الايام نيوز
الايام نيوز

*النازحون ..الوجه الاخر للمعاناة ورسائل في بريد والي سنار والجزيرة*

كتبت: فاطمة رابح
ما أن اندلعت الحرب اللعينة قيل ربع سنة إلا وسرعان ما فر سكان الخرطوم نحو الولايات الآمنة بإعداد مهولة الي حيث الأهالي في مناطق الجزور واللذين رحبوا بهم وفتحوا لهم الابواب لاستقبالهم ببشاشة السودانيين المعهودة في كرم وحسن الضيافة وفي ظروف إقتصادية خانقة يعاني منها الكل منذ سنوات .
عدد كبير من النازحين في الولايات خرجوا بدون فلوس ؛ متأبطين بعض الشنط بداخلها ملابس وهناك من فز بدونها بينما لم نسمع قط من من استقبلوهم ان عالة أو مصيبة جديدة قد حلت بهم فيما يخوض النازحين معركتين _ معركة الحرب النفسية ومعركة عدم المال وكلاهما مر.
كل نازح تسكن ذاكرتة حكايات لحظات الهروب من جحيم الحرب وحيداً أو برفقة الأسرة كلها او جزء منها ‘ وشبح الموت حايم _ بدءاً من التفكير المرهق في إتخاذ قرار السفر وأي الطرقات الامنة للمخارجة حيث تنتهي بالعثور علي وسيلة نقل فلا يهم إن كانت لائقة بالبني ادم ام لا ‘ محمولين علي متن دفارات وبطاحات وناقلات التراب وبتكلفة عالية للسفر ما يعكس الوجوه الآخر للمأساة في الوقت الذي لم يتوفر فيه المال لدي آخرون وهو ما حال دون تحقيق رغباتهم في المغادرة وسط هلع أطفالهم من أصوات البنادق والرصاص

والأمانة لله هي أن النازحون في مجالس المدينة يفسحون مجالا للبوح عن ما كان يعتمل داخل صدورهم في مناطق الارتكازات التي بها عساكر فيفرحون بتواجد القوات المسلحة ما يعني لهم المرور بسلام ويخافون عند ملاقاة ارتكازات الدعم السريع في منطقة الباقير وما جاورها حيث كان الدعامه ينظرون او يتخاطبون مع الركاب فيها نوع من الغلظة والتشكيك يظنون أن من بينهم من ينتمي إلى القوات النظامية فكم مقبوض نجا بصراخ أمه أو إخوته وكم من لم يستطع
ألنازحون أكثر وجعا علي الشباب من تم انزالهم في الطريق بتلك الدعاوي المزعومة وتركوهم بيد قوات الدعم دون ان يجدوا أبو مروة من الركاب تنجيهم من الأسر ولا مجال لإبداء مشاعر التعاطف لحظة حجز الشباب في حين يسمح للرحلة بالعبور
وأما النازحون المشاة في رحلة البحث عن كبري جبل اولياء وجدوا أنفسهم يشقون شارع المدينة الرياضية وهنا مربط الفرس فكانت لهم قصص تراجيدية مع تفتيش الدعامة ‘ اوقفوهم طابور طويل ثم فحصوهم فحص (الجن) ؛ سألوا احدهم من وين انت يا اب شنب ؟ ولما تلعثم في الرد أخذ نصيبة من الصفع وأما جاره فتم حبسه بدون سؤال والقصص كثيرة نمسك عن الإفصاح عنها مراعاة للمشاعر العامة.

المطلوب من ولاة الولايات مبادرات لتخفيف المعاناة علي هذه الشريحة ومنهم من بات عالق حيث العودة إلى الديار في المناطق التي تشهد هدوء

الي والي سنار
أصحاب المركبات يشكو من المرور _ يبرزون أمامهم إيصالات ورقية لدفع مخالفات مروروية بأمر من المحلية أو سيواجهون حجز المركبة والمخالفة نتيجة عدم الترخيص قدرها عشرة الف يقولون إن ما يتحصلون عليه من رزق خلال اليوم لا يغطي المخالفة ناهيك عن أكل وشرب ..هم الآن تشردوا عن العمل وفي فصل خريف وهم الآن يعولون أسر ممتدة منها النازح…اعينوهم في هذه الظروف وفقوا أوضاعهم بتسويات مرضية وفترات سماح علما بانه في حالة حجز المركبة بحاجة إلى مائة وخمسون ألفا للترخيص فمن أين لهم وهم عاطلون عن العمل

الي والي الجزيرة
توجيهاتك بخفض الإيجارات في مدني ذهبت مع تيار الريح ولم تنفذ لازال تجار الأزمات من ملاك يستثمرون منازلهم ويطرحونها بمبالغ خرافية مقابل السكن للنازح تصل إلي 600الف في الشهر…ضيوفك في حيرة من أمرهم مع تطاول الأزمة وما يملكوه من مال في عداد الصفر فالي أين يذهبون ؟

المزارعين المعسرين يواجهون السجن…فهل هذا وقته ؟

أمنية نازح

أحد النازحين امنيته الوحيدة في كسب الوقت ؛ هي أن تخصص له مساحة زراعية في أرض بور علي أن يزرعها خضروات خفيفه وسريعه الإنتاج وهي لا تضر بخصوبة الترية يقول إن المياه متوفرة في الريف بفضل الزراعة يأمل في تنشيط مبادرات زراعية وصناعية مثل الصابون وغيرها بغرض تقليل حدة الحرب بزيادة الدخل من الإنتاج والصناعات الصغيرة والمقترحات بيدكم أيها الولاة في المناطق الزراعية

يظن النازحون أن الولاة مكتوفي الأيدي تجاة قضاياهم فلا صولات وجولات تفقدية تجبر خاطرهم ولا أنهم قاموا بحصر حالات النزوح ومناطق ثقلها لتقديم الدعم أن لزم الأمر
يتملك النازح اعتقاد هو أن الولاة همهم الأول والاخير هو وقوف الحرب لعودة النازحين
النازحين يظنون أيضا أن منظمات الأمم المتحدة التي تدعي الإنسانية وحقوق الإنسان تدير ظهرها لحالات النزوح لاسيما التي شهدها الوسط والشمال بينما لحقت منظمات أممية بالفاربن من حرب السودان ووصلت لغاية الحدود مع دولة جنوب السودان وقدمت للجنوبيين بعض المعينات الغذائية ومشمعات للإيواء ..

*نشر في صحيفة شمس السودان الإخبارية*

التعليقات مغلقة.