الايام نيوز
الايام نيوز

بالمنطق البسيط بقلم إبراهيم عثمان

بالمنطق البسيط
إبراهيم عثمان
▪️ من يضخمون سيطرة المتمردين ( كذباً )، ويزعمون، مع إبراهيم الميرغني، بأن ( الحرب مشتعلة في أكثر من نصف السودان )، ويوحون بأن هذا النصف المزعوم هو مناطق سيطرة للمتمردين، لا شك أنهم سيسعدون بتوسع سيطرتهم ( فعلاً ) بنقلهم الحرب إلى مناطق جديدة وبغلبتهم فيها، فهذا هو الامتداد الطبيعي للتضخيم، بل هو الأكثر صدقاً ونقاءً وخلواً من التقية والتغبيش !
▪️ومن يجمعون بين تضخيم سيطرة المتمردين، والتهوين من الإجرام في احتلالهم للمنازل والمرافق، وهو أساس السيطرة في العاصمة، من يصل تدجيلهم إلى هذا الحد يستحقون عن جدارة الوصف بجنجويد المدنية انتهازيي الحرب الراغبين في الإستثمار في أسوأ ما فيها بعد تجميل ساذج يفضح أكثر مما يغطي !
▪️ من يسندون موقفهم الرافض لتشكيل حكومة مستقلين بسيطرة المتمردين وتهديدهم بالتقسيم لا يستطيعون نفي استثمارهم في الحرب وفي السيطرة، ولا نفي منحهم المتمردين شرعية التهديد والابتزاز، ولا نفي استقوائهم بهذه “الشرعية”، ولا رغبتهم في جدية التهديد، وفي بتنفيذه إن شُكِّلَت الحكومة، وهذا لا يحتاج إثباته إلى تفتيش ضمائر ومحاكمة نوايا بل فقط إلى تفتيش المواقف المعلنة ومحاكمتها بقانونهم واعتماد مرافعاتهم !
▪️ ومن يحاولون الجمع بين إقناع الجلادين باستمرار تحالفهم معهم، وإقناع الضحايا بالتضامن الحقيقي معهم يحرثون في البحر . فالهوة بين الجلادين والضحايا كبيرة إلى درجة لا تسمح بإرضائهما معاً بذات المواقف، ولا بتخصيص مواقف خاصة لكل طرف ترضيه ولا تغضب الآخر، وإجتهاد حلفاء المتمردين لكسر عنق هذه البديهية لم يثمر شيئاً سوى إثبات صحتها، فقد عجزوا عن اختراع هذه المواقف السحرية واختاروا منافقة الضحايا بمواقفهم الرخوة ومناصرة الجلادين بمواقفهم الصلبة !
▪️ومن يهونون من إجرام المتمردين، ويحولون مظالم الضحايا إلى هامش لا تشمله المواقف الصلبة طبيعي أن يرفضوا، مع جعفر حسن، تصنيف المتمردين كجماعة إرهابية، وطبيعي أن تكون حجتهم في سذاجة وعدم صدق حجته، فهذا هو اللازم المنطقي للتهوين وعدم جدية الإدانات !
▪️ من قالوا، مع خالد سلك، إنهم يرفضون انتصار ( أي طرف )، وفرضه لـ ( ميزان قوى عسكري جديد )، و( فرض شروطه)، وزعموا بأن مطالبتهم بإبقاء المتمردين كقوى عسكرية ( وازنة ) هي موقف حيادي، سرعان ما فضحوا زيف هذا الموقف “الحيادي”، على علاته، ذلك حين دعموا مطلب المتمردين بـ ( تأسيس وبناء جيش جديد )، وكأن ( ميزان القوى العسكري ) قد تغير لصالحهم وكأنهم قد ( انتصروا ) واستطاعوا ( فرض شروطهم ) !
▪️ من يكذبون، مع محمد الفكي، ويزعمون بأن ( الحرب قد صنعت واقعاً جديداً، وحطمت المنظومة الأمنية بصورة واضحة )، ويعلنون معه بأنهم الآن – بعد التحطيم – لا يقولون بدمج الدعم السريع في الجيش بل بإعادة بناء كاملة للجيش، أي ذات موقفه بخصوص ( حل الجهاز القضائي كاملاً لعدم قابليته للإصلاح )، من كان هذا زعمهم وتخطيطهم لا شك أنهم سيسعدون إن حدث هذا الواقع الجدبد وهذا التحطيم، وهذا الإفلات من الدمج فعلاً لا زعماً، فهذا هو الاتجاه الأصلي لبوصلتهم !
▪️في محاولة منه للإيحاء بحيادهم المؤقت بخصوص التدخل العسكري الأجنبي قال جعفر حسن لمذيعة الجزيرة ( نحن لم نقرر بعد القبول بالتدخل العسكري الأجنبي، لكن لا تنقلي عني أنني قلت إننا نرفضه )، لكن الحقيقة أنهم أول من طلبوا هذا التدخل عن طريق اللواء برمة ناصر، وأنهم رحبوا بالتدخل عندما طُرِح في اجتماع الايقاد بأديس أبابا، وأنهم الآن – إذ يتركون الباب موارباً – إنما يفعلون ذلك للترحيب به إذا طُرِح مرة أخرى، وما تعليقهم لترحيبهم إلا نتيجة طبيعية لتعليق خطط التدخل، ولتجنب الفضيحة المجانية التي لا يقابلها مكسب .
▪️ لن يقنعوا أحداً بحيادهم، ولا بمناهضتهم الحقيقية للحرب ولجرائمها، ولا بعدم عملهم بهمة مع المتمردين لتحقيق معظم ما كن سيحققه الانقلاب حال نجاحه، لن يقنعوا أحداً هؤلاء الذين تتطابق مواقفهم الأساسية مع مواقف المتمردين، ويجعلون هدفهم الرئيسي وعنوان نشاطهم هو نقل المتمردين مباشرة، بعد تفاوض سريع، من ممارسة الإجرام إلى اختيار الحكام، ومن توزيع “الغنائم” إلى توزيع المناصب !
▪️ ومن كان هذا هو حالهم، مع وجود صور أخرى لدعمهم لحرب المتمردين واستثمارهم فيها، طبيعي أن يُنظَر إليهم كمتمردين أشد خبثاً ومكراً من المتمردين، وطبيعي أن يصادق المتمردون – عبر كل مواقفهم – على هذه النظرة، وطبيعي أن تكون تسميتهم لأنفسهم بـ ( القوى المناهضة للحرب ) واحدة من أكبر نكات الحرب .

التعليقات مغلقة.