسمي باسم العملية السياسية خالد عمر يوسف، إن اجتماعهم مع الدبلوماسيين الغربيين ناقش حث المجتمع الدولي على بذل مزيد من الجهد للتنسيق من أجل دفع المبادرات الدولية والإقليمية لوقف الحرب في السودان وتوفير السند الإنساني لملايين السودانيين المتأثرين بالحرب. المساعدات الدولية الإنسانية تمر عبر مدينة القضارف من ميناء بورتسودان إلى العاصمة الخرطوم (أ.ف.ب)
من جهة أخرى، تستضيف مصر يوم الخميس المقبل، قمة لدول جوار السودان؛ للتباحث حول «سبل إنهاء الصراع الحالي»، ووضع «آليات فاعلة لتسوية الأزمة بصورة سلمية»، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى، وفق بيان رئاسي مصري، لكن مصطفى محمد إبراهيم مستشار قائد قوات «الدعم السريع»، توقع عدم مشاركة وفد القوات في قمة دول الجوار التي ستستضيفها القاهرة حتى لو تم توجيه الدعوة لها. وقال إبراهيم في تصريح لوكالة «أنباء العالم العربي»، يوم الاثنين: «أتوقع أنه حتى لو تمت دعوة (الدعم السريع) للمشاركة في قمة دول جوار السودان التي ستستضيفها القاهرة يوم الخميس المقبل، فإن وفدنا لن يشارك بها؛ لأن الجيش السوداني غير جاد، ولو أنه يريد الحل فعلاً لكان حضر اجتماع (الإيغاد) في أديس أبابا، فلماذا كثرة الوساطات والاجتماعات دون أن يحضر الجيش أو أن يلتزم بالاتفاقات الموقعة؟».
وقالت القاهرة إن القمة التي تستضيفها مصر في 13 يوليو (تموز) الحالي، تأتي حرصاً من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على «صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المُباشر للسودان، واتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني، وتجنيبه الآثار السلبية التي يتعرض لها، والحفاظ على الدولة السودانية ومُقدراتها، والحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة على دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة كلها»، كما أشار المتحدث باسم الرئاسة المصرية، يوم الأحد.
التعليقات مغلقة.