الايام نيوز
الايام نيوز

عثمان جلال يكتب/آل دقلو وقحت المجلس المركزي هم في الناس أموات

عثمان جلال يكتب/

آل دقلو وقحت المجلس المركزي هم في الناس أموات

(١).
عندما شاع خبر مقتل المتمرد حميدتي في بداية الحرب ذكرت لمن حولي ربما اصابه سهم غرب اي طلقة طائشة لكن لماذا؟؟ لأن العقل الاستراتيجي داخل الجيش في مسألة التعاطي مع تضخم امبراطورية ال دقلو الاقتصادية والعسكرية وعزمهم على تحطيم الجيش السوداني واحلال المليشيا القبلية في وظيفته وابتلاع الدولة السودانية ، كان هذا العقل في حالة الانكار واللامبالاة وان كل التقارير التي رفعت لقيادة الجيش مفصلة خطورة مؤامرة ال دقلو كان التعليق عليها (تحفظ)، واحيانا قهقهة ومعاها عايزين يفتنوني مع صاحبي وحقا ان المعارف عند اهل النهى ذمم !! خاصة ان علاقة قائد الجيش السوداني بالمتمرد حميدتي عميقة الجذور منذ ايام الحرب في دارفور وحرب اليمن لذلك أصر الفريق البرهان ان يكون صديقه حميدتي الرجل الثاني في المكون العسكري ومنحه رتبة الفريق أول ، ولقب نائب رئيس مجلس السيادة.
وقد استبان لنا ان المتمرد حميدتي اقسم لقيادات التيار الاسلامي الوطني بعدم المساس بقيم الشريعة الاسلامية ،والغدر بالتيار الاسلامي، او النكوص عن رد امانة السلطة الى الشعب السوداني في انتخابات حرة وشفافة ، ولكن حميدتي الغدر شيمته وتأبى الطباع على الناقل
(٢).
ربما ان التيار الاسلامي الوطني كان يظن ان انتقال حميدتي من خشونة البداوة الى رقة المدنية حسب تعبير ابن خلدون سيحرره من ثقافة العنف والدموية المتمكنة فيه تمكن الشلوخ المطارق البهية في حبوبتي نفيسة بت ابراهيم ود أم النصر وربما كان يظن التيار الاسلامي ان ادماج حميدتي في ثورة شعاراتها حرية ،سلام وعدالة وغايتها نظام ديمقراطي مستدام ستجعل الحوار والعقلانية أدواته في العمل السياسي، حتى وإن اراد الجنوح لتوظيف القوة العسكرية فلن يجد تيارا فكريا وسياسيا، وحاضنة اجتماعية في ظل مناخ سياسي وطني عام تشبع بثقافة ان الحوار الاستراتيجي والسلمية الروافع لانجاز قضايا البناء الوطني والديمقراطني. وقد حاول حميدتي ابتداء التحالف مع التيار الاسلامي الوطني لازاحة قيادة الجيش السوداني والصعود للهرم السيادي الاعلى في الدولة، ولكن قيادة التيار الاسلامي نأت عن هذا التحالف الشيطاني المدمر واحاطة قيادة الدولة بمخطط آل دقلو العنصري الشرير.
(٣)
لما يئس المتمرد حميدتي من رافعة التيار الاسلامي وجد ضالته في التحالف مع قحت المجلس المركزي، فقيادات قحت بعد تجربة الحكم خلال المرحلة الانتقالية اصبحوا عراة امام الثوار وامام شعارات الثورة، وامام قواعدهم الجماهيرية ، وادركوا ان تطور المسار الديمقراطي في السودان لا يصب في مصالحهم الشخصية والمتمثلة في الاستحواز على مغانم السلطة وصدعوا بها جهارا (الانتخابات ما بتجيبنا) وكذلك فان المتمرد حميدتي ادرك استحالة تحقيق طموحاته في حكم السودان عبر ادوات القوة الناعمة فهو لا يمسك من أهداب اسبابها إلا كما يمسك الماء الغرابيل ، اذن هو تحالف الهاربين وهو مصطلح ابدعه الخيال الخصب لاستاذنا البروف عبد الله علي ابراهيم في وصف تيار مدرسة الغابة والصحراء في تعاطيهم مع مسأله الهوية السودانية وجوهره ان اطروحة جماعة الغابة والصحراء تنزع الى تفكيك محرمات الثقافة العربية والاسلامية، والتماهي مع حياة العري والغرارة والمشاعية والاباحية وقد اجاد البروف توظيف المصطلح.
وهكذا تحرر تحالف قحت المجلس المركزي وآل دقلوا من كل تابوهات وممسكات القيم الدينية والاخلاقية والانسانية والسودانية من اجل شهوة السلطة الجامحة، وان الظهور الفيزيائي لقيادات قحت البائدة صائعين في الخارج ، وظهور البعاتي حميدتي ينخنخ ظالعا متعثرا في الداخل عزز من نتيجتين , الاولى ضرورة استمرار التلاحم التناصر بين الجيش والشعب حتى استئصال التحالف السرطاني بين ال دقلو وقحت من الجذور حتى يذروه قاعا صفصفا، والنتيجة الثانية ان هذا التحالف الشرير سقط من الوجدان الجمعي السوداني فهم عند ابناء وبنات ونساء وشيوخ واطفال السودان أموات

التعليقات مغلقة.