الايام نيوز
الايام نيوز

للحديث بقية عبد الخالق بادى الكذب بال(Deepfake) موضة قديمة!

للحديث بقية
عبد الخالق بادى
الكذب بال(Deepfake) موضة قديمة!
كالعادة أخرج لنا المتمردون فيديو (مفبرك) عن قائدهم قالوا إنه تم إنتاجه حديثا ليدعوا بأنه مازال بخير،ولكنةمن خلال (فلاشة الصورة)وتدقيقنا فى الفيديو ومظهر قائدهم ومن حوله ،اضافة لعدم تطابق حركة الشفاه مع الصوت المسجل، تأكد حتى للشخص البسيط أن هذا الفيديو تم إنتاجه وفبركته باستخدام تقنية ال(Deepfake)،وهى إحدى تقنيات الذكاء الاصطناعي تستخدم لإنتاج فيديوهات أو تعديل محتواها بشكل كامل ويستعرض أحداثا غير حقيقية.
عليه فإن فيديو الأمس والذى بث عبرقنوات مختلفة هو امتداد لكل الفيديوهات والتسجيلات الصوتية الكاذبة،والتى درج المتمردون على إخراجها وبثها عبر القنوات العميلة لهم وغيرها ،وكذلك عبر المواقع الإلكترونية التابعة لهم.
وهناك أمر مهم يؤكد فبركة ما جاء بالفيديو، فإذا كان حقاً صور حديثاً لكان أول تعليق من قائد التمرد هو تعليقه على أخبار مقتله وعدم ظهوره لأكثر من شهرين، أليس كذلك؟.
ما يدعو للتعجب هو كيف تقوم قنوات تدعى المهنية والخبرة ببث فيديو مفبرك ،فهل من المهنية أن تتعامل هكذا عفويا مع أى مادة تصل إليها دون فحصها؟فالقنوات المحترمة والمهنية لا يمكن أن تكون بهذه السذاجة،فمحرروها يحرصون على التدقيق والتحرر حول أى مادة تصلهم،هكذا تقتضي الأمانة المهنية،اللهم إلا إذا كانت هذه القنوات متواطئة، أو لها غرض من بث الأكاذيب والفبركات.
توقيت الفيديو والذى يقول لنا الصوت المدبلج فيه لقائد التمرد: بأنه مع السلام بشرط إزاحة هيئة الأركان(هكذا بكل بساطة وكأنه سلطة أعلى من الجيش) ،وهو نفس الكلام الذى ظل يردده المتمردون ومن والاهم قبل الحرب وفى أيامها الأولى ومايزالوا،(بدعوى أنهم يحاربون الكيزان والفلول وينسون أنهم صنيعة الكيزان)،كما أن الفيديو يأتى بعد أن سحب الجيش وفده التفاوضى من منبر جدة الاربعاء الماضى،والسبب معروف،وهو عدم التزام المليشيا المتمردة بما وافقت عليه فى مفاوضات ال١١من مايو الماضى بالخروج من بيوت المواطنين والمستشفيات والمؤسسات الخدمية المدنية ، وبالتالى يريد المتآمرين والمتمردين أن يقولوا للناس وعبر الفيديو الكاذب، أننا دعاة سلام بينما قادة الجيش دعاة حرب لهذا انسحبوا من المفاوضات، والمضحك أنهم اعترفوا بارتكاب انتهاكات ،ونسبوها لمن اسموهم(المتفلتين من المليشيا)، فإذا كان هذا تفسيرهم وتبريرهم للجرائم التي ارتكبوها بحق المواطنين العزل، فهذا يعنى أن كل عناصر المليشيا المتمردة متفلتون، لأن الانتهاكات التى حدثت منذ ال١٥من أبريل الماضى وحتى الآن لا تحصى ولاتعد،بل أصبحت ظاهرة منتشرة فى حى ومنطقة يدخلها عناصر المليشيا.
وهناك أمر آخر سعى المتمردون عبر هذا الفيديو المفبرك الذى( أصبح محل تهكم من الكثيرين )، وهو رفع الروح المعنوية لعناصرهم والتى تلقت ضربات موجعة من الجيش خلال الأيام الماضية وحاصرهم فى الكثير من المناطق والاحياء،وتحولوا لمجموعات هاربة، كما أنهم يريدون أن يبرهنوا أن فقدانهم لحليفهم عمر بازو رئيس النيجر (والذى أطاح به انقلاب الجنرال عبد الرحمن )، لن يؤثر فيهم ،ومعلوم علاقة المليشيا مع حكومة النيجر المطاح بها فى ال٢٧من هذا الشهر بسبب الانفلات الأمنى حسب ماقال قائد الانقلاب فى الحدود الشرقية،والتى يدخل من خلالها المرتزقة النيجرين للانضمام لمليشيا الدعم السريع عبر تشاد ،وما الضربة التى وجهها السلاح الجوى قبل أيام لارتال من السيارات التى تقل مسلحين من النيجر إلا دليل على ذلك.
وإضافة لكل ما ذكرنا فإن التصريحات القوية التى أطلقها الفريق أول يأسر العطا مساعد القائد العام للجيش والتى تحدى فيها المتآمرون على وطنا ،وكذلك انتقاده لمن سموا أنفسهم (المحايدون) فى معركة الوطن والهوية ، أقلقت مضاجع كل من شارك ودعم التمرد ،سواء بالمال أو الفعل أو الكلام أو حتى بالسكوت عن قول كلمة الحق أو جبن عن انتقاد انتهاكات المليشيا المتمردة وجرائمها، فهذه التصريحات تنم عن ثقة فى مقدرات الجيش الوطنى وأنه سيحسم الحرب قريباً إن شاء الله.
من أكثر ردات الفعل على تصريحات العطا التى أثارت دهشتى( ومؤكد أنت أيضاً عزيزي القاريء) ،هى ردة فعل بعض الحركات المسلحة والموقعة على اتفاق مع الجيش بجوبا، والتى ظلت تردد ومنذ أول يوم من الحرب بأنها محايدة،حيث صدر بيان أمس لمجموعة متحالفة منها، ينتقد مهاجمة الفريق العطا لهم،حيث قال البيان :أنهم ظلوا محايدين فى هذه الحرب ولن يدعموا طرف،والمضحك أن البيان قال: أنهم سيظلون على الحياد ولن يتدخلوا إلا فى حال حدوث انتهاكات ضد المواطنين!!!.
والله كلام أغرب من الغريب ، يعنى الإبادة التى حدثت لأهلنا المساليت فى مايو ويونيو الماضيين ،وتهجيرهم وتشريدهم ونهبهم،ماذا تسميها هذه الحركات المسلحة؟ أليست انتهاكا وجريمة فى حق المواطنين ؟ونهب ممتلكات المواطنين واغتصاب النساء بالخرطوم ونيالا والأبيض والجنينة ،ماذا يسمى هذا فى عرف الحركات ؟ ألم يجد كل ذلك إدانة بل اتهام صريح من قبل( human rights watch) وإدانة أيضاً من المحكمة الجنائية الدولية واعتراف من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بوجود انتهاكات وارتكاب جرائم ضد الأبرياء ؟فلماذا لم تتدخل هذه الحركات لحماية المواطنين من هذه الانتهاكات كما ادعت فى بيانها؟ ام لكلمة انتهاكات عندها لها معنى آخر غير الذى نعرفه ويعرفه كل العالم وجميع المنظمات الإنسانية والحقوقية المحلية والدولية ؟.
كما ذكرنا قبل ذلك فإن كلمة حياد فى حرب الدفاع عن البلد والهوية التي تدور الآن ضد المتمردين و الدول المعتدية والمرتزقة ،تعنى خيانة البلد والوقوف ضد جيشها الذى يضحى أفراده بروحهم ودمائهم ،من أجل أن تنعم هذه الحركات (التى وقع أغلبها اتفاق سلام مع الجيش) والمتواطئين من السياسيين والمتصحفين بالأمن والسلام، ولكن هذه الحرب أثبتت للجميع أن معظم الحركات المسلحة (ناس باردة ماناس حارة)،فقط يريدون التمتع بالمناصب والثروات حتى ولو على حساب معاناة المواطن المسكين في دارفور والخرطوم وغيرهما ، فإلى متى سيظل هذه الحركات فى موقفها السلبى تجاه الاعتداءات التى تتم ضد المواطنين والوطن الذى يتحدثون عنه ليل نهار ؟.

التعليقات مغلقة.