الايام نيوز
الايام نيوز

أسوأ من محتلي المنازل. بقلم إبراهيم عثمان

أسوأ من محتلي المنازل
إبراهيم عثمان
د. النور حمد : ( يقولوا ليك الدعم السريع يطلع من البيوت، هو احتلاها يطلع ليك منها كيف ؟ ما بطلع إلا بتفاوض، ما حيطلع ليك، في زول احتل في معركة محلة طلع منها ساكت لأنك إنت قلت ليه أطلع ؟ بطلع لما إنت تكون عندك قوة تخليه يطلع، ومن الناحية العملية إنت ما عندك، الأحياء دي كلها قاعدين فيها ناس الدعم السريع، لذلك دا تفكير ما موزون )

إذا حاولنا استخدام أعلى درجات حسن الظن، وقلنا إن د. النور حمد بهذا القول لا يدافع عن احتلال المنازل والتدرع بالمدنيين ستقف أمامنا عدة ملاحظات تقدم أعلى درجات الإثبات للعكس :

▪️لم يطلق أي حكم قيمة سلبي على جريمة احتلال المنازل، وتعامل معها وكأنها من الأعمال العادية المشروعة في الحروب .
▪️لم يستخدم أي تسمية تجريمية لمحتلي المنازل، ولم يضع مقابل وصفه للجيش بالضعف وصفاً للمتمردين بالقوة الغاشمة المؤذية للمدنيين .
▪️فسَّر بطء الجيش في إخراجهم من المنازل بضعفه لا بحرصه على سلامة المواطنين، والغريب في الأمر أن جماعته في قحت المركزي يهاجمون الجيش عندما يتقدم لتحرير المنازل، ويتهمونه، تماماً كالمتمردين، بقصف المدنيين، أي يتهمونه بالضعف إن تباطأ وبالإجرام إن تقدَّم !
▪️ ماهى بين الجيش، الذي لا يخفي كراهيته له، والمواطنين، وخاطب المواطنين ( بغبينته ) على الجيش، وكأن البيوت بيوت الجيش، وكأن المطالبة بإخلائها هي مطالبة الجيش وحده !
▪️تجاهل عامداً أن التفاوض قد حدث فعلاً وأن الاتفاق على الإخلاء قد حدث، ولم يدن عدم التنفيذ، بل اعتبره أمر بديهي لا يُدان المتمردون عليه، بل يُلام أصحاب ( التفكير غير الموزون ) الذين يعترضون على بداهته ويطالبون بالإخلاء !
▪️لم يصدر أي حكم قيمة سلبي على رغبة المتمردين في تفاوض ( آخر ) لا يخرجهم منها كالأول ( مجاناً ) بمقتضيات القانون الدولي الإنساني بل بمقابل، واستخدم ( علمه ) و( منطقه ) ليقول إن إخراج المتمردين من المنازل لن يحدث إلا ( بالقوة ) وهذه حسب زعمه غير متوفرة، أو ( التفاوض ) الذي يعطيهم المقابل وهذا متاح، بل هو الحل الذي يعتبره إلزامياً ويدافع عنه!
▪️رغم أن المتمردين، لا الحزب الجمهوري ولا جماعة المركزي، هم منفذو جريمة إحتلال المنازل، لكنهم، نظرياً، أكثر أخلاقيةً من د. النور حمد وبعض القحاطة، على الأقل هم يقرون ، أمام الناس، بأن احتلال المنازل جريمة مدانة ويحاولون إلصاقها بأعدائهم، بينما يتفنن القحاطة في طرق الدفاع عنها، وفي طرق إثبات شرعية استخدامها في التفاوض لتحقيق المكاسب !
▪️ ختاماً : من مصلحة القحاطة أن يصمتوا ، على الأقل في هذه الفترة، فهم – كما ثبت تماماً – لا يستطيعون أن يتحدثوا إلا بحديث يصب – في مجمله وفي غايته النهائية – في خدمة تزيين التمرد وتسويقه والتهوين من إجرامه وخدمة أهدافه، والحقيقة أن إجرام المتمردين أكبر من أن يُجمَّل أو يهوَّن منه، اللهم إلا إن كانوا يظنون أن ( اشتراكهم) معهم فيه ( بالأقوال ) سيهوِّن منه ويوزع المسؤولية ويخفف الحكم عليه من جمهورهم فقط، وأن هذا مكسب يستحق هذا العناء !

التعليقات مغلقة.