بقلم . الأستاذ. جمال الدين رمضان المحامي .( هل ضاعت المعضلة السودانية وسط الزحام ؟! )
بسم الله الرحمن الرحيم .
رؤية في الوضع السياسي الراهن بالسودان .
بقلم . الأستاذ. جمال الدين رمضان المحامي .
( ثورة 19 ديسمبر بين التطلعات والتحديات ( 653) .
( هل ضاعت المعضلة السودانية وسط الزحام ؟! ) .
في اي سياق يمكن قراءة تداعيات المشهد السياسي الراهن بالبلاد ؟! وذلك في ظل اختفاء اخبار تداعيات الازمة السودانية الراهنة من خارطة نشرات الأخبار التي تبثها القنوات الفضائية العالمية والعربية علي حد سواء حيث ظل الراي العام السوداني يستمد معلوماته عن اخبار البلاد عبر هذه القنوات والتي كان لها القدح المعلي في تمليك الراي العام السوداني بكل الحقائق التي تدور في البلاد وعلي نحو يعلمه الجميع .
جاءت أحداث عزة لتسحب البساط وبشكل كامل عن صدارة اخبار السودان التي كانت تتسيد صدارة نشرات الأخبار في القنوات الفضائية ( قناة الجزيرة وقناة الحدث والعربية والببسي نمؤذجا ) .
قطاعات مقدرة من السودانيين لا يعرفون وعلي وجه الدفة ماذا يجري في بلادهم خلال الأيام القليلة الماضية . لا احد يعلم علي وجه الدقة اين يقيم رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ؟! هل هو في مدينة بورتسودان ام هو يقيم الان في ولاية نهر النيل ام هو في الصين . …ألخ .
الموقف الميداني لتداعيات الحرب التي تدور لا احد يعلم عنها شيء خلال الأيام القليلة الماضية . العملية السياسية المصاحبة بملف الازمة السودانية وخاصة مفاوضات جدة هي الاخري قد تجمدت اخبارها . اخبار القوي السياسية السودانية وبكل مسمياتها ( مركزية الحرية والتغيير والكتلة الديمقراطية نمؤذا ) هي الاخري لا احد يعرف عنها شيء في الوقت الراهن .
وفي المجمل فان اخبار السودان كادت ان تضييع وسط اخبار عالمبة أخري اكثر سخونة في الوقت الراهن من اخبار البلاد .
لقد سبق ان حزرنا وعبر هذه المساحة بضرورة وحتمية الوفاق الوطني الذي يجب ان يسود بين المكونات السياسية السودانية وذلك بغرض تجنيب بلادنا المحن والمخاطر التي تتعرض لها الان .
يجب الاعتماد علي انفسنا كقوي سياسية سودانية في صيانة القرار الوطني الذي يمس السيادة الوطنية . وحيث يلقي بظلال سالبة علي كافة مسارات الحياة بالبلاد .
من المؤسف ان تستمر حالة الاستقطاب الحاد التي مازالت تتسع حلقاتها في المشهد السياسي السوداني .
نحن في هذه المساحة يجب ان نمارس مايسمي بنقد الذات كقوي سياسية سودانية وكقوي مدنية ماذا انجزنا خلال الفترة الماضية والممتدة منذ استقلال السودان وحتي كتابة هذه السطور ؟! وما هي خارطة الطريق التي يراد تنفيذها في المرحلة القادمة ؟! وهل كتب علي الاسلاميين الذي حكموا البلاد علي مدار ثلاث عقود خلت ان يكونوا خارج العملية السياسية ؟! ام يحق لهم كقوي سياسية المشاركة في الحياة السياسية ؟! وفي المجمل ماهي خارطة الطريق التي يمكن ان تخرج بلادنا من دائرة النفق المظلم الذي تعيش فيه الان ؟! .
نعم لا يستقيم الظل والعود اعوج فاذا اردنا لبلادنا ان تنهض من تحت الركام وتجد لها موطيء قدم مع الدول التي تطورت وشبت علي الطوق فلابد من ايجاد اجابات موضوعية لكل الاسئلة المطروحة إعلاه . لا انها تجسد وتلخص المعضلة السودانية في ابسط وادق صورها .
نعم اخبار السودان يجب ان تعود لتسيطر علي واجهة الاحداث في المشهد الاقليمي والدولي ولكن في شكل ايجابي يدخل البهجة والسرور لدي الجمييع علي المستوي المحلي والاقليمي والعالمي . بعد ان يتم الاعلان عن الاتفاق النهائي الذي ينهي حالة الاحتراب والخصومة المميتة .
هل يمكن ان تتحقق هذه الرؤية ام تظل نظرية ان السودانيين اتفقوا علي ان لا بتفقوا هي التي تتسيد المشهد ؟! ننتظر !!.
التعليقات مغلقة.