الايام نيوز
الايام نيوز

محامي الميليشيا الفاشل بقلم إبراهيم عثمان

محامي الميليشيا الفاشل
إبراهيم عثمان
خالد سلك ( الأذرع الكيزانية داخل القوات المسلحة هي التي أطلقت الرصاصة الأولى ) .. ( هنالك من يريدون للحرية والتغيير إدانة جهة واحدة وهذا مطلب سياسي وليس أخلاقي )

▪️الحقيقة أن أحجية الرصاصة الأولى هي بدعة جديدة عند أحزاب قحت المركزي ، ولا سابقة لها في تاريخ مواقفها من كل التمردات، فقد كانت راضية بكل الرصاصات الأولى التي أطلقها المتمردون، ولم ترَ في ذلك أي إدانة لهم .
▪️ أيضاً الحديث عن أن الموقف الأخلاقي يحتم إدانة الجرائم المنسوبة للطرفين هو بدعة جديدة عند قحت المركزي ولا سابقة لها في تاريخ مواقفها من حروب حركات التمرد .
▪️ والحقيقة أن قحت المركزي تتمسك بأحجية الرصاصة الأولى، وترددها أكثر من الميليشيا المتمردة نفسها، وهذا لغرض سياسي مكشوف.
▪️ الثابت أن الميلشيا بدأت حربها بكذبة بلقاء مشهورة في بيانها بخصوص مروي، وعندما لم يعترضها الجيش بغير بيان التكذيب والجاهزية للتصدي لها، وأفسح المجال للوساطات، أرسلت تعزيزات إضافية . ولا يمكن تفسير سعي قحت المركزي لتجاوز هذه الحقيقة بغير الغرض السياسي.
▪️ والثابت أن الميليشيا اعترفت لاحقاً بكذبتها في مروي وأقرت على لسان قائدها بأن غزوة مروي كانت جزءاً من خطة لاحتلال كل المطارات، وقحت المركزي تتجنب الحديث عن هذا الاعتراف لأغراض سياسية .
▪️ لو كان هناك فعلاً إسلاميون داخل الجيش يريدون يعتقدون أن الجيش يمكن جره إلى الحرب عبر إطلاق رصاصة، وقرروا إطلاقها وإخفاء أثرهم بحيث لا تكون هناك أحجية قحتية فارغة عن رصاصة أولى ورصاصة ثانية، فلم يكن هناك أنسب من مروي لتكون هي مكان هذه الرصاصة الأولى، وعدم حدوث ذلك يلغي فرية الميليشيا التي يتولى جماعة المركزي مهمة الترويج لها.
▪️والحقيقة أن قيادة الجيش، بل الجيش بكامله، لا المتمردين ولا حلفائهم، هو الأولى بالغضب من مطلقي الرصاصة الأولى المغرضين المزعومين، إذا كان ما يزعمه الحليفان صحيحاً، وعدم وجود أي مؤشر لهذا الغضب يجعل هذا الزعم مجرد كذب سياسي لا ينهض على رجلين .
▪️والحقيقة أنه حتى لو كانت المدينة الرياضية هي مكان رصاصة الحرب الأولى في الخرطوم، بعد مروي، لا الخطف الاستباقي لعدد كبير من كبار الضباط، ولا غير ذلك من الأعمال التي أعلن قائد التمرد أنها تمثل خطة كاملة للاستيلاء على السلطة، فإن قحت المركزي لا تستطيع إثبات أن الرصاصة الأولى في ذلك المكان انطلقت من جهة الجيش .
▪️ والحقيقة أن قحت المركزي لا تستند فيما تزعمه عن الرصاصة الأولى على غير زعم الميليشيا المتمردة، الثابت كذبها في مروي، ومع ذلك تريد من الجميع أخذ هذا الزعم كمسلمة، ولا يمكن تنزيه هذا الفعل عن الغرض السياسي .
▪️والحقيقة أن قحت المركزي لا تعرف فرد واحد، أو أكثر، من قوة الجيش التي تتهمها بإطلاق الرصاصة الأولى، وبالتالي لا تستطيع أن تقطع بأنه/م من المتهومين عندها بالتوجه الإسلامي .. وتكرار هذا الزعم وكأنه مسلمة لا تحتاج إلى برهنة هو موقف سياسي بامتياز .
▪️والحقيقة أن فكرة انجرار الجيش بكامله، والدعم السريع بكامله إلى حرب شاملة، لا يرغب فيها الدعم السريع ولم يشرع فيها في مروي، بسبب رصاصات من فرد أو أكثر، هي فكرة ساذجة، ويحتاج خالد سلك نفسه ومن معه إلى التبالد للاقتناع بصحتها .
▪️والحقيقة أن الميليشيا، لا الجيش، هي التي تقول وتكرر القول بأنها تحارب نيابة عن طرف سياسي ولأجل مصالحه السياسية، والحقيقة أن قحت المركزي لا تواجه الميليشيا بعدم صحة هذا القول .
▪️ والحقيقة أن اتهام قحت المركزي بالمواقف السياسية الداعمة للتمرد لا ينبني فقط على تحيزها في قضية الجرائم، بل أيضاً على مجمل موقفها من المتمردين الذي عبر عنه محمد الفكي سليمان وسبقه غيره بطرق كان بعضها أكثر احتشاماً.
▪️ والحقيقة أن كثرة وتنوع وفظاعة جرائم الميليشيا المتمردة، والموقف الشعبي الكاسح ضدها، والحرج الذي سببته لقحت المركزي، والمعالجة السياسية لهذا الحرج، الحقيقة أن هذا هو ما اضطرها – بعد طول تمنع من الإدانة – للعبة إدانة الطرفين بالتساوي وتصويرها كموقف أخلاقي لا سياسي .
▪️ ختاماً، الحقائق المضادة لأكاذيب المتمردين المسوَّقة عبر جماعة المركزي كثيرة وقد انتقيت منها هذه لتجنب الإطالة أكثر، وما انتقيته يثبت أن قحت المركزي محامي فاشل عن قضية فاشلة، وأنها آخر جهة مؤهلة لإعطاء القوى السياسية والشعب السوداني مواعظ أخلاقية ومحاضرات عن تنزيه المواقف من الأغراض السياسية .

التعليقات مغلقة.