بقلم. الأستاذ. جمال الدين رمضان المحامي .( الهدن التي فرضت علي الأطراف المتحاربة هل حققت اهدافها ؟! ) .
بسم الله الرحمن الرحيم .
رؤية في الوضع السياسي الراهن بالسودان .
بقلم. الأستاذ. جمال الدين رمضان المحامي .
( ثورة 19ديسمبر بين التطلعات والتحديات ( 542) . ( الهدن التي فرضت علي الأطراف المتحاربة هل حققت اهدافها ؟! ) .
لقد اتسعت دائرة الهدن والتي اعلن عنها المسهلون وذلك من خلال مبادرة جده التي تقودها العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية حتي بلغت اكثر من إثني عشر هدنة وحيث انقسم الراي العام السوداني حولها بين مؤيد بهذه الهدن ورافض لها ولكل طرف مصوغاته ومبرراته التي تدعم موقفه وحيث ظل هذا الجدل مستعرا حتي كتابة هذه السطور .
الذين يرفضون هذه الهدن يرون بان لاجدوي منها وحيث انها مكنت قوات الدعم السرييع من ترتيب اوضاعها داخل الميدان وذلك من خلال ادخال بعض قواتها القادمة من الولايات لداخل العاصمة الخرطوم كما تتمكن من ادخال الاسلحة والذخيرة وفي المجمل فان هذه الهدن التي شرعت قد فشلت في تحقيق الاهداف التي شرعت من اجلها وهي دواعي انسانية صرفه ..ألخ.
الذين ظلوا يؤيدون هذه الهدن يرون فيها لانها فرصة مناسبة لمواطني الخرطوم حتي يتمكنوا من التقاط انفاسهم التي حبسها دوي المدافع ومقذوفات الطائرات وازيز الرصاص الذي يسمع بين الفينة والاخري والذي بات بصم الاذان وحيث زرع فيهم وخاصة الأطفال والنساء الهلع والفزع والخوف . وهي فرصة مناسبة رغم قصر مدتها لقضاء بعض الحاجات التي تخص الاسر خاصة الذين يودون الخروج للاقاليم وكذلك للخارج . كما امكن المنظمات الدولية التي تعمل في مجال الإنساني من ادخال وتوصيل الأدوية المستشفيات التي خرجت عن الخدمة كما انها امكن الاطقم الطبية من اماكن سكنهم المستشفيات التي يعملون لها وتعمل علي اجلاء الجرحي والمصابين وكذلك دفن الجثث المتناثرة والتي باتت ملقاة في العراء …ألخ.
علي الرغم من عدم الالتزام بهذه الهدن التي تم الاعلان عنها وتم تطبيقها علي ارض الواقع وذلك من قبل الأطراف المتحاربة إلا انها استطاعت ان تحقق بعض الاهداف التي شرعت من اجلها خاصة المواطنيين الذين تمكنوا من الخروج من العاصمة الولايات وخارج السودان وتوصيل بعض الأدوية ومواد الاغاثة علي مستوي العاصمة واقليم دار فور .
السؤال الذي يفرض نفسه بقوة هو هل يمكن بهذه الهدن ان تؤسس لوقف دائم لا اطلاق النار ؟! وهل يمكن اعتبار الذين يرفضون هذه الهدن والذين يطالبون بعدم وقف هذه الحرب وجهين بعمله واحدة ؟! .
نعم الهدف البعيد والمرجو من جملة هذه الهدن هو ان تعمل علي تهئة المناخ والتاسيس لتحقيق هدنة دائمة ووقف شامل لا اطلاق النار حتي يكون مدخلا لتحقيق اجراء مفاوضات مباشرة بين الأطراف المتحاربة .
الذين يرفضون الهدن التي تم الاعلان عنها في السابق هم ذاتهم الذين يطالبون بعدم وقف الحرب حيث يعتبرون هذه الهدن تمثل طوق نجاة لقوات الدعم السرييع في ترتيب اوضاعهم العسكرية بعد الهزائم المتتالية التي تلقوها من قبل القوات المسلحة هكذا يروج انصار النظام السابق ويسوقون لكل هذه الافتراءات والاكاذيب وهي الجهة الوحيدة المستفيدة من سيناريو هذه الحرب والتي قضت علي الأخضر واليابس .
فاليعلم الكيزان ومن شايعهم بان التفاوض المباشر بين الجيش وقوات الدعم السرييع قادم ومن غير اي شروط مسبقة قصر الزمن ام طال . الي اي منقلب ستنقلبون بعد ان فشلت كل مخططاتكم . موتوا بغيظكم .
التعليقات مغلقة.