صفاء الفحل تكتب قمة دول الجوار.. قمة التسول باسم السودان..مصر اشعلت الحرب
” الجريدة “ هذا الصباح… العالم كله يعلم بأننا شعب قوي لايرضي الذلة والمهانة وأننا سنتجاوز قريباً تلك المحن ونعود أقوى مما كنا عليه وسينال كل ماتسبب في هذا القتل والتشريد العقاب العادل
عصب الشارع – صفاء الفحل
قمة التسول باسم السودان
وجدت دول الجوار السوداني بقيادة مصر الفرصة من خلال القمة التي إنتهت أعمالها أمس (ببيان هزيل) لم يطرح سوى البديهيات والنداءات القديمة المطروحة أساساً في الساحة عن ضرورة وقف الحرب العبثية التي ساهم العديد منهم وعلى رأسهم مصر في اشتعالها حيث كانت شرارتها الاولي بتواجد الجيش المصري بمطار مروي وما صاحب ذلك من تداعيات بعد ذلك، ثم مطالبة الطرفين الإلتزام بالهدنة وفتح مسارات آمنة لتوصيل المساعدات مع ضرورة حل الأزمة من خلال الحوار مع تغيير بسيط لبعض العبارات كإستبدال خروج الطرفين من المدن الي كلمات مبهمة عن عودتهم للثكنات مع نداءات لفتح الحدود لتدفقات الهاربين من جحيمها وكافة البنود التي طرحتها المبادرات السابقة رغم أن البيان الختامي قد خلى تماماً من التلويح للمبادرات الدولية السابقة.
ولم يفوت دول الجوار (الصديقة) هذه السانحة والتي في إعتقادي أنهم اجتمعوا من أجلها ليستعرض الرؤساء الأضرار التي أصابت بلادهم من جراء الصراع العبثي الذي إندلع والأعداد الكبيرة من السودانيين (بالارقام) الذين لجأوا إليهم وفتح باب (العويل والصراخ) عن عدم مقدرتهم لإستيعاب هذه الأعداد فاتحين باب التسول لدول العالم لمساعدتهم حتي يتمكنوا من الالتزام بتقديم خدمات كافية وليسهموا في دخول المساعدات للمحتاجين بالداخل..
ونحن نقدم شكرنا الممزوج بالأسف لهذه الدول اولاً علي استقبالها للاجئين الذين لم يكن أمامهم مخرج إلا اللجوء إليهم حيث أن اللجوء في حد ذاته مهانة ومذلة لم يتعود عليها أهل السودان الذي كانت أبوابه مفتوحة لكل قادم وهو يحتضن الملايين من شعوب دول الجوار تلك ويوزع خيراته عليهم حتي استوطنت اعداد كبيرة منهم وكانت سبباً في كثير من الصراعات وآخرها الاعداد الكبيرة التي إستوعبها الدعم السريع بالإضافة للحركات المسلحة التي أرهقت البلاد في الشرق والغرب والجنوب ومازالت هي الصداع الدائم للوطن
بكل أسف لم ترتقِ قمة مصر إلى مستوى الشفافية المطلوبة كعادة الرؤساء الافارقة وتحدثوا جميعاً بتحفظ محفوف بالحذر والدبلوماسية. وغردوا جميعاً بعيداً عن الواقع ولم تخرج ألسنتهم النوايا التي في صدورهم ولم تضع كلماتهم الحقيقية عارية وهم يعلمون بأن هذه الحرب لاعلاقة للمواطن السوداني البسيط بها وهي صراع علي السلطة بين جنرالين يقود أحدهم مليشيات مسلحة من المرتزقة ويقاتل الاخر مستخدما اسم القوات المسلحة لإعادة الفلول الكيزانية للحكم مرة أخرى، فقط ليبقى هو حاكما صوريا لأطول فترة ممكنة.
بكل تأكيد نحن نرحب بمخرجات حوار دول الجوار التي سارع الجميع للترحاب بها رغم أن بعضهم استغلها لتحقيق مافي نفس يعقوب كمجلس السيادة الذي يبحث عن الإعتراف به بأي ثمن.
وعموماً نحن لم نطلب من دول الجوار إيواء الهاربين من جحيم الحرب وهذا مايمليه عليهم واجبهم الاخلاقي ولو أنه كانت هناك خيارات أخرى ممكنة امام اللاجئين اليهم لما اختار هؤلاء اللجوء إليهم بكل تاكيد، ولكنها الاقدار هي التي وضعت هذا الشعب الشهم الكريم المعطاء في هذا الموقف، وهو الشعب الذي حطم اقوي الدكتاتوريات ويقف اليوم علي ابواب دكتاتوريات دول الجوار لاجئاً بعد أن أحرقت أطماع قياداته الأرض والضرع لايقاف بحثه عن الحرية والسلام والعدالة
العالم كله يعلم بأننا شعب قوي لايرضي الذلة والمهانة وأننا سنتجاوز قريباً تلك المحن ونعود أقوى مما كنا عليه وسينال كل ماتسبب في هذا القتل والتشريد العقاب العادل فسواعد أبناءه مازالت فتية وإيمان شبابه بالوطن الجديد مازال حياً، وفي ذلك الوطن الجديد سيكون لكل حادث حديث.
والثورة ستظل مستمرة
والقصاص أمر حتمي
والرحمة والخلود للشهداء
الجريدة
التعليقات مغلقة.