للحقيقة وجه أخر خديجة الرحيمة تكتب..”الحقد” على مواطني الخرطوم جريمة هل من حسيب
للحقيقة وجه أخر
خديجة الرحيمة تكتب..”الحقد” على مواطني الخرطوم جريمة هل من حسيب
(1)
قال تعالى: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله، فقد أتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيما) «النساء:54.
كما حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الحسد وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب»
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخواناً»
ذكر الحسد في أكثر من أية وحديث ورغم ذلك فنجد ان كثير ممن حولنا يحسدوننا على اتفه الأشياء هناك من يعتبره آمراََ طبيعياََ نسبة لإختلاف النوايا من شخص لآخر وهناك من يرفضون ذلك بشدة لأن الرسول عليه الصلاة والسلام حذر منه
( 2)
الاهل والأصدقاء الكرام وكل السودانين بالولايات المختلفة طبتم وطابت بكم الامكان حيث انتم آمنين مستقرين يؤسفني ان اكتب هذه الكلمات بعد مرور ثلاثة أشهر على الحرب النفسية والجسدية المعنوية التي نمر بها ونحن نقاوم أبسط مقومات الحياة “الأمن والإستقرار” وبكل اسف اقول لم اتوقع يوما ان نصل على ما نحن عليه الان ولكن قدر الله وما شاء فعل
أردت أن ابدأ مقالي بأية من كتاب الله وبهذا المدخل القصير نعم تأخرت جدا في كتابة هذا المقال لأسباب عديدة طيلة هذه الفترة ظللت أراقب تصرفات الكثيرين بجانب تعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن ما يدور في الخرطوم من المؤسف جدا أن هناك كثير من مواطني الولايات خاصة دارفور وكردفان سعيدين بذلك كأنما كانوا يتمنون ذلك منذ زمن بعيد وتحقق حلمهم بل اظهروا شماتتهم وحقدهم على مواطن الخرطوم
مواطنة من هذه الولايات قالت (خلي ناس الخرطوم يضوقوا الضقناهو زمان)
وأخرى تقول (لسه ما شفتوا حاجة)
بينما كتب اخر (زمان نحنا نايمين في معسكرات النازحين وانتوا نايمين في الفريون عشان كده تستاهلوا)
وهناك كثير من التعليقات المشابهة كلها تظهر الحقد والحسد على مواطن الخرطوم معظمهم يتمنى سقوط الخرطوم
وكمية الغل الذي ظهر منذ اندلاع الحرب تجاه سكان الخرطوم لا يمكن تصنيفه سوا انه جريمة كبرى
الحرب اندلعت في الخرطوم ولكن اثرها شمل الجميع خاصة مواطني الأقاليم الذين يدرسون ويعملون فيها بل حتى التجار مما يعني أن سقوط الخرطوم هو سقوط لكل سوداني
(3)
عزيز القارئ لا يخفى عليك أن من أهداف الحرب هو تهجير سكان الخرطوم وان تصبح مثل دارفور واجتهدوا كثيرا من أجل ذلك
وهناك حقد دفين على مواطن الشمال بصورة عامة والخرطوم بصورة خاصة
في تصريحات سابقة لحميدتي قال فيها (لو قمنا العمارات دي الا يسكنوها الكدايس) وطبقت هذه المقولة بالحرف الواحد الان معظم العمارات خالية تماما من سكانها ومن “الكدايس” وفي تصريح سابق لشقيقه عبدالرحيم الذي قال فيه (الخرطوم ما حقت ابو زول) بالتأكيد الخرطوم ليست حكراََ على أحد وتسع السودانيين والأجانب
والبعض يعتقد ان هذه العمارات هي ملك لسكان الشمال كما يعتقدون بأن الحكومة هي من منحتهم لها وتجاهلت بقية المواطنين هذا الإعتماد خاطئ لأن كل هذه المباني تم نشيدها بجهد فردي من قبل ملاكها هناك من افنى عمره في الغربة كي يعيش وأبنائه حياة كريمة وهناك من يعمل ليلاََ نهاراََ حتى حقق حلمه بعيدا عن أي دعم حكومي وهذه العمارات ليست لسكان الشمال فقط والكل يعلم ذلك
ما تعرض له مواطن الخرطوم من ظلم لم يتعرض له مواطن من قبل حتى في دارفور
(4)
اخرون اظهروا حقدهم على المجتمع الخرطومي بسبب السلطة
ولكني اقول لكم بأن السلطة لم تقتصر على المواطن الشمالي فقط وعلى سبيل المثال الفريق (شمس الدين الكباشي) وغيره
على مستوى مجلس السيادة ولكن الفرق بينكم وبين المواطن الشمالي هو التعليم الاخير يقرأ ويجتهد داخل وخارج السودان تحقيقا لأحلامه ولكن معظمكم مشغول بالرعي والزراعة هذا ما تغضوا النظر عنه ورغم ذلك تحقدون على المواطن الخرطومي
ليس كل سكان الخرطوم شماليين ولكن الخرطوم تسع كل مواطن سوداني لم أجد في اي دولة من دول العالم من حقد تجاه سكان العاصمة مثلما وجدت في السودان من الطبيعي ان يختلف مجتمع العاصمة من الأقاليم بل حتى طبيعتها تختلف عن طبيعة الأقاليم وهذا ما يرفضه سكان تلك الولايات يريدون ان تصبح الخرطوم مثل دارفور وهم يعلمون تماما بأن ذلك مستحيل ولكنهم يتمنون
على الرغم من أن الخرطوم هي المركز وكل من أراد العمل أو التعليم او الصحة يأتي إليها الا أن هذه الحرب أظهرت نوايا الكثيرين تجاهها
كما قال احد المواطنين (الخرطوم كان شايلة كل الولايات ولكن هسي كل الولايات ما قادرة تشيل الخرطوم)
هذه المقولة جعلتني استحضر مقالاََ كتبته في الأيام الماضية بعنوان (ليكم يوم يا سماسرة الولايات) وذلك نسبة للإستغلال الذي واجهه من تجار الأزمات الولايات
لله درك يا الخرطوم
(5)
انا لست من مواليد الخرطوم ولا اي منطقة من الشمال ولدت في إحدى الولايات المنكوبة عشت في بيئة مليئة بالصراعات السلب النهب القتل قطاع الطرق كل شي من ذلك مباح امتحنت الشهادة الثانوية ومدرستنا كانت محاطة بالدبابات والمدافع لحمياتنا رغم ذلك لم احقد على اي منطقة تنعم بالإستقرار بل كنت اتمنى ان يعم الأمن والسلام منطقتي التي لا زالت بلا أمن بلا صحة بلا تعليم بلا كهرباء كل متطلبات الحياة فيها تكاد ان تكون شبه منعدمة حتى الان
ولو تحدثت من الان حتى العام المقبل لا استطيع ان أصف لكم حجم الدمار الذي لحق بالمنطقة وما جاورها
ذكرت ذلك كي لا يأتي احد ويقول أنني دافعت عن مجتمع الخرطوم لأنني منه
انا مواطنة سودانية ويحق لي أن أعيش في بقعة من بقاع السودان
مع تمنياتي للسودان ان ينعم بالأمن والإستقرار وان تعود الخرطوم كما كانت واكثر
التعليقات مغلقة.