السفير د حسن عيسى الطالب يكتب شروط التفاوض والديمقراطية
شروط التفاوض والديمقراطية
يتحدث بعض الواهمين والموهومين من تجار السياسة ومرتادي بازارها الوخيم، عن تفويض جديد يمنح لقوى يسمونها ‘مدنية’ يفوضها الجيش، لتحدد مسار البلاد السياسي لفترة ما بعد انهاء القتال الدائر في الخرطوم ودارفور.
بيد أنه ليس من حق الجيش، ولا أية جهة في العالم، أن تفرض على شعب السودان من يتفاوض بشأن مستقبلهم السياسي تزويرا لإرادة الشعب.
السودانيون وحدهم هم من يختارون من يثقون في جدارته ومصداقيته ليحكمهم. ولا يحدث هذا إلا عبر اجراء الانتخابات الشاملة والشفافة والمراقبة دوليا.
على الجيش الوطني أن يتحمل شرف حمل أمانة التكليف، وردها لأهلها، الذين هم أحق بها عرفا وعدلا وشرعا، وفق السوابق المشروعة والمتعارف عليها دوليا.
فأي تصرف غير مسئول وناشز، يخالف هذا النمط المشروع دستورا وقانونا والمتعارف عليه دوليا، ويتجافى عن الاعتبار بالسوابق المعتبرة، وتجربتي السودان الملهمتين في ديمقراطيتي أكتوبر ١٩٦٤م وأبريل ١٩٨٥م يعتبر تضييعا للأمانة، وشرف قسم الولاء العسكري، وتبخيسا خسيسا لدماء الشهداء، وإذلالا مهينا لمن هتكت أعراضهم، ونهبت ممتلكاتهم، وشردوا في أرجاء الدنيا، هائمين على وجوههم، ومروعبين يستجدون الأمان والمساعدات والإغاثات من كل شعوب الأرض ..
السفير د حسن عيسى الطالب
التعليقات مغلقة.