الايام نيوز
الايام نيوز

كابوية قمة العلمين : بين قائدين يدركان مسؤوليتهما المشتركة بين شعبيهما….زيارة الرئيس البرهان للقاهرة البارحة ناجحة بكل المقاييس… زيارة لها ما بعدها…

كابوية

قمة العلمين : بين قائدين يدركان مسؤوليتهما المشتركة بين شعبيهما….

زيارة الرئيس البرهان للقاهرة البارحة ناجحة بكل المقاييس… زيارة لها ما بعدها

آن الأوان لنفكر في علاقة استراتيجية أكثر عمقاً وانفتاحاً ونضجاً مع مصر….

    زيارة ليوم واحد لجمهورية مصر الشقيقة بحق وحقيقة دشن بها الرئيس البرهان زياراته الخارجية بعد اندلاع الحرب...

اختار القاهرة بعناية فائقة فهي تستحق أكثر من زيارة وحفاوة واهتمام وثناء بعد أن فتحت قلبها وعقلها للسودان دون من أو رياء أو أذى وأعطت ولم تبق شيئًا …
اختارها وهي تستضيف خمسة مليون سوداني عن طيب خاطر وسماحة نفس وتجاوز عن الهفوات…
هاهو يحط رحاله في أرض العلمين مدينة من بطولة ورجولة وشهداء سطروا أجمل ملاحم الفروسية العربية ولقنوا المستعمر الباغي أصنافاً من العذاب فقد اختيرت بعناية فائقة لاستقباله ليسارع الرئيس السيسي لاستقباله استقبال عزيز كريم لشقيق عزيز كريم..لقاء رسم الحب بينهما أهم ملامحه ووسامته وكلماته…
الرئيس السيسي بكونه رجل مخابرات حاذق و سياسيًّا له رصيد من التجربة زاخر يدرك أن المؤامرة على السودان المضرور الأول منها مصر و على هذا فإن استهداف السودان يعد بلا أدنى شك استهدافًا لأمن مصر القومي ناهيك عن لغة المصالح المشتركة التي بين البلدين الشقيقين والتاريخ واللغة والهم والتحديات التي تجمع الطرفين…
ومن هنا جاءت كلماته تحكي عن مشاعر جياشة يكنها ضميره للشعب السوداني واهتمام بقضيته من واقع إدراكه لمسؤوليته التاريخية والأخلاقية والسياسية والأمنية لبلد يمثل العمق الاستراتيجي لمصر ..فقد أكد المؤكد أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه المخاطر المحدقة بالسودان قولاً أكده الواقع المعيش فقد منحتنا مصر حكومة وشعباً نبض شرايينها فكانت أسرع الدول إلى مواساتنا ودعمنا و مشاركتنا الهم والاهتمام والمحنة..
كبد رطبة وقلب رحيب رحيم وعقل استراتيجي يفكر ويباديء ويبادر وشعب طيب علمنا اقتسام ((النبقة))…
كلمات طرزها الرئيس البرهان شكراً وعرفانا واعترافًا بالجميل لحكومة مصر العظيمة ولشعبها الكريم المضياف على جزيل عطاء وحسن وفادة للمواطن السوداني ليهتبلها سانحة ليرسل رسائله للداخل والخارج في حرص القوات المسلحة على وضع حد لهذه الحرب لإنهاء مأسأة الشعب السوداني.. مطالباً العالم بأن ينظر إلى الحرب في السودان نظرة موضوعية صحيحة مطمئناً الأصدقاء والجيران في المضي قدماً لإيقاف الحرب واستكمال المسار الديمقراطي محييًا الرئيس السيسي والشعب المصري على استضافتهم الكريمة للشعب السوداني…
زيارة ناجحة بكل المقاييس ملكت القيادة المصرية أدق تفاصيل المؤامرة الأجنبية التي حيكت ضد شعبنا وقواته المسلحة وفرضت عليه حرباً أفقرته وقتلت وأسرت شبابه واغتصبت حرائره وطردت المواطنين الأبرياء من منازلهم ونهبت أموالهم وحولتهم إلى مجرد لاجئين يتكففون الناس في مسغبة حقيقية…
هاهو يزور مصر هاديء البال منشرح الصدر واثق الخطوة وكيف لمثله أن يقلق أو يتوتر ومن خلفه فرسان وأبطال في مثل إقدام شمس الدين الكباشي وشجاعة ياسر العطا وصمود نصرالدين عبدالفتاح وبسالة عبدالباقي بكراوي و جسارة أحمد محمد خير ((أحمدان)) وفدائية وقتال كتيبة البراء واستئساد وصمود المدرعات وحنكة القوات الخاصة وصدق وجدية ووطنية المخابرات العامة وعطاء وتجرد شرطتنا الوطنية…
زيارة فتحت الباب على مصراعيه لنقاش جدي ابتدارًا لحوار يفضي إلى رسم علاقة استراتيجية جديدة بين الدولتين أكثر عمقاً وانفتاحاً ونضجاً فما بينهما من قواسم ومشتركات وموارد وقدرات يمكن أن يحول الدولتين إلى قوى عظمى يصعب ضربها و يعسر المساس بهيبتها أو حتى الاقتراب منها…
فإني رأيت أنه ليس للسودانيين وطن ثان غير مصر وليس لمصر من بلد يحتضنهم في حب عند أي نازلة لاقدر الله غير السودان على نحو ما جادت به قريحة شاعرنا المصري الكبير علي الجارم وهو يزور الخرطوم سنة 1941:-
جئنا إليها فمن دار إلي وطن
ومن منازل أهلينا لأهلينا
جئنا إليها وفي أكبادنا
ظمأ يكاد يقتلنا لو لا تأسينا
هي إذن مشاعر شعبين نحسها ونستشعرها في أي اتصال لنا بالمقيمين في القاهرة كونهم لم يعيشوا غربة أو وحشة من هجر الديار…
عمر كابو

التعليقات مغلقة.