بقلم. الأستاذ .جمال الدين رمضان المحامي .( متي تضع هذه الحرب اوزارها ( 2) .
بسم الله الرحمن الرحيم .
رؤية في الوضع السياسي الراهن بالسودان .
بقلم. الأستاذ .جمال الدين رمضان المحامي .
( ثورة 19ديسمبر بين التطلعات والتحديات ( 637) .
( متي تضع هذه الحرب اوزارها ( 2) .
لا حديث يعلو فوق صوت المعركة التي دخلت شهرها السادس وحيث مازالت تتفاعل بقوة لتسيطر علي سماء المشهد السياسي السوداني وبامتياز .
يخطي من يظن ومن يختزل هذه الحرب بين الأطراف المتحاربة الان .
هذه الحرب تاتي في اطار تنفيذ اجندات اقليمية ودولية يقوم بتنفيذها اطراف محلية بوعي أو غير وعي في تنفيذ تلك الاجندة وهي تاتي في اطار تنفيذ نظرية الشرق الاوسط الجديد .
السؤال الذي يفرض نفسه بقوة في هذا السياق هو : ماهي العوامل والمصوغات الموضوعية التي ساهمت في انتاج وتمدد الحروب الداخلية بالبلاد خلال الفترة السابقة ؟!
هذه العوامل تتمثل في الاتي :
1/ التنوع والتعدد القبلي والعشائري بالسودان خلق حاله من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي خلال الحقبة الماضية خاصة في اقاليم غرب البلاد .
2/ عدم انتهاج سياسة التنمية المتساوية لكل اقاليم البلاد من قبل الحكومات التي تعاقبت علي حكم البلاد بعد تحقيق الاستقلال وجلاء المستعمر عن البلاد .
3/ عدم وجود مشروع وطني تلتف حوله كل المكونات السياسية السودانية والمدنية وحتي يكون بمثابة خارطة طريق لما يجب ان يتم انجازه في الفترة القادمة .
من الاثار المدمرة بهذه الحرب التي تدور الان انها عملت علي تمزيق النسيج الاجتماعي السوداني وبصورة غير مسبوقة كما انها خلفت حالة من الاستقطاب الحاد بين كل المكونات السياسية وكذلك بين ننظمات المجتمع المدني الفاعلة في المجال الإنساني.
للاسف حالت الاستقطاب الحاد هذه قد عملت علي تعميق الازمة السياسية الدائرة الان بين الأطراف المتحاربة حيث انقسم الراي السوداني كله وحيث توزع بين فريقين :
1/ فريق يدعم ويساند استمرار هذه الحرب التي دخلت شهرها السادس وذلك حتي يتم القضاء وبشكل نهائي علي كل قوات الدعم السرييع المتواجدون بالعاصمة الخرطوم حيث يدعم انصار النظام السابق هذا الاتجاه ومعهم بعض المكونات التي تشايعهم في هذا الراي .
2/ فريق ثاني حيث يمثل الغالبية العظمي من المكونات السياسية والمدنية وخاصة الاغلبية الصامتة من المهمشبن واصحاب المهن الهامشية الذين تضرروا من استمرار هذه الحرب وهي التي تطالب يوقف الحرب واجراء مفاوضات جادة بين الأطراف المتحاربة تفضي لتحقيق الامن والاستقرار في كل ربوع البلاد .
متي تضع هذه الحرب اوزارها ؟!
سؤال من الصعب ان تجد له اجابةحاضرة في الوقت الراهن لأن لا احد يملك أو يتكهن بموعد وتاريخ انتهاء هذه الحرب الاعلام الغيوب .
وفي المجمل فان الراي العام السوداني وكذلك الحال الراي العام الدولي ينتظر وعلي آحر من الجمر زيارة البرهان اليوم الي مدنية جدة لأن كل امال واشواق السودانيين حاضرة في اجندة هذه الزيارة وذلك حتي يحدث اختراق حقيقي في هذا الملف الشائك وحتي يضع نهاية لا استدال الستار علي هذه الحرب .
فهل تحقق عروس البحر الاحمر مدينة جدة أشواق وتطلعات السودانيين يوقف هذه الحرب ؟!
ننتظر !!.
التعليقات مغلقة.