صباح محمد الحسن تكتب أيه أخّرك يا اَبي !!
دأت الجلسة التحضيرية لقمة دول جوار السودان على مستوى كبار المسؤولين، والمقرر انطلاق أعمالها في القاهرة اليوم
وتحاول مصر الآن ان تلعب دوراً ( ديكوريا ) يجعلها أكثر أناقة وسط الحضور الدولي الكبير في براحات السباق ، نحو الحل السياسي في السودان
فما تقوم به مصر الآن تعلم ملياً انه الكسب فيه لايتجاوز (أجر السلام عند التلاقي) ،
فالدولة الإستخباراتية (الشاطرة) صاحبة درجات أقل في صياغة الحلول السياسية ، لها خبرة طويلة في صناعة (الإطار) الخارجي لكنها لاتجيد صناعة (المحرك) السياسي ، الم يتحدث كبار المحللين السياسيين في مصر من قبل ان مصر صنعت مايسمى بالكتلة الديمقراطية لكنها فشلت !! أي ان مصر صنعت (مسمار التنفيس) للعملية السياسية في السودان والذي تسبب في اندلاع الحرب ونشوب الأزمة التي تبحث حلها الآن !!
وستضرب مصر خيمة مؤتمر دول الجوار الذي سينتهي (صيته) قبل ان تنتهي مراسمه ، فقيام هذا المؤتمر ربما يكتب اسمها على دفتر الحضور العربي مع تعليق ( إيه أخرك يابي ) ، بجانب الدول التي قامت بأدوار ملفته وواضحة لدعم وتبني الحلول السياسية ، فحتى لو تذيلت مصر القائمة وجاءت متأخرة مايهمها الآن هو ان لا تتصدر قائمة الدول المتآمرة سيما انها ترى أن الحلول السياسية ستجعل سحابة الحرب تنقشع
لذلك أن ما تشعر به مصر الآن هو (غيرة حميدة) تحمسها للعب هذا الدور لتعوض به غيابها عن المسرح وتخرج به من كواليس اللعبة الي الأضواء مباشرة لتدفع عنها سخط الشعب السوداني الذي لاحقها بالإتهامات بانها منذ بداية الحرب إختارت ان تكون جزء من الأزمة ، تجلى ذلك في غيابها عن مسارح الحل لأكثر من ثلاثة أشهر، وقبله في ضبط وقبض ضباطها في بداية المعركة بمدينة مروي الأمر الذي جعل الاتهامات تطاردها
فمصر هي اول من يعلم أن مؤتمرها لن يغير شي في ملامح خريطة الحلول المطروحة المستندة على ورقة الوساطة الأمريكية السعودية ، وان ماتقوم به سيدعم منبر جدة، وهي أدرى من الذين يعقدون العشم عليها هنا ، أن (الحكاية خلصت)
ولو كان خيار التدخل لايجاد الحل بيدها لإختارت مصر التدخل عسكريا لا سياسيا ، ولأرسل جنرالها طيرانه مباشرة لا خلسة لنصرة حليفه البرهان من اول يوم حرب ، ولكن أن الذي عمل على ليّ ذراع مصر عسكريا ، قادر على ليّ يدها سياسيا ، (والا شنو) !!
لذلك كان على مؤتمر دول الجوار حتى لايكون باهتا وفاشلا كورشة مصر مع الكتلة الديمقراطية أن يدلف مباشرة لمناقشة ورقة أكثر اهمية تلك التي تتعلق بكيفية التعامل مع وجود قوات دولية داخل السودان وأثرها على دول الجوار ، هذه الخطوة التي ستنسف نتائج وتوصيات قمة مصر ، فالمجتمع الدولي تجاوز دائرة الحلول والمؤتمرات ووصل الي نقطة اسمها القرار . !!
طيف أخير:
الذين يتبنون خطاب الكراهية والعنصرية الآن اما كفاهم ما حدث للسودان أم اننا شعب يكمن العيب فيه مثلما يكمن في القيادة والحكومات !!
الجريدة
التعليقات مغلقة.