د. عبد العظيم حسن المحامي يكتب دولة القانون عار القيادة
دولة القانون
عار القيادة
على الرغم من أننا أكثر شعوب العالم حباً للحرية، إلا أننا وحتى اللحظة فشلنا في انتهاز الفرص الثلاث التي اتيحت لنؤسس دولة المواطنة. لا دماء أكتوبر أو أبريل أو حتى ديسمبر المجيدة كانت عاصمة من قواصم الاختلاف وعدم التوافق على القيادة الواعية. فعار القيادة المدنية الحقيقية بائن لكوننا لا من عبود أو النميري أو البشير أو البرهان اتعظنا، فكانت النتيجة أن حكمونا لستة وخمسين عاماً. ولطالما أن مفهوم القيادة مفقود وأننا ما زلنا منغمسين على دينهم وديدنهم، فلا نحلم بالديمقراطية التي لا تتحقق إلا بممارستها على مستوى الاتحادات الطلابية والنقابات ولجان الحي.
من الأحداث المتلاحقة يتبدى أن هذه الحرب، مهما تطاولت، ستضع أوزارها وصاحب المولد (الشعب) غائب عن صفقة الحل. على أي حال، ومهما كانت الحلول فإنها ستظل موقوتة وعديمة الأثر لأن السؤال الذي كان وما زال يطرح نفسه بقوة: لماذا كل من يتم تكليفهم يتمسكون بالعار ولا يتنازلون عن القيادة طواعية رغماً عن الفشل الذريع؟ ولماذا يصر المدنيون كالعسكريون على اتباع ذات سلوك عار القيادة التي تستمسك بالسلطة؟ لماذا تخجل القواعد من المواجهة فيصدّق الفاشل أنه ناجح؟ لماذا نتركهم يتواطؤون ويصطفون فيختطفوا المشهد رغماً عن ضعف الإمكانيات؟ إلى متى سيرزح السودانيون تحت وطأة الفقر والجهل والمرض وبالإمكان أن يقودهم القادر على التصدي لهذا الواقع المر؟
حرب السودان التي اندلعت في الخامس عشر من أبريل وإن توقفت شكلاً ستعود وبصورة أوسع حتى ينبري الصامتون لمن أشعلوها فيتواروا عن عارهم. يجب أن يعلم المتضررون أن الحرب ستتوقف عندما نترك الصمت والمجاملة على حساب أنفسنا ومهنتنا ومن خلفنا من الأطفال والأجيال القادمة. على المهنيين أن يرتبوا أولوياتهم فينتظموا ويختاروا البرنامج والقيادة الجديدة فيكونوا الأسوة الحسنة للجان المقاومة ومنظمات المجتمع المدني فتنتهي الحرب إلى غير رجعة.
د. عبد العظيم حسن
المحامي الخرطوم
24 أغسطس 2023
التعليقات مغلقة.