بقلم. الأستاذ. جمال الدين رمضان المحامي .( تداعيات المشهد السياسي السوداني الي اين ؟!)
بسم الله الرحمن الرحيم .
رؤية في الوضع السياسي الراهن بالسودان .
بقلم. الأستاذ. جمال الدين رمضان المحامي .
ثورة 19ديسمبر بين التطلعات والتحديات ( 557) .
( تداعيات المشهد السياسي السوداني الي اين ؟!) .
في اي سياق يمكن قراءة تداعيات المشهد السياسي الراهن بالبلاد ؟! وذلك في ظل اتساع دائرة حالة للاصطفاف الحاد بين الذين يدعمون سيناريو مواصلة الحرب والتي تدور الان بين الأطراف المتحاربة وذلك حتي تحقق الاهداف المنشدودة منها وهو القضاء وبصورة نهائية علي قوات التمرد وبين الذين يرون بان هذه الحرب يجب ان تتوقف فورا لأن نتائجها سوف تكون كارثية وعلي الجمييع . وذلك حتي لو قدر لها تحقيق ذلك الهدف المعلن …ألخ.
للاصطفاف الحاد بين الذين يدعمون هذا الاتجاه اوذاك هو الذي يسيطر علي واجهة الاحداث في المشهد السياسي الراهن بالبلاد .
لقد سبق ان اكدنا وعبر هذه المساحة بان السودان بلد مستهدف في تعدد ثرواته وموارده الطبيعية والمعدنية التي حباه لها المولي عز وجل وذلك لموقعه الجغرافي المتميز في قلب القارة السمراء .
السؤال الذي يفرض نفسه بقوة هو لماذا لايتفق السودانيين علي صيغة تخرج بلادهم من دوامة العنف المفرط وذلك عبر بوابة التفاوض المباشر بين الأطراف المتحاربة ؟!
الثابت الذي لايختلف فيه إثنان وحيث لاينتطح فيه عنزان بان كل حروب السودان ومنذ استقلاله بمافي ذلك حرب الحركة الشعبية شمال بقيادة د. جون قرنق قد تم حسمها عن طريق التفاوض المباشر بين اطرافها وذلك عبر اتفاقية نيفاشا والتي مهددت فيمابعد لا انفصال دولة جنوب السودان . فلماذا يصر البعض علي ضرورة مواصلة الحرب ؟! لماذا لايعملون علي تحكيم روح العقل والمنطق ؟! الي متي تظل قاعدة السودانيين اتفقوا علي إلا يتفقوا هي القاعدة التي تحكم مسار تصرفاتنا .
نعم هذه القاعدة يجب ان يتم الغائها فورا لأن الزمن قد تجاوزها وحيث تفاعلات الاحداث وتداعياتها تستوجب تقديم تنازلات جدية وحقيقية من هذا الطرف أو ذاك وذلك حتي تمضي مسيرة هذه الحياة وتبلغ منتهاها بكل يسر .
ان المقتضيات القومية تستوجب من الأطراف المتحاربة تقديم تنازلات حقيقية تعمل علي ردم هوة الخلاف بين الأطراف المتحاربة .
لايمكن الاصرار علي مواصلة الحرب في ظل ارتفاع موجة النزوح الكبيرة بين المواطنيين والتي بلغت حتي الان ( 3) مليون سوداني نزحوا من الخرطوم للولايات المختلفة والي دول الحوار . وذلك منذ اندلاع هذه الحرب في 15 ابريل الماضي وإن ( 80) في المائة من المشافي خارج الخدمة لا انقطاع الامداد الدوائئ عنها ولعدم وصول الاطقم الطبية اليها في الوقت المناسب وذلك بسبب سريان هذه الحرب . كما ان مواد الاغاثة التي قدمت البلاد كمساعدة الاسر المتضررة من جراء تلك الحرب لم تصل لمستحقييها ….ألخ.
كل هذه المعطيات تؤكد وبما لايدع مجالا الشك حتمية وضرورة وقف هذه الحرب والتي أصبحت تداعياتها تمثل صداعا دائما للراي العام والاقليمي والدولي علي حد سواء . يكفي ان نقول بان اخبار السودان أصبحت هي المادة الاولي علي كل فضائيات العالم .
التعليقات مغلقة.