للحقيقة وجه أخر خديجة الرحيمة تكتب.. التعليم إلى مثواه الاخير فلماذا الاستئناف؟
للحقيقة وجه أخر
خديجة الرحيمة تكتب.. التعليم إلى مثواه الاخير فلماذا الاستئناف؟
(1)
وجه مجلس الوزراء السوداني بفتح الجامعات واستئناف الدراسة في جميع المدارس بالولايات الآمنة
وبحسب توجيهات وزير مجلس الوزراء فإن القرار حدد نهاية أكتوبر اقصي موعد لاستئناف الدراسة
وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان خلال زيارته الأخيرة لعدد من الولايات قد وجه باسئناف الدراسة وفتح الجامعات في الولايات الآمنة
وفي فبراير الماضي طالبت لجنة المعلمين وزارة التربية والتعليم بتمديد او تجميد العام الدراسي بسبب الاضطرابات المتكررة وحذرت اللجنة من إنهيار العام الدراسي
اما في ديسمبر فقد أعلنت اللجنة عن إضراب شامل وإغلاق لكل المدارس بالعاصمة والولايات مطالبين برفع الحد الأدنى للأجور
وتسبب ذلك في إستياء كبير وسط الطلاب وأولياء الامور
فلا شك أن العبث بالتعليم خاصة خلال الأربعة أعوام الماضية أصبح مهددا خطيرا مما تسبب في تشيع العام الدراسي إلى مثواه قبل الأخير والان وصل إلى مثواه الاخير
الكاتب المجلس أصبح هاجسا لعدد كبير من الطلاب بجانب التوزيع الجغرافي للمدارس وهناك عدد مهول من المدارس لم يصلها الكتاب المدرسي نهائيا ومشاكل كثيرة يعلمها الجميع
ومن المتوقع الا يكون هناك إمتحان للشهادة الثانوية لا في هذا العام ولا حتى العام المقبل نتيجة لتعرض وزارات التعليم للدمار الشامل
(2)
وفيما يتعلق بالجامعات فالوضع أسوأ بكثير من المدارس فمنذ سقوط نظام البشير انهار التعليم بصورة كبيرة فتراكمت الدفعات في كثير من الجامعات الخاصة الحكومية بعد اندلاع ثورة ديسمبر ثم جائحة كورونا التي أثرت على العالم والسودان ليس بمعزل عن دول العالم ثم استمرار التظاهرات حتى اندلاع الحرب اللعينة التي أعادت السودان إلى العصر الحجري
الجامعات الخاص استمرت الى حد ما اما الحكومي فكادات أن تصل لمرحلة الإغلاق بعد أن اضرب أساتذة جامعة والخرطوم والنيلين وجامعات اخرى
وأصبح من المستحيل أن يمر أسبوع دون أن تواجه الجامعات مشكلة
اما زيادة الرسوم الجامعية خلال العاميين الماضيين ووصلها لملايين الجنيهات جعل كثير من الطلاب يتراجعون عن مواصلة الدراسة في السودان فهناك من هاجر إلى مصر وتركيا بحثا عن وضع أفضل وهناك من باع كل ما يملك من أجل دفع الرسوم اما آخرون فقد تركوا الدراسة نهائيا ولجأ إلى العمل في الاسواق
حيث شهد العام الماضي هجرة غير مسبوقة للطلاب السودانيين خاصة إلى مصر نسبة لإنخفاض التكلفة هناك
وكادت أن تكون الجامعات السودانية شبه فارغة لولا بعض أصحاب الدخل الممتاز والوافدين
كل الدول تهتم بأمر التعليم وفي بلادي يضعون ميزانية كبيرة لاشياء اخرى وغير مهمة ولا عزاء للتعليم
(3)
عندما كانت الاوضاع مستقرة في السودان لم تستقر المدارس ولا الجامعات فهل يمكن أن تستمر في هذا الوضع المعقد ما الذي تريده الدولة في هذا التوقيت غير المناسب ونحن في مرحلة أشبه بلا دولة وهل تمت دراسة هذا القرار قبل اصداره وهل خضع لمراجعة دقيقة
ألم يتساءل المسؤولين عن ذلك عن أين هؤلاء الطلاب الذين يردون تدريسهم وهم يعلمون تماما بأن الملايين منهم لجأ والالاف نزحو وتشرود واخرون توفاهم الله وحتى الذين هم في ولايات أمنة ليس لديهم استعداد للدراسة في ظل الوضع الطاحن مع انه لا توجد ولاية آمنة الان ولم ينجو من الحرب الا القليل تصر الجهات المسؤولة على استئناف الدراسة وزارات التعليم العالي تدمرت بالكامل وكل الجامعات بالخرطوم كذلك فلماذا الاستئناف ومعظم الطلاب السودانيين يدرسون بالخرطوم والقلة القليلة بالولايات
كما أن الفارين من الحرب في الخرطوم يتخذون المدارس والداخليات والجامعات في الولايات الشبه أمنة مراكز إيواء بعد أن تقطعت بهم السبل ولم يجدوا مأوى غيرها والحكومة لم تقوم بعمل معسكرات لهم فأين سيذهب هؤلاء بعد افتتاح المدارس والجامعات كل هذه الأسئلة تحتاج لإجابات واضحة من الجهات التي اتخذت القرار واقول لهم اذا لم تتراجعوا عن هذا القرار فعودوا أنتم إلى المدارس والجامعات وعيدوا دراستكم مجدداََ
“قرار غبي وغير موفق في وقت غير مناسب”
التعليقات مغلقة.