مشاهد محمد الطيب عابدين روزنامة حرب قلب الوطن ( ٢٣)
بسم الله الرحمن الرحيم
مشاهد
محمد الطيب عابدين
*روزنامة*
حرب قلب الوطن
“””””””””””””””””””””””””””
( ٢٣ )
( ١ )
من أبشع جرائم الدعم السريع ضد الشعب السوداني ، و كل جرائمهم شنعاء ، إبادتهم للمختلين عقلياً في شوارع الولاية بحجة أنهم إستخبارات عسكرية يتنكرون في زي مشردين؛ من لا يفرق بين المختل عقلياً و عنصر الإستخبارات، قطعاً لن يستطيع أن يفرق بين الديمقراطية و دبشك البندقية .
( ٢ )
أماني_الطويل – الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية – مصر
.. الإسلام السياسي بيستخدم الجيش للحفاظ على حصتهم في كيكة الحكم المستقبلية.
.. المشكلة الكبيرة هي أن ضغوط الإسلاميين على الجيش تهدد السودان وربما تفتته.
.. الذين يقودون الحرب الآن هم الإسلاميين الذين خرجوا من السجون وهم بذلك يريدون تحرير رقابهم من المساءلة.
.. الإسلاميون يقومون بتخوين الحرية والتغيير وهم على الأرض ومعهم السلاح الذي تم جمعه عبر تأريخهم الطويل من خلال كتائب الظل والجبهة الإسلامية ، حيث يضغطون ويعملون من أجل مصالحهم الضيقة والضحية هو الوطن.
( ٣ )
بري تنزق دما” ولا حياة لمن تنادي
…….
احمد موسى عمر المحامي
……
*رسائل بالغة الحزن وجدتها وقد ملأت هاتفي مساء امس وهي جزء من تساؤلات من عدد من ابناء وبنات بري وناصر تتساءل عن صمت الاجهزة عن انتهاكات الجنجويد بالمنطقة وبعد الصمت على سرقة البيوت الفارغة والعربات والرضاء بقدر الله فيها انتقل الجنجويد بعد ان امنو العقاب للدخول للبيوت المأهولة و استفزاز السكان حتى من كبار السن و صفعهم امام اسرهم ثم انتقلو لاننقاء البنات صغيرات السن بمرحلة البلوغ حيث هجمو على صبية وارادو اخذها بقوة السلاح ثم تركوها *بعد تحانيس* ليعودو اليوم الثاني بعد ان اشتعل الخمر في عقولهم باصرار اكبر ولكن لطف الله الهم اهلها بتهريبها الى شرق النيل ومنها الى مدني بعملية بالغة الاذلال مما اضطر بعض الاهالي لمحاولة اقناع الاخرين بالتواصل مع ارتكاز اقامه المرتزقة داخل الحي والتواصل مع دكتور داخل الحي والذي وعد بدعوة قائد كبير حضر وباثناء الاجتماع كان يتم كسر البيوت بقربهم بصوت مسموع !!! فلم يجلب لسيد الرايحة فتح خشم البقر سوى الرائحة النتنة ولكنه اليأس وقلة الحيلة … بري ياسادتي على مرمي حجر من القيادة العامة و المطار وتكاثر المرتزقة بها خطر على المنطقة ومحيطها وهي جار القيادة الذي اوصى به النبي صل الله عليه وسلم والمرتزقة بها قلة مرعوبة و لو تم تسليح من تبقي من معاشي القوات النظامية بها لدحروهم فهم اعداد قليلة ولكنها باتت تشعر بالطمأنينة والاستقرار وتستجلب اخرين و تستجلب عصابات من اطراف مختلفة من شرق النيل لافراغ المنازل حقدا” وغلا ومواطني البراري يستيغيثون بقيادة الجيش والقوات الخاصة وبالمستنفرين من المجاهدين وبقوات الاحتياطي فوصول الذئاب البشرية من متعاطي الخمور والمخدرات نقل الامر لمربع خطير. للغاية وهذه بلاغ للمسئولين وهو اقل ما يمكنني تقديمه عنهم والله المستعان .
أحمد موسى عمر المحامي
( ٤ )
الهزيمة المؤكدة للمليشيا المتمردة
معز زكريا
يختلف الناس في تحديد نهاية المعارك الجارية في السودان، هل ستكون لصالح الجيش أم لصالح الدعم السريع، أم أن الكفة متساوية ولن ترجح لأحد؟! وهل نهاية الحرب قريبة أم بعيدة؟!
من خلال معايشتي للحرب – عن قرب – منذ بدايتها في الخرطوم لأكثر من شهرين، ومن خلال متابعتي للأخبار والتحليلات والنقاشات اليومية فإن هناك حقائق واقعية – هي محل اتفاق بين أكثر الناس – تدل على أن نهاية المعارك هي انتصار الجيش السوداني على قوات الدعم السريع المتمردة، وذلك لأنها:
1- مجرد مليشيا ليس لديها عقيدة قتالية ولا مشروع حقيقي.
2- قائدها الأول في غائب وفي عداد الموتى والثاني هارب في الخارج.
3- صفها القيادي الثاني والثالث بين قتيل وأسير وهارب.
4- ما بقي من جنودها همه الأول السرقة والنهب ثم الهروب بما معه.
5- معسكراتها ومخازنها دمرت منذ الأسبوع الأول.
6- عرباتها ومركباتها العسكرية دمرت وتدمر يوميا.
6- خطوط امدادها الرئيسية مقطوعة بنسبة كبيرة.
7- لديها خلافات داخلية مستمرة وصلت حد الاقتتال.
8- مناطقها الإجتماعية الرئيسية ضعيفة التفاعل معها إلا من بعض الجهلة والمنتفعين.
9- حاضنتها السياسية ضعيفة الخبرة وفاشلة ومرفوضة شعبيا، وبدأت مؤخرا بالتبرؤ منها.
10- داعموها الإقليميون تراجعوا كثيرا عن دعمها وتبرأ بعضهم منها.
11- تقاتل جيشا محترفا صاحب عقيدة قتالية قوية وخبرة عسكرية كبيرة وطويلة.
12- استعْدَت مختلف مكونات الشعب والمجتمع من حولها بسبب جرائمها.
13- تم حلها دستوريا وقانونيا وعسكريا.
14- تم تجريمها دوليا وتجريم من يدعمها.
15- بدأت معركتها بخيانة {وأن الله لا يهدي كيد الخائنين}.
ولكن قد يتسائل البعض: إذا كانت كل هذه الأسباب موجودة، فلماذا تأخر انتصار الجيش وانهزام المليشيا؟!
الإجابة هي: أن الأسباب الحقيقة لهذه الحرب ليست سياسية ولا عسكرية ولا خارجية فقط وإنما لها أسبابها اجتماعية داخلية، وأن أسباب النصر ليست عسكرية فقط وإنما ربانية أولاً.
فالسبب الحقيقي للحرب: هو ظلم الناس بعضهم لبعض – حكاماً ومحكومين وأفرادا وجماعات وقيادات – لقوله تعالي: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) [الشورى: 30] ولا يستطيع أحد أن ينكر انتشار الفساد بكل صوره وأشكاله – سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأخلاقيا – في بلادنا في السنوات الأخيرة، بل وصل حد المجاهرة به دون حياء من الله ولا من الناس.
وقد جعل الله عز وجل لنصره شرطا واحدا فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [محمد: 7] فعندما ننصر الله سبحانه وتعالى بأن نرفع هذا الظلم عن أنفسنا – بالتوبة والاستغفار – وعن بعضنا البعض – برد الحقوق إلى أهلها – فإن النصر واقع لا محالة؛ وإن من سنن الله الكونية أن التغيير الرباني لا يحدث إلا بعد التغيير البشري: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [الرعد: 11]
فمتى ما حققنا هذا الشرط ونصرنا الله بإصلاح أنفسنا وجهاد أعدائنا فإن نصر الله قريب: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ ۖ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) [البقرة: 214].
معز زكريا
السودان – 8 سبتمبر 2023م .
( ٥ )
الكوكتيل الاخباري-اخبار السودان
الاحد 10 سبتمبر 2023م
إعداد الاعلامي/ محمد الننقة
◇ توقفت منذ الحرب.. انفراج أزمة مرتبات العاملين بولاية الخرطوم .
♢يتدفق عبرها مئات المرتزقة يوميا.. مواطنون يطالبون الجيش باغلاق طرق غرب امدرمان .
♢البرهان: ليس مسموحاً للاتحاد الإفريقي بالتدخل في شؤوننا .
♢الجيش يعلن مقتل 30 من التمرد باشتباكات شمال دارفور .
♢مصدر رفيع في الجيش: لا صحة لما تردد عن عودة وفدنا إلى جدة ولا يوجد تفاوض .
♢البرهان بالدمازين: لا نرفض السلام والدليل على ذلك قبولنا بالمبادرات بما فيها منبر جدة .
♢البرهان: ليس من المقبول سلام يعيدنا إلى ما قبل 15 أبريل .
♢خبير عسكري: الحرب لن تنتهي الا بقتل المتمرد عثمان محمد حامد (عثمان عمليات) .
♢حسن سوار سفير السودان في عمان يكشف عن توجه الدولة لتعويض المستثمرين .
♢معاشيو شمال دارفور يدفعون بمذكرة لحكومة الولاية بشأن المرتبات .
♢ورشة السيطرة على الذهب تؤكد على اهمية تعظيم العائد .
♢تقرير صادم يكشف أوضاع اللاجئين السودانيين بليبيا .
♢زيادة متفاوتة علي اسعار البنزين بالولايات .
♢تراجع حدة القتال في الخرطوم .
♢الحصاحيصا تكتسح الجولات في تحدي القراءة العربي البرنامج الإماراتي .
♢سفيرة أمريكية مصدومة بعد زيارتها لاجئين سودانيين .
♢مصادر: حصيلة النزاع بين الجيش والتمرد 7500 قتيل خلال 5 أشهر .
♢صحة الجزيرة تتسلم ٩٠٠ سيرغسيل كلى من العاملين بالسعودية .
ا♢لبرهان: لكل من يتقوى بالمليشيا المحلولة فقد ذهبت بغير رجعة .
♢بنك السودان: إطلاق نظام التسويات الآنية الإجمالية (سراج) .
♢30 وحدة طاقة شمسية لـ البحر الأحمر و150 لإقليم دارفور من منظمة اطباء بلا حدود .
♢البرهان يجدد الدعوة لقوات الحركة الشعبية بايقاف الحرب .
♢البرهان: كلنا شهود على جرائم مليشيا التمرد واستعانتهم بمرتزقة من جنسيات متعددة .
♢تقرير: بنكك.. قصة تطبيق تتوقف عليه حياة كثير من السودانيين .
♢التأمين الصحي: إنخفاض التحصيل إلى 4.7% من الإيرادات المجازة .
♢حركة عبد الواحد: وصول 54 ألف أسرة إلى مناطق سيطرتنا .
♢مدير إدارة البترول يتوقع انفراج أزمة الوقود الاسبوع .
♢عقار يتسلم توصيات ورشة السيطرة على مورد الذهب .
♢تجدد اشتباكات الجيش والتمرد في شمال دارفور .
♢متفلتون يقتلون جندي بالجيش بالنهود ويحرقون سوق المطار بالمدينة .
♢البرهان: وجب تصنيف الدعم السريع كمجموعة ارهابية .
♢إجتماع رفيع المستوى للكتلة الديمقراطية واحزاب وكيانات سياسية في اريتريا .
♢البرهان يتلقى تنويراً حول مجمل الأوضاع بالنيل الأزرق .
♢تقرير: شهد مصالحة تاريخية وأقامت به أم كلثوم.. صور تروي كيف دمرت الحرب حي الخرطوم 2 .
♢عمر الدقير: بيان الإيقاد حوى نقاط إيجابية في إتجاه معالجة الأزمة السودانية .
♢تقرير لموقع قطري: أسوة بدارفور.. هل تلعب قطر دوراً بإنهاء الحرب في السودان؟ .
♢البرهان يتفقد الفرقة الرابعة مشاة بالدمازين .
♢تقرير لقناة سعودية: هل تعصف حرب السودان بالحركات الموقعة على اتفاق سلام جوبا؟ .
♢التأمين الصحي يعلن فتح عيادة للدعم النفسي ومعالجة مصابي الحرب .
♢(215) من ممارسي المهن الطبية يأدون القسم تمهيدا لتسجليهم بمجلس المهن الطبية .
♢رئيس ميثاق شعب السودان يؤكد الوقوف مع القوات المسلحة .
♢والي سنار يقف سير العمل باستخراج الجوازات بمركز جوازات سنار .
♢الإعلان عن استئناف العمل بمستشفى البر والتقوى الخيري بالدامر .
♢راف للتنمية تبدأ مشروع العيادات العلاجية للنازحين والاسر المضيفة بالقضارف .
( ٦ )
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب : محمد بله النور ( بري اللاماب )
الفتنة والخونة
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
العالم باثره وخاصة امريكا والاتحاد الاوربي تفهموا جيدا واخيرا بما يحاك بالسودان وما يجرى به ،، من معارك ضد هذا المكون اللعين المرتزق المتوحش الذي يحاول بكل ما يملك ان يحرق الارض السودانية ،، ولكي يحدث فيها تغيير ديموغرافي لهتك نسيجنا الاجتماعي الاصيل بعراقته !
هذا المكون المتوحش البربري الذي يدعا الجنجويد والذي ترك اثرا لا يمت بصلة للبشرية في القرن (( الحادي والعشرين )) ،، في التعامل الادمي مع مكونات المجتمع السوداني من البشر !
ان ما يحدث الان من تمرد هو اخطر بكثير عن تمرد (( الحركة الشعبية )) وقتها بقيادة الدكتور (( جون قرنق )) لا نها صارت حرب مدن وداخل المركز ،، وعشرات المدن كل يوم يدخلها ويسحب الاموال من بنوكها ،، كما حدث في الجنينة وكتم وام روابة والنهود وطويلة والابيض والفولة والرهد !
فالتمرد المرتزق البغيض هكذا حاله لا يريد ان ينتصر في المعارك لكي يحقق هدف ،، بل يريد تعطيل دولاب الدولة وافراغها من معناها ،، لزمن طويل ،، وحقيقة لا ينكرها مكابر القضاء والانتصار علي التمرد مستحيل في كل تاريخ الحروبات !
فالحرب اليوم نجدها قد تحولت لتمرد فالتمرد هدفه اللعين والاساسي انه يمنعك من وجود الدولة نفسها ،، فجيشنا الباسل اذا اراد ان يقاتل التمرد عليه ان يخلي المعسكرات ويسكن بيوت الاهالي من المواطنين كما يفعل الدعم المرتزق الصريع ،، وعلي جيشنا ان لا يمنح المرتزقة مواقع مكشوفة سهلة الاستهداف ،، وفي ذات الوقت هو في الاحياء عدو خفي غير مكشوف !
الماسونية العالمية تريد اجلاء كل الشعب السوداني وذاكرتة التاريخية ومنظومتة القيمية عن هذة الارض قتلا او تهجيرا (( تغيير ديموغرافي )) وحشدت لذلك اصحاب الفتنه والخونه ضعاف النفوس في بلادي ،، ووظفتهم كبيادق لانفاذ مخططاتهم ،، فلننظر الي الوراء قليلا ،، اين هم مجموعة (( احمد الجبلي )) في العراق والتي سوغت لدبابات العراق احتلال بلادهم ،، واين تحالف الشمال (( جنجويد افغانستان )) الذين كانوا مقدمة الغزو الامريكي لافغانستان !
واين الذين قوضوا الاستقرار في ليبيا وسوريا واليمن ،، وماذا حدث للدكتور (( جون قرنق دي مبيور )) بعد ان استكمل دوره ،، جميعا تم التخلص منهم في مزبلة التاريخ بعد ان استكملوا خيانتهم لبلادهم واهلهم واوطانهم ،، وباذن الله هو مصير دعاه الفتنه والخونة بيادق هذا المشروع في بلادنا ،، وهذة المعركة مفروضة علي كل الشعب السوداني ،، واخيرا فان انتصار الحق الوشيك حقيقة حتمية كفلق الصبح ،، ورايات النصر تلوح في الافق لا يخطوها الا اعمي القلب والبصر والبصيرة ،، وساعة الباطل كادت ان تنقضي والحق في بلادنا منتصر وباق الي قيام الساعة ! .
الله اكبر والعزة للسودان والمجد والخلود لشهداء جيشنا ولشهداء الوطن وعاجل الشفاء لجرحانا ،، والمجد لشهداء ثورة ديسمبر ابريل المجيدة ،، والعوده الامنه للمفقودين وللمعتقلين قسريا !
(( والله من وراء قصد السبيل ))
10 سبتمبر 2023م
محمد بلة النور
( ٧ )
حرب من هذه؟ وما هو هدفها؟
خراب سوبا
الباقر العفيف
- “إذا كذَّبت كذبة كبيرة، وردِّدتها بكثافة، وعلى مدى طويل، فسوف يصدقك الكثير من الناس”.
- “لا تعترف أبدا بالخطأ. لا تقبل اللوم. ركز على عدو واحد وحمله مسؤولية كل ما يحدث. ستجد الناس عاجلا أم آجلا يرددون ما تقول دون وعي”.
(جوزيف غوبلز)
خلصنا في الحلقة الأولى من هذه السلسلة إلى أن هذه الحرب هي حرب الكيزان دون أدنى شك. فهم الذين وخططوا لها، ومهدوا لها، وأطلقوا رصاصتها الأولى، فورطوا فيها الجيش كمؤسسة، كما ورطوا فيها البلد بأسرها، وأدخلوا الشعب السوداني قاطبة في أتون محرقتها دون ذنب جناه سوى أنه أسقطهم. والكيزان الآن هم من ينفخ في كيرها ويتولى كِبَر توسعتها لتصبح حرب الكل ضد الكل بهدف هزيمة الثورة التي أقضت مضاجعهم، والعودة للحكم ولو على أشلاء البشر وتمزيق البلد.
وبدل أن تثير هذه الحرب غضب المثقفين تجاههم، فيحملونهم المسؤولية الأخلاقية والقانونية والسياسية على إشعالها، ويُصرُّون على معاقبتهم عليها، والاقتصاص منهم، وفق الحق والعدل، ليدفعوا ثمن خسائرها كاملا من أرواحهم وأجسادهم وحريتهم وأموالهم، نجد بالعكس تماما. فبكل أسف هناك من المثقفين من يسير في ركبهم فيها كتفا بكتف، مُتوَكِّئين على تنظير لا يستقيم، ملئ بالثقوب والتناقضات والارتباك،مما سنفرد له حلقة قادمة. أما الكيزان وجيشهم وجحافل مجاهديهم فيسيرون في حربهم المدمرة تحت رايات الكذب ونظريات الخداع النازية التي يلخصها المقتبسان أعلاه.
تلاميذ غوبلز :
وجوزيف غوبلز هو وزير الدعاية النازي. وقد جاء في وصفه في الويكيبيديا على أنه “رجل دقيق الجسم، كبير الرأس، أعرج، تنقص إحدى رجليه بوصتين عن الأخرى، عالي الصوت، عديم الضمير”. وهو صاحب تقنية “الكذبة الهائلة” التي أوردنا نصوصها أعلاه. وقد ظللنا نقرأ ونستمع خلال هذه الحرب المدمرة لمجموعة من كتاب الكيزان، تلاميذ غوبلز النجباء، ومحلليهم وخبرائهم ( الاصطراطيجيين) الذين تعرفهم بسيماهم “ولتعرفنهم في لحن القول”. أولئك الذين كانوا يبشروننا بالنصر على “التمرد” في سويعات، ثم تدرجوا في البشارة بالحسم في يوم واحد، ثم يومين، ثم ثلاثة، تمددت لبحر أسبوع، فأسابيع، ثم عندما تبخرت جميعها في الهواء أصيبوا “بهاء السكت”، بحسب تعبير الروائي بشرى الفاضل، فصمتوا عن النصر القريب، و”صبر الساعة” وانخرطوا في تبريرات غبية، لتأخر النصر المزعوم، لا تجوز على من له ذرة من عقل. هؤلاء استحقوا لقب “هبنقة” بامتياز لدرجة صاروا معها أضحوكة للشعب رغم نكبته، مما يذكرنا بقول المتنبي في هجاء كافور: “ومثلك يؤتى من بلاد بعيدة ليضحك ربات الحداد البواكيا”.
الكيزان والسردية الغوبلزية الكاذبة
رَكَّز الكيزان على فرض سردية معينة للحرب مبنية على تقنية “الكذبة الهائلة” لغوبلز. وصاروا يرددونها مع شيطنة قوى الحرية والتغيير، وتسميتها “قحط” والتركيز عليها كعدو واحد يحملوه مسؤولية كل الشرور، وبالفعل وجدوا أناسا كثيرين، بما في ذلك بعض الجذريين وبعض لجان المقاومة، يرددون ما يقولون دون وعي، حتى أصبحت كلمة “قحط” و”قحاطة” جزءا من مفردات بعض من ينتمون للثورة. أما أركان هذه السردية الكاذبة فهي:
- أن الاتفاق الإطاري هو سبب الحرب. وأن المُحَرِّض الأساسي للحرب هي قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي التي “وسوست”، عن طريق ياسر عرمان، في أذن حميدتي ليفض تحالفه مع عسكر الكيزان ويتمرد عليهم، وينفذ انقلابا عسكريا نيابة عن الحرية والتغيير.
- أن الدعم السريع هو الحليف الاستراتيجي، وأحيانا يصفونه بالجناح العسكري لقوى الحرية والتغيير. وأنه هو الذي بدأ الحرب بتحريك قواته لمروي.
- أما هدف الحرب وفق السردية الكيزانية فهو استفراد القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري بالسلطة وإقصاء (الآخرين) -يعنون أنفسهم- و(تفكيك الجيش السوداني) -يعنون إصلاحه- وإحلال الدعم السريع محله.
نجاح محدود :
وبكل أسف فقد جازت هذه السردية كليا أو جزئيا على البعض، خصوصا أصحاب الميول الإسلاموية، والمحافظين، وأنصاف المتعلمين، وأشباه الأميين الذين تمتلئ بهم وسائط السوشيال ميديا. وقد أوكلت مهمة ترديد الكذبة ونشرها، لدرجة إغراق الفضاءات الإعلامية بها، لمتحدثيهم الذين حُشِدُوا حشدا، وملأوا شاشات الجزيرة والعربية الحدث وسكاي نيوز، وأغرقوها بهذه السردية الكاذبة المضللة. وبالطبع تولى الذباب الالكتروني الكيزاني من قطاع الطرق الإسفيرية أمر الترويج للأكذوبة والتربص بمن يأتي بما يناقضها بتكتيكات معروفة منها النقاش الانصرافي الديماغوجي ومنها التهاتر والسباب وقلة الأدب.
محاولة طمس الحقائق والأدلة الدامغة
هذه السردية بالطبع تحاول طمس حقيقة أن هذه الحرب حرب الكيزان وأنهم هم الذين أشعلوها وورطوا بقية الجيش فيها، وأن هدفها هو هزيمة ثورة ديسمبر واستعادة فردوسهم المفقود. فجميع الوقائع الموضوعية تثبت أن الكيزان هم من بدأ الحرب بهجومهم على قوات الدعم السريع في أرض المعسكرات بسوبا، لقطع الطريق على لقاء البرهان بحميدتي صباح الجمعة ١٥ أبريل الذي رتبته الوساطة المكونة من أعضاء في الحرية والتغيير وبعض أطراف اتفاقية جوبا. وأكبر الشواهد على ذلك هو وقوع قادة الجيش الكبار في أسر قوات الدعم السريع وهم في طريقهم لدوامهم الروتيني. مما يدلل على أنهم لم يتخذوا قرار الحرب، وأن من اتخذ القرار لم يحفل حتى بتنويرهم بها مجرد تنوير. وهناك شواهد أخرى مهمة منها دفعهم للبرهان بالتراجع عن الاتفاق الإطاري، ومطالبتهم المفاجئة بدمج الدعم السريع في الجيش والتحرش به بالصوت العالي خلال إفطارات رمضان التي اتخذوها منابرا إعلامية، وظهر فيها قادتهم المتطرفون وهم يرسلون التهديدات للجميع، ويقرعون طبول الحرب.
وأخيرا قطعت جهيزة قول كل خطيب. فبالأمس القريب، وتحديدا يوم الخميس ٧ سبتمبر، ظهر تسجيل للقيادي بالحركة الاسلامية وبالمؤتمر الشعبي د. محمد بدرالدين، في قروب (نقاشات فكرية) ضمن حوار داخلي بين قيادات إسلاموية. وقد جاء في هذا التسجيل اعتراف صريح وواضح بتنفيذ الكيزان لانقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١، وكذلك إشعالهم الحرب في ١٥ ابريل ٢٠٢٣. يقول الدكتور محمد بدر الدين إن الضباط الاسلاميين في الجيش وكتائب الظل هم من أطلق الرصاصة الأولى، برغم اعتراض بعضهم. ويضيف قائلا أنه عندما طالب هذا البعض بإيقاف الحرب بعد أن بدأت، كان رد الصقور والمجاهدين “الحصة حرب “، أي لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، و “بَلْ بَسْ”.
هذه هي الحقيقة البسيطة الناصعة التي يراها كل من لا ينكر ضوء الشمس من رمد. بيد أن سردية الكيزان المخادعة المضللة تقلب الحقائق رأسا على عقب وتُزَوِّر التاريخ. والكيزان يبنون على تلك الأكاذيب حملتهم الداعية إلى تأييد الجيش ودعمه في هذه الحرب “المقدسة” لاستعادة “الكرامة الوطنية”، و”هيبة” (قواتنا المسلحة)، وسلامة شرفها الرفيع من الأذى الذي يريدوننا أن نريق على جوانبه الدم. ولذلك فالحرب يجب أن تستمر إلى أن يستسلم الدعم السريع استسلاما كاملا أو يحطم تحطيما شاملا. وأن أي مطالبة بوقف الحرب هي خيانة للجيش، وتُعتَبر تأييدا للدعم السريع، يُهَدَّّد أصحابها بالويل والثبور وعظائم الأمور. وهم لن يوقفوا الحرب “حتى لو حُرِق السودان كله” كما صرح بذلك الفريق فتح الرحمن القائد السابق للقوات البحرية. هذه هي سرديتهم المخادعة. وهذا هو زعمهم الكذوب. ونحن ندرك أن حربهم في حقيقتها تهدف لاستعادة فردوسهم المفقود، وحكمهم الذي تَفَلَّت من بين أيديهم. يريدون أن يُنيخوا هذا الشعب كالبعير، وأن يضعوا على ظهره سرجا وثيرا، وعلى فمه لجاما محكما، ويركبونه من جديد لعقود أخرى عديدة، وهيهات.
وعلى كل حال فهذه هي السردية الكيزانية المضللة التي تمتلئ بها الفضائيات وتعج بها منصات السوشيال ميديا، ويقيم لها المنتديات التي تنظمها مراكز البحوث التي يسيطرون عليها، مثل المركز العربي لدراسة السياسات في الدوحة، ويحاولون عبرها أن يكسبوا الأكذوبة وقارا أكاديميا، على طريقة مؤتمرات القذافي الأكاديمية لدراسة الكتاب الأخضر. وأكبر من عبر عن هذه السردية تعبيرا خاما هو كبير الجاسوسية الكيزانية السابق صلاح قوش، والعميد صلاح كرار (المشهور بصلاح دولار) عبر تسجيلات صوتية. والآن يروج لها الكيزان وعدد من السياسيين والكتاب المتحالفين معهم. فبالإضافة لكتابهم المعروفين خريجي مدرسة ألوان “الفاتية” أمثال عادل الباز وعبد الماجد عبد الحميد، وضياء الدين بلال، والطاهر ساتي، والطاهر التوم، هناك من جمعتهم بهم المصالح أمثال عائشة الماجدي وأردول وحسن إسماعيل (الشهير بحسن طرحة). ويقف وراء هذه الكتيبة من تلاميذ غوبلز النجباء أبوهم الروحي مفتي الدم عبد الحي يوسف صاحب الفتوى الإجرامية بقتل ثلث الشعب أو نصفه.
استحقار الكيزان لقوى الحرية والتغيير
في أيام صبانا كنا نقول عبارة “حقيرتي في بقيرتي” عندما يكون أحد الصبية دائم التحرش والتعدي على صبي آخر، وهو في مأمن من العقاب. وعادة ما يكون الصبي المُتُحَرَّش به أصغر سنا أو أضعف بنية من غريمه، وغالبا ليس له من يحميه. و”حقيرتي” تصغير لكلمة “حقارة”، و”بقيرتي” تصغير بقرة. والمثل يعني أن يَستذِل شخصٍُ شخصا آخرَ، فيُستَذلُّ له ويستكين كما تستكينُ البقرة الزلول لحالبها. وعند أهلنا الرباطاب مثل مشابه مستمد من بيئتهم هو “شديرتي القصيرة المتعود طلوعها”. وشديرتي تعني “شُجَيرتِي” تصغير شجرة، وهي النخلة القصيرة التي لا يمثل طلوعها بغرض تلقيحها أو جني ثمارها تحديا كبيرا.
وتحميل الكيزان مسؤولية الحرب لقوى الحرية والتغيير من باب استحقار هذه القوى والتحرش بها دون سبب، أو بأسباب واهية. فهم يدركون أن بإمكانهم تلطيخ هذه القوى والاعتداء عليها دون أن يطالهم أي أذى، ولو بكلمة نابية. فهي قوى مدنية عزلاء لا تحمل السلاح ولا تمارس العنف حتى على مستوى الخطاب، لذلك تمادوا في التحرش بها وتحقيرها والاستهانة بها، وإرسال التهديدات تجاهها، كما سمعنا مرارا وتكرارا من متحدثيهم، وآخرهم أنس عمر الذي كان يردد عبارة “ما في أرجل من المؤتمر الوطني في البلد دي”، على بؤس هذه العبارة المتخلفة التي تجرد النساء من قيم الشجاعة والبطولة. أما عجيبة العجائب في سردية الكيزان فالقول بأن انشقاق المكون العسكري قد أحدثته هذه القوى. فهم يرددون ليل نهار أن قوى الحرية والتغيير حرضت حميدتي أن يتمرد على الجيش وأن يرفض خطة “الدمج السريع” التي رمى بها البرهان فجأة ودون مقدمات لتُسَوٍّغ له “النطة” والتراجع عن الاتفاق الإطاري.
فلكي نقبل هذه السردية المعتلة يتسنى علينا أن نلغي عقولنا. فهي تفترض أولا أن حميدتي ليس له أدنى إرادة أمام قوى الحرية والتغيير، وأنه خاضع لها تماما ورهن إشارتها، وأنه من الممكن أن يخوض حربا نيابة عنها يتحمل هو تكلفتها وجميع نتائجها دون دوافع ذاتية، يعني “مَحَرَّش”. وأهلنا يقولون “المَحَرَّش ما بكاتل”. وبطبيعة الحال هذا أمر ظاهر البطلان. وثانيا تفترض السردية أن قائد الجيش لم يكن ضمن الموقعين على الإطاري. وهذا أيضا غير صحيح.
أما حقيقة الأمر فهي أن البرهان بعد أن وقَّع على الإطاري تَعَرَّض لضغوط كبيرة من الكيزان ليتراجع عنه، وخضع لتلكم الضغوط، وطلب من حميدتي أن يتراجع معه، ولكن الرجل رفض التراجع عن الاتفاق الإطاري وتمسك به لمصلحته الذاتية وليس نيابة عن قوى الحرية والتغيير. لذلك أفشل الكيزان ورشة الترتيبات الأمنية، وأمروا ضباطهم بالانسحاب من جلسة التوصيات بقاعة الصداقة في نهاية مارس هذا العام، ثم شرعوا في التحرش به. لقد فضَّ حميدتي تحالفه مع البرهان بعد أن استبان له أن البرهان مُرتَهَن بالكامل لدي الكيزان، لا يملك مخالفتهم. لذلك لم يكن أمامه سوى خيار واحد فقط، وهو التمسك بالاتفاق الإطاري، مما يضعه في صف الحرية والتغيير.
شروط القبول في المعية الكيزانية :
أدرك حميدتي الشروط المطلوبة منه بواسطة شريكه البرهان، وحاضنته السياسية التي تمثل الكيزان والكتلة الديمقراطية، ومجموعة أهل السودان التي اتخذت من الطيب الجد راعيا لها. هؤلاء يريدون الدعم السريع أن يظل كما كان، منذ أيام البشير وحتى انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر ٢٠٢١، كلب حراستهم الأمين، وهراوتهم الغليظة المرفوعة فوق رأس الشعب وخاصة شباب الثورة. فعندما كان يكيد معهم ضد الثورة، ويشاركهم في قمع الثوار، مثلما حدث في مجزرة الثامن من رمضان ٢٠١٩، وفي مجزرة القيادة العامة في نهاية ذات الشهر الفضيل “وقبايل العيد”، وعندما كان يتآمر معهم على حكومة حمدوك ويُمَوِّل لهم اعتصام الموز، ويوفر لهم لحوم الحاشي والمحاشي، ويغلق معهم الميناء، ويشاركهم في الانقلاب، كانوا يدافعون عنه، ويمدحونه، ويبررون جميع أفعاله. بل وحتى أخوات نسيبة، احتفلن به، وتغزلن فيه، وأَدِنَّ الحملات التي اعتبرنها تشوه صورته، وقلن عنه بالحرف إن “الكنداكات صرن آَمِِنَاتِ في خدورهن بفضله “.
وأكثر من ذلك فقد صبر الكيزان وعسكرهم على إذلاله لضباط الجيش العظام، وتمريغ كرامتهم في التراب عندما كان لازما غرزهم. فهم لم يقولوا “بغم” عندما جلد أفراد من قواته بعض ضباط الجيش الكبار بالسياط أمام جنودهم، وجردوا البعض الآخر من نجومهم و”دبابيرهم”، وسخروا منهم، واعتقلوهم وربطوهم بالحبال، وألقوا بهم في حديد السيارات الخلفي كالخراف، وذهبوا بهم إلى جهة غير معلومة. بل وأضافوا الملح على الجرح بإهانة المحكمة العسكرية التي شُكِّلَت لمحاسبتهم ورفضوا حتى المثول أمامها. صبر الكيزان وعسكرهم على كل ذلك الذل والهوان ونسوا شرف الجيش وكرامته وتغاضوا عنها، وهم الذين ما فتئوا يبررون تنكيلهم بالثوار بحجة استفزازهم للجيش. فلكأن إلقاء الثوار حجرا على أبوطيرة أو هتافهم “ العسكر للثكنات والجنجويد ينحل” أكثر استفزازا للجيش من جلد ضباطه في وضح النهار وعلى ملأ من الناس. إن هذه المفارقات العجيبة تثبت لنا المرة بعد الأخرى أن الكيزان يجسدون في مسالب البشر أكثرها خسة وانحطاطا، ألا وهي الاستقواء على العزل المسالمين، والازورار والخنوع أمام الأقوياء المسلحين.
أما عندما “حرن” حميدتي لأسباب تخصه، وأبى أن يظل كرباجا في أيدي البرهان والكيزان الى الأبد، وقرر مفارقة خطهم المتآمر على الثورة، وأعلن تأييده للاتفاق الإطاري وعدم رغبته في التراجع عنه، أصبح فجأة عقبة يجب أن تزاح عن الطريق.
الفرق بين أن تكون ود حلال أم ود حرام في نظر الكيزان
ولكننا لا نعجب عندما ندرك أن الثمن الأساسي لقبولهم الذلة والإهانة من حميدتي هو أن يبقى نصيرا لهم، يقمع لهم الشعب ويتآمر معهم على الثورة، ويرتكب معهم الجرائم، ويهين لهم الشباب في الشوارع. وما زالت الذاكرة حية بصور توقيف الشباب في الطرقات وإنزالهم من الحافلات وإجلاسهم على الأرض وحلق رؤوسهم بالسونكي.
إذن كان الشرط الأساسي لاستمرارية مشروعية حميدتي في نظر البرهان والكيزان، هو تآمره على ثورة الشعب وتنكيله بالثوار. فإذا حقق لهم هذا الشرط اعتبروه ابنا شرعيا حبلت به المؤسسة العسكرية بالحلال، في زواج اكتملت أركانه، وأُشهِرت وثيقة عقده أمام مئات العمائم والجلاليب البيضاء الناصعة المضمخة بالعطور الباريسية الفاخرة، من داخل المجلس الوطني. ثم حبلت به أمه وحملته في رحمها وهنا على وهن، حتى ولدته بشرا سويا اختارت له اسم “الدعم السريع”. وبطبيعة الحال لم يكن يشغل بال أحد من الكيزان وعسكرهم حكاية “الدمج السريع أو البطيء” لقواته في الجيش. أما الآن وقد شب الولد عن الطوق، وخرج عن الطوع، وقال للكيزان لا، تَحَوَّل على التو لابن سفاح يجب أن يُزَاح فورا، ويُدفَن بعيدا في الظلام، ليصبح نسيا منسيا.
أما عجيبة العجائب فهي أن يتوقع الكيزان منا، كشعب، أن نقبل سرديتيهم الإثنين معا حول الدعم السريع، أي نقبل الشيء ونقيضه، وأن ننتقل معهم من حال إلى حال وكأنهم هم السحرة، ونحن المسحورون. فلماذا يا ترى يتوقعون منا ذلك الأمر الذي يستحيل على كل من يحترم عقله؟ الإجابة ببساطة لأنهم يعتبروننا شعبا غبيا، “يُُصرفه المُُضَلِِّّل كيف شاء”. فنحن في ظنهم شعب من الأنعام يمكن سوقها للمسلخ وهي تتقافز لعبا. ويا له من ظن خائب. فالشعب الذي أطاح بكم في واحدة من أعظم الثورات في العالم المعاصر، شعبٍ عظيم، واع وحصيف. لا “يؤثر بهتانكم” فيه ولا “ينطلي زوركم” عليه.
الباقر العفيف
( ٨ )
اهم اخبار الصحف الصادرة صباح اليوم الاثنين ١١ سبتمبر
■ الخبر الرئيسي
الحرب على نهايتها
مسئول سابق بال (CIA)/ تطورات الحرب في السودان تمضي على نهايتها ..
■ الجيش
التمرد روج لاستهدافنا لمايو ولن نوجه نيراننا لشعبنا..
■ النيل الازرق
الجيش يحرر محطات حدودية بالنيل الأزرق من الحلو ..
■ عقوبات عبدالرحيم دقلو
مندوبة أمريكية / العقوبات على شقيق حميدتي هي البداية فقط.
■ تجمعات التمرد
الحيش / ضرباتنا تستهدف تجمعات التمرد وليس المواطنين ..
■ العدل والمساواة
حركة جبريل / التمرد يستفز قواتنا الموجودة بمنزل رئيس الحركة منذ ادانتنا لانتهاكاتهم..
■ الجزيرة
والي الجزيرة / الولاية آمنة وما يروج له المتمردين (فرفرة مذبوح) ..
■ منزل جبريل ابراهيم
قوة من التمرد تداهم منزل جبريل وتعتقل حراسه ..
■ امبدة الحارة الثالثة
شباب امبدة الحارة الثالثة يتبادلون اطلاق النار ضد المتمردين ويصدوهم عن الحارة ..
■ الشهيد العقيد شرطة جاسم عثمان
التمرد يغتال العقيد شرطة جاسم عثمان داخل منزل ابن عمه بامبده ..
■ الخارجية
لبس هناك ما يمنع تجديد جواز سفر طفلة طه عثمان وما حدث تاخيرا ليس مقصودا ..
■ الفاشر
منظمة مشاد / تدين هجوم التمرد على الفاشر ..
■ عبدالرحيم دقلو
اتحاد دارفور بالمملكة المتحدة يرحب بالعقوبات الامريكية على عبدالرحيم دقلو ..
■ جزيرة توتي
اهالي جزيرة توتي يبعثون برسالة للمجتمع الدولي / التمرد اتخذهم دروع بشرية ومنعهم من خروج اي شخص ..
■ شرق النيل
المتمردون بنهبون ويكسرون منزل الدكتور حسن علي عيسى القيادي بنادي الهلال بشرق النيل .
( ٩ )
سقوط فرضية مناصرة الجيش حفاظا على الدولة
رشا عوض
أتفهم تماما اختلاف زوايا النظر الى حرب الخامس عشر من أبريل بحكم تعقيداتها العصية على التبسيط والاختزال في ثنائيات حدية قاطعة، ولذلك نحتاج لحوار عقلاني حول الاختلافات ولا سيما بين الحادبين فعلا على المصلحة الوطنية.
برر كثير من المثقفين- من خارج دوائر الاسلام السياسي المعروفة – تأييدهم للجيش استنادا الى فرضية أنه حريص على الدولة الوطنية ويقاتل في سبيل بقائها الذي تهدده المليشيا التي يتناقض وجودها بنيويا مع كيان الدولة، وجميعهم اتفقوا على الخلل الهيكلي في الجيش وعدوانه على حقوق المواطنين وحرياتهم طيلة تاريخه، ولكنهم يراهنون على إمكانية إصلاحه بعد ان ينتصر على المليشيا انتصارا حاسما!.
الدكتور محمد جلال هاشم يوزع أوصاف الخيانة والغباء الايدولوجي والكيزانوفوفيا على كل من لم يصطف خلف الجيش الذي ما زال هو شخصيا يصفه بعدم الوطنية وفي ذات الوقت يفترض انه ضرورة وجودية للدولة الوطنية! .
الدكتور قصي همرور لخص موقفه الداعم للجيش في مقالة بعنوان “مشروعية المرافعة عن مؤسسات الدولة ومشروعية مساءلتها معا هذه الحرب نموذجا” وقد كان قصي في سياق المرافعة عن فكرة التغيير الجذري ساخرا من الحديث عن امكانية اصلاح الدولة لأن الدولة منهارة وما نشهده منها مجرد آثار لدولة لم تعد حاضرة! ولكن قصي لم يشرح لنا بالضبط ما الذي حدث بعد هذه الحرب ليغير موقفه العدمي من الدولة التي تحولت وعلى نحو مفاجئ من دولة منهارة تماما الى دولة تستحق ان يقاتل المواطنون في سبيل بقائها خلف ذات المؤسسة المعطوبة عطبا هيكليا (الجيش) وبقيادة ذات العقل السياسي المسؤول عن انهيارها!!
والسؤال إذا كانت لديك سيارة معطوبة تماما ولديك مشوار طويل والطريق وعر، فهل تبدأ بإصلاح السيارة اولا ام تركب السيارة التي تعلم عطبها وتقودها في الطريق الوعر باقصى سرعة الى وجهتك!! ماذا تتوقع إذا فعلت ذلك سوى حادث أليم او على الاقل عدم الوصول الى الوجهة المبتغاة!!
الدكتور عبد الله علي ابراهيم وعلى شاشة قناة الجزيرة جعل من مناصرة الجيش معيارا للانحياز للحداثة بصفته مؤسسة حداثية! علما بأن هذا الجيش كان أداة لوأد الديمقراطية لأكثر من نصف قرن! وبدون الديمقراطية وحقوق الإنسان تصبح الحداثة منزوعة الروح! .
الدكتور معتصم الأقرع برع وابدع في المعزوفة التي تطرب الكيزان وخلاصتها ان الامتناع عن تأييد الجيش ما هو إلا تأييد ضمني للمليشيا، وان من يربطون الحرب باجندة الكيزان مهاويس وعاجزين عن انتاج أي أفكار او مواقف منتجة وطنيا وتنحصر معارفهم في ترديد مساوئ التنظيم الاخواني، ولا ينسى الاقرع في أي نقاش نزع المشروعية السياسية بالكامل عن قوى الحرية والتغيير والاسراف في تحميلها مسؤلية الخراب الوطني! ..
يا إلهي! ما الذي دهى كل هؤلاء الدكاترة!!
فلو فهمنا تأييد الجيش على أساس المخاوف المشروعة جدا من سيطرة المليشيا، فمن الصعب جدا ان نفهم سبب التماهي مع خطاب الكيزان العدائي ضد القوى المدنية المناهضة للحرب وعدم تفهم مخاوفها المشروعة كذلك من دكتاتورية دموية كيزانية والاخطر تقسيم البلاد الذي يلوح في الأفق! ان كل المثقفين الذين أعلنوا تأييدهم للجيش زعموا ان هناك معركة مؤجلة من اجل الديمقراطية تنظرهم مع هذا الجيش فهل من الحصافة ان يخسروا حلفاءهم المستقبليين في معركة الديمقراطية؟ هل من اللائق ان يساهم المثقفون في وضع الاساس النظري لتجريم الرأي الاخر وتخوينه بالشكل الذي نراه الآن، وفي معركة صراع سلطة داخلي لا معركة تحرر وطني من غزو أجنبي ؟!
وقائع وحيثيات
كيف يكون معيار الوطنية هو الاصطفاف خلف الجيش الذي سيطر الكيزان على مفاصله القيادية واشتغلوا بصورة منهجية على تغيير شفرة تشغيله ليتحول من حارس لحدود الوطن ومدافع عن مصالحه العليا إلى حارس لحدود مصالح التنظيم، ومصنع لإنتاج المليشيات الموالية له، ومظلة سياسية تنمو تحتها المشاريع الانفصالية، وهناك حيثيات واضحة ووقائع حية تدلل على ذلك منها:
اولا: احتضان المؤسسة العسكرية والامنية للتنظيمات الانفصالية ودعمها ماديا والاستثمار فيها، أثناء حرب الجنوب تحالفت هذه المؤسسة مع الانفصاليين الجنوبيين وقوت شوكتهم لإضعاف جون قرنق الوحدوي، كما احتضنت منبر السلام العادل الذي من مؤسسيه ضباط جيش وامن واستخبارات لماذا؟ لان الكيزان يفضلون انفصال الجنوب على تغيير نظام الحكم في الخرطوم ! .
الصحيفة التي كان يبدأ بها منسوبو الجيش والشرطة والامن يومهم هي صحيفة الانتباهة الانفصالية!! .
ثانيا: بعد ان انفصل الجنوب تنعدم تماما مؤشرات التوبة من تقطيع اوصال الوطن بل زادت حدتها وخرج مؤسسوها الجدد من رحم الأجهزة الأمنية والعسكرية وعلى رأسهم الكارثة المسماة ” دولة البحر والنهر”، وقبل ذلك في بدايات حرب دارفور الم يسمح الجيش للجنجويد باستقدام قوات من خارج الحدود لقتال الحركات المسلحة ؟ الم يشرف ذات الجيش على توطين قادمين من خارج الحدود في اراضي سكان دارفور من القبائل المصنفة كحاضنة للتمرد حينها ، وكان شريكا في كل الأعمال التي مزقت النسيج الاجتماعي وجعلت مجموعات واسعة من السودانيين تكفر بالوحدة الوطنية؟ ألم تكن الفترة الأكثر شراسة في تاريخ الجنجويد (2003 – 2006 ) بقيادة موسى هلال وقد شهدت من فظائع المجازر الجماعية والاغتصاب واحراق القرى وتهجير سكانها، وكل ذلك كان تحت سمع وبصر بل وبمشاركة ومباركة الجيش الذي يعزف مناصروه الآن اسطوانة انتهاكات الجنجويد وكأنما تاريخ الانتهاكات في السودان بدأ في 15 أبريل ! لماذا لم نسمع صوتا ضد الجنجويد في سنوات حريق دارفور وفي سنوات قصف الانتنوف للمدنيين في جنوب كردفان من كتائب الظل الإعلامية الكيزانية التي أصبحت الآن بقدرة قادر تعتلي منصة الدفاع عن حقوق الإنسان بل وتتحدث عنها باستاذية! ومع من؟ مع الذين كان مقص الرقيب الأمني الكيزاني على الصحف ينزع مقالاتهم التي تدين جرائم الجنجويد! ويفتح ضدهم البلاغات تحت مواد إثارة الكراهية ضد الدولة ويغلق صحفهم!
الاستخفاف بالمصالح الوطنية العليا
ثالثا: من النماذج القريبة جدا لاستخفاف الجيش بالمصالح الوطنية العليا وتغليب الانحياز للكيزان أثناء الفترة الانتقالية ذلك التواطؤ المريب مع إغلاق ميناء بورتسودان والطريق القومي الناقل لصادرات وواردات البلاد باستخدام الناظر ترك ومن خلفه فلول المؤتمر الوطني، كما ظلت الاستخبارات العسكرية تحمي صناع الفتن القبلية في شرق السودان وتعبث باستقرار إقليم له أهمية استراتيجية قصوى للوطن لمجرد خدمة أجندة الكيزان في إفشال الفترة الانتقالية، بل ان حلفاء الجيش وصنائع الاستخبارات العسكرية كانوا يتحدثون بكل جرأة عن تقرير المصير في شرق السودان! والاستخبارات العسكرية التي تنشط في اعتقال شباب لجان المقاومة واعضاء الحرية والتغيير والصحفيين لمجرد انهم ضد السلطة الانقلابية لم نسمع بأنها اعتقلت رؤوس الفتنة المجاهرين بدعوات تقسيم الوطن أرضا وشعبا بل هي الراعي الرسمي لهم بالمال والسلاح والحماية! فهل هذا جيش السودان ام جيش الكيزان؟ وهل هذا جيش يمكن التعويل عليه في الحفاظ على الدولة الوطنية؟ اللهم الا اذا كانت وطنية نسبة الى “المؤتمر الوطني”! او هي جمهورية الأحجار الكريمة(حجر الطير وحجر العسل) على حد تعبير استاذنا الحاج وراق! لان معطيات الواقع الماثل أمامنا الان تشهد بأن ما يعرف بمثلث حمدي (دنقلا ، كوستي، سنار) احتلت قوات الدعم السريع مركز ثقله ممثلا في الخرطوم وبقية نقاط المثلث في مرمى النيران! الأمر الذي جعل الكيزان يتخذون من شرق السودان قاعدة لهم ومن بورسودان وليس مدني عاصمة يسعون لتشكيل حكومة فيها كخطوة في الطريق الى دولة البحر والنهر المتخيلة (مجرد خيال) لأن الراجح ان “البحر الأحمر” الذي تمر عبره عشر التجارة العالمية لا يمكن ان يحتمل وجود دولة اصولية حبلى بالمليشيات المتطرفة وستكون مرتعا للإرهاب الاسلاموي ، مثل هذه الدولة لو قامت فسوف تستدعي بقوة تدخلات عسكرية ضدها من دول الجوار الاقليمي! وكما هرب الكيزان من مثلث حمدي سوف يهربون من البحر الاحمر عائدين أدراجهم ليس الى المثلث بكامله بل الى جزء يسير منه! وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم! .
رابعا: أثناء هذه الحرب الدائرة لخمسة أشهر اتضح جليا ان الجيش غير قادر على حسمها عسكريا، وذلك لخلل بنيوي وهو الافتقار للعدد الكافي من المشاة، فيبدو ان الجيش كان يعتمد بشكل كبير على “الدعم السريع” في توفير الجنود المقاتلين على الارض، ولهذا السبب سقطت المواقع الاستراتيجية في الخرطوم الواحد تلو الاخر لعدم وجود قوات على الارض تعترضها وتعطل تقدمها وتحول دون وصولها الى اهدافها بنصب الكمائن والاستنزاف، واعتمد الجيش بشكل كامل على سلاح الطيران الذي لا يمكن ان يحسم الحرب وحده بدليل انه لم يوقف تقدم قوات الدعم السريع حتى الى داخل سلاح المدرعات والزخيرة ولم يوقف الهجوم المستمر على سلاح المهندسين، بالإضافة الى المواقع التي سقطت في زمن قياسي كالاحتياطي المركزي والتصنيع الحربي ومصفاة البترول واجزاء من القيادة العامة ومقار جهاز الامن وغير ذلك من المواقع.
استنادا الى الواقع الميداني والسياق السياسي تسقط تماما فرضية الحفاظ على الدولة الوطنية عبر الاصطفاف خلف الجيش في هذه الحرب حتى يتم دحر المليشيا عسكريا والقضاء عليها تماما، لأن الجيش كما تظهر الوقائع الشاخصة أمامنا غير قادر على ذلك من الناحية الفنية العسكرية، اما من الناحية السياسية فإن الخطاب المصاحب للحرب والمصنوع بواسطة الكيزان هو خطاب مدمر للوحدة الوطنية ومكرس للانقسام الإثني والجهوي، فعندما يتردد بمنتهى عدم المسؤولية ان “قوات الدعم السريع” كيان اجنبي وغازي للسودان ومنبت وطنيا ولا حاضنة اجتماعية له، وعلى هذا الاساس يجب طردها ليس من المواقع العسكرية الي تحتلها او من السلطة السياسية، بل يجب استئصالها من الوطن لان كل منسوبيها غير سودانيين ولا يشبهون اهل السودان ! ولهذا الهدف يجب ان يحمل المدنيون السلاح لحماية الشماليين من “الغرابة” ،مثل هذا الخطاب العنصري الأهوج سوف يدفع دفعا الى اصطفافات قبلية وجهوية خلف “الدعم السريع” لان الحقيقة الموضوعية المجردة هي ان هناك حاضنة اجتماعية سودانية له ممثلة في قبائل كبيرة في دارفور لن تقبل بنزع سودانيتها بهذه البساطة! مثل هذا الخطاب حتما سيوفر للدعم السريع خط امداد مفتوح بالمقاتلين، الأمر الذي سيقود الى حرب طويلة ستؤدي الى تقسيم البلاد، وللأسف لن يكون تقسيما بين السودانيين بل سيمد كل طامع يده لينهش له نصيبا من هذا الوطن الذي تحول الى مشروع غنيمة مستباحة لأن نخبه السياسية فشلت في صياغة معادلة عقلانية للتعايش المشترك في اطار دولة وطنية ديمقراطية.
الحفاظ على الدولة السودانية بحدودها الحالية يقتضي الإسراع في إيقاف هذه الحرب على أساس اتفاق سياسي يشتري بموجبه السودانيون بقاء دولتهم المهددة وجوديا لو طال أمد هذه الحرب.
رشا عوض ..
( ١٠ )
ترتيبات العودة، والتحديات الماثلة
“لا تبيعوا دياركم”
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وآله وصحبه، وبعد:
…
الوقفة الثانية: الحرب التي تتعرض لها بلادنا حرب شاملة، وسبق لي أن كتبت في هذا الشأن، وغيري كتب وتكلم، ومن ضمن جوانبها حرب الأرض ضمن ما يعرف بمخطط التغيير الديموغرافي، ويقوم على وسيلتين:
الأولى: القوة والقسر؛ بالترحيل والتهجير القسري.
والثانية: الخطة البديلة بالمكيدة والخدعة؛ عن طريق الشراء، والإغراء، أو توفير فرص عمل، وتأشيرات استقطاب من الدول الراعية للمشروع.
وكلا الوسيلتين تُمارَس على بلادنا.
وبهذا تعلم أرشدك الله أن ما حصل من اعتداء على البيوت في الخرطوم لم يكن صدفة، وإنما كان ضمن خطة مدروسة وممنهجة، وخلفها دول، وأنه جزء من الحرب؛ بغرض تحقيق ما يعرف بالتغيير الديموغرافي الذي تتعرض له الخرطوم، وبعض الولايات، وهو محاولة للتهجير بالقوة، ولو لم تنجح مساعي التهجير بالحرب والقسر، فالخطة البديلة هي تهجيرهم بالإفقار؛ ليضطروا إلى بيع بيوتهم بعد الحرب، ويرحلوا عن ديارهم طوعًا، وقد طُبّق منهج التغيير الديموغرافي قديمًا مع المسلمين في الأندلس، ومن نماذجه المعاصرة ما فعله الصهاينة في فلسطين في عام “48”، وما فعله الحوثيون في اليمن، وقبلهم الرافضة في العراق، والعلويون والرافضة في سوريا.
والخطة البديلة المشار إليها تتم عن طريق الشراء المغري، لتتحول الخرطوم والمدن المستهدفة إلى مُلّاك جدد؛ يتحقق بهم الهدف الخبيث.
وإذا انتهت الحرب سيظهر سماسرة العقارات، ويستغلون زهد الناس في بيوتهم في حالتها الراهنة، وحالة الخرطوم والمدن المنكوبة في السودان عمومًا مما يجعلهم يبيعونها بأسعار زهيدة، بل حتى لو بأسعار مغرية سيجدون من يشتري.
وإذا استجاب أهل الخرطوم على وجه الخصوص لذلك، سيكون التهجير والاستيطان قد تم بصورة ناعمة، بعد فشله بقوة السلاح، بل إن هذا أخطر؛ لأنهم إذا استطاعوا أن يشتروا سيصبحون أصحاب ملك بموجب عقود الشراء، ولا يستطيع أحد أن يزيحهم عن الخرطوم.
وهذه الحقيقة المرة والخطيرة تمنيت أن تصل إلى كل أحد من سكان الخرطوم والمدن المستهدفة وكل المهجرين في بقاع السودان.
الوقفة الثالثة: هل العودة للخرطوم سهلة إذا توقفت الحرب؟
والجواب للأسف: كلا، وألف لا.
وقد أجمل الدكتور ناجي الأسباب والعوامل التي تجعل العودة إلى الخرطوم في غاية الصعوبة أعيد ترتيبها وتلخيصها مع بعض الزيادات وصياغتها فيما يلي:
١. لأن عامة البيوت غير صالحة للسكنى: إما مهدمة، وإما فاقدة الأثاث، وإما مليئة بالجثث، أو القبور الجماعية، أو الروائح المنتنة، وربما بعض المواد المتفجرة.
٢. بروز مشكلة الإجارات، والخلاف الذي سيقع بين المُلاك والمستأجرين، وما يترتب عليه من ملاحقات قضائية.
وإن كنت أرى أن هذا سيكون من أخف الإشكالات التي ستواجه العائدين.
٣. شلل البنى التحتية من طرق، وشبكات مياه، وكهرباء، ومواصلات، والمرافق التعليمية، ونحوها، مما يجعل الحياة في الخرطوم قاسية ولو لأمد.
٤. فقدان مصادر الدخل ووسائل الكسب، بسبب نهب الأموال والممتلكات والأعيان التي كانت تمثل مصادر دخل؛ كسيارات الأجرة، وأدوات العمل، ورؤوس الأموال.
٥. فقدان وسائل الإنتاج، ومصادر توفير الاحتياجات من مصانع، وأسواق، وورش، ومراكز صناعية وتجارية وطبية وغيرها.
٦. انهيار كثير من المؤسسات الخدمية العامة، مثل: المستشفيات، وشركات الكهرباء والمياه، وغيرها من المصالح الحكومية، والمؤسسات العامة والخاصة.
٧. الحالة النفسية لما بعد الحرب، فقد اتفق الأطباء أن الحروب تخلف أمراضًا نفسية على مستويات مختلفة، مثل: الاكتئاب، والقلق، وتنامي دوافع الانتقام، والنفسية الإجرامية، وغير ذلك.
٨. السيولة الأمنية التي من أسبابها: خروج السجناء، وانتشار السلاح، وضعف البنى الشرطية، وكثرة اللصوص وعصابات الإجرام، وهذا من شأنه أن يضاعف المصيبة على العائدين ويهدد حياة بعضهم وما بقي من ممتلكاتهم.
٩. كراهية بعض سكان الخرطوم للإقامة فيها من بعد ما أصابهم القرح، وحلّ بهم الفقر والفزع.
١٠. هذا إذا لم يمتنع بعض المحتلين عن الخروج من البيوت استنادا لنفسية الأحقية الموهومة ويستغلون عبثهم بوثائق الأراضي.
تلك عشرة كاملة، وكلها عوامل تحول دون العودة إلى الخرطوم قبل وضع حلول مناسبة، واتخاذ تدابير عدة، وهي في ذات الوقت عوامل مساعدة لتحقيق الخطة البديلة؛ لأن هذه العوامل من شأنها أن تجعل الهجرة من الخرطوم هدفًا ورغبة للكثيرين، وتجعل مواطن الخرطوم يستجيب بسرعة للبيع والإغراء، ويقع في الفخ، وبهذا يتحقق هدف الغزاة والمتآمرين، وهكذا في غير الخرطوم من المدن التي تعرضت للتهجير.
( ١١ )
اغتيال عثمان عمليات..
خبر صحيح مية المية..
منصور الهادي
بعد…
عدت اتصالات قمت بها انا شخصيا تأكد لنا ومن أسرة(عثمان عمليات) أن الرجل تم اغتياله…
وهو الآن في الدار الآخرة….
عثمان عمليات..
من أبناء الفلاته من جهة الأم وبقاري حوازمي من جهة الأب…
يعتبر..
عثمان عمليات من القيادات الفذة في المنظومة العسكرية السودانية التي تم الحاقها بالدعم السريع بقرار من القيادة العامة للقوات المسلحة وقد جاء القرار قبل أن تعلن مليشيا الدعم السريع تمردها الأخير بسنوات ..
هذا وقد..
عرف عن عثمان عمليات أنه لم يكن متوافق مع قائد ثاني مليشيا الدعم السريع الإرهابية (عبدالرحيم دقلو) والذي وصل به الأمر لوضع عمليات تحت الرقابة الصارمة أثناء عمله في إدارة الدعم السريع مع وضع كاميرات وأجهزة تصنت حتي داخل سيارة (عثمان عمليات) إلى أن وصل الأمر الان بخبر يفيد ان عثمان عمليات كان تحت الإقامة الجبرية إلى لحظة اغتياله…
اغتيال عثمان..
عمليات يعني بأن المليشيا بدأت بحرق كل الملفات الخاصة بجرائمها… وستقوم بإغتيالات أخرى وحرق ملفات بشرية علها تخفي ما لحق بها من جرائم تتوقع تحقيقات دولية فيها خلال الأيام القادمة …
( منصور الهادي)
( ١٢ )
موازنات
الطيب المكابرابي
الاثنين 11سبتمبر2023
لم يبق إلا متسولي البصل واللصوص
أربعة أيام فقط وتنقضي خمسة شهور على قتال بين قواتنا المسلحة وبين همج استعانوا باجانب ودول لاقتلاعنا والسكن حيث كنا وبناء دولة بفهمهم السقيم…
قدر الله ان تدور الدائرة على من خان وان تذهب تلك القوة التي كان يستعرض بها البحر والنهر ادراج الرياح وإن تتبدل فارهات السيارات واحدثها الى دواب وبضع مواتر وسيارات منهوبة وإن يتبدل المقاتلون الذين ضحكوا من جندنا وقالوا أنهم بعيشون على البصل الى قطاع طرق هائمون على وجوههم يتسولون حتى البصل وملابس النساء …
ذهب كل شئ قليس هناك قيادة وقد هلك راس الفتنة وهرب اخوه وقتل كل من كانوا يسمونه إسما أو يضعونه ضمن الرتب العظام وابيدت القوة المكونة من اطفال يفع لايستطيع بعضهم حمل السلاح وقد جاؤوا به وهم يعلمون ذلك لينطلق السؤال..لماذا جئ بمثل هؤلاء؟
كل المعلومات المتوفرة لدى عامة الناس ان التمرد وجيشه قد ذهبا الى غير رجعة وإن العاصمة خالية من جنود المتمردين ولم يبق فيها سوى اللصوص والمرتزقة والنهابين .
من بقي من جند التمرد تحصنوا بغرف نوم النساء التي يخشون مغادرتها مخافة الموت الذي ينتظرهم عند الخروج ومخافة استنفارهم لهجوم غير ناجح على احد مقار الجيش فقط ليقال ان للمتمردين قوة تقاتل وتهاجم حتى الان…
ماتؤكده المعلومات ان العاصمة يتحكم فيها الان لصوص مسلحون يجوبون الطرقات بازياء عسكرية احيانا وبزي مدني كثيرا ويسطون على الناس والبيوت بغرض النهب والسرقة وربما ارتكاب موبغات…
هل تعجز الدولة اي دولة في العالم من القضاء على الحرامية واللصوص؟؟
هل يعجز الدولة اي دولة في العالم ان تنشر من القوات المشتركة ماتقضي به على من يروعون المواطنين وينهبون ويرتكبون كل فعل قبيح؟؟
لماذا لا تعلن الرئاسة عودة الشرطة بكل مكوناتها الى العمل وتسليحها ووضعها في الارتكازات والاستعانة بها في تنظيف البيوت والطرقات من اللصوص وقطاع الطرق في تكامل وتعاون تام مع القوات المسلحة والاجهزة الأمنية الاخرى؟
ليس صعبا ان تصدر القرارات ولا ان تتخذ الاجهزة الأمنية كافة من الخطط مابجعلها تنفذ مهمة تنظيف الخرطوم من اللصوص وبقايا جند المرتزقة الذين يرتجفون تحت بطاطين النساء…
ماننتظره ونريده الان صدور قرارات تعيد هيبة الدولة وتعيد الطمانينة للناس بعد ان انتهت معركة الجيش مع المتمردين وانتهت الى الابد أحلام مملكة ال دقلو واستيطان عرب الشنات في السودان …
ننتظر سيدي رئيس مجلس السيادة اجتماعا جامعا عاجلا تخرج منه قرارات تقول ان السلطة في السودان قادرة على اعادة كل شئ الى ماكان وافضل وإن كل اجهزة الدولة ستعمل دونما التفات لتهيئة ظروف العودة للمواطنين لتنطلق مسيرة الأعمار والتعمير من جديد ولتصبح الخرطوم اكثر جذبا مما كانت ولكنها عصية المنال على الاوباش وستظل مقبرة لكل من يريد بها سوءا….
وكان الله في عون الجميع ..
الطيب المكابرابي
( ١٣ )
الخزانة الامريكية (OFAC) تكشف ارصدة حسابات لاشخاص يتعاملون مع قوات الدعم السريع المتمردة.
كشف مكتب مراقبة الاصول الاجنبية التابع لوزارة الخزانة الامريكية (OFAC) ارصدة حسابات لاشخاص يتعاملون مع الفريق عبدالرحيم دقلو قائد ثاني قوات الدعم السريع وابرزهم الفريق طه عثمان الذي قدرت ثروته في البنوك الاماراتية بما يقارب ال 75 مليون دولار. وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية# بريان–اي— نيلسون التزام وزارة الخرانة بمحاسبة المتعاونين مع قوات الدعم السريع واعتبارهم جزء فعال ومحرك ومشارك في الانتهاكات الجسيمة والواسعة النطاق لحقوق الانسان في السودان ومن ضمنهم الفريق طه الذي مهد لهم التعامل مع مرتزقة#فاغنر الروسية ب# شرق–وسط افريقيا ومافيا تجار السلاح.
المرصد_السوداني
( ١٤ )
غير قابل للنفي .. ومن بيت الكلاوي
“القوني” يمنح “عبد الرحيم” الضربة القاضية.!
رشان اوشي
صراع طاحن يجري منذ الاختفاء القسري لقائد المليشيا حميتي، بين الأخوان غير الأشقاء “القوني” و”عبد الرحيم” حول الثروة والمال داخل مملكة دقلو المنهارة.
معلومات خطيرة تحصلنا عليها حول دور “القوني” والمخابرات الاماراتية في العقوبات الأمريكية التي فرضت على عبد الرحيم؛ حيث تعود تفاصيلها الى سيطرة “القوني” على جميع أصول آل دقلو في الإمارات، والتي تقدر بحوالي ( ٦ ) مليار دولار، هي عبارة عن ودائع مصرفية وسندات وأسهم، أصول ومنقولات، سبائك ذهب وعقارات.
عملت أسرة “دقلو” على مراكمتها واكتنازها وسرقتها من ثروات الشعب السوداني، لكن سيطرة “القوني” لم تروق ل “عبد الرحيم” الذي هرب من ميدان القتال تاركاً جنود الديمقراطية المغرر بهم من خلفه في الخرطوم، وذلك لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه .
لكن “القوني” أقنع القيادة الإماراتية بضرورة إبعاد “عبد الرحيم” بحجة رغبة قائد ثاني المليشيا في نقل أصول آل دقلو من الإمارات إلى عواصم أفريقيا، وقام “القوني” بالتنسيق مع مدير المخابرات “الشامسي” و مسؤول ملف السودان في المخابرات الإماراتية “قاضي ” بالتواصل مع المخابرات الأمريكية من أجل فرض عقوبات أمريكية على “عبد الرحيم” ؛ إستعانوا بمجموعات علاقات عامة في واشنطن، وبالفعل نجح “القوني” في إبعاد “عبد الرحيم”، الذي حاول توسيط خال “حميدتي” ، “صالح عيسى” والذي فشل في إثناء “القوني” وفي النهاية أصبح داعماً له، أما ابن عمهم والوزير السابق في نظام عمر البشير “عادل دقلو” استغل هذا الصراع المحتدم وقام بتهريب كميات كبيرة من الذهب المنهوب من بنك السودان إلى دولة مجاورة وعمل بنظرية : ” بيت أبوك كان اتشلع جر ليك منه عود”.
رشان أوشي
( ١٥ )
المكتب الصحفي للشرطة
أحد القادة الميدانيين بمليشيا الدعم السريع المحلولة في قبضة المباحث والتحقيقات الجنائية فرعية نهرالنيل
تمكنت إدارة المباحث والتحقيقات الجنائية فرعية نهرالنيل بعد الرصد والمتابعة الأمنية والتنسيق المحكم مع إستخبارات القوات المسلحة تمكنت من القبض على أحد القادة الميدانيين بمليشيا الدعم السريع المتمردة والذي كان ينشط هو وإبنه في نهب البنوك والمحال التجارية بأسواق مدينة الخرطوم بحري .
وجرت عملية القبض على المذكور بكمين أمني ناجح في منطقة المقرن بعطبرة ويجري حاليا التحري معه في الجوانب الجنائية ومن ثم تسليمه لإستخبارات القوات المسلحة
من جانبه أشاد سعادة اللواء شرطة حقوقي /سلمان محمد الطيب مدير شرطة ولاية نهرالنيل بالقوة التي تابعت ونفذت عملية القبض على المتمرد المذكور في إطار التنسيق عالي المستوى بين كافة الأجهزة الأمنية مجددا تأكيده على ان ولاية نهرالنيل ستظل عصية على المتفلتين والمجرمين .
نواصل بإذن الله تعالى
محمد الطيب عابدين
بري أيقونة الخرطوم
الإثنين ١١أغسطس ٢٠٢٣م
التعليقات مغلقة.