الحركة الإسلامية…. تضحيات المسير… وبشريات العبور ……….(١) بقلم أ. د عبدالاله عبداللطيف محمد المحامي وأستاذ القانون العام
الحركة الإسلامية…. تضحيات المسير… وبشريات العبور ……….(١)
الحركة الإسلامية منذ نشأتها الأولى كانت تعلم وعورة الطريق، وبعد الشقة ومخاطر المسير، وثقل التبعة ووخز شوك الأعداء، وشدة المحنة وهوجات الرياح، وحبائل المبغضين ودسائس الماكرين وإفك المدلسين… كانت تدرك في بدايات التأسيس أنها حركة تغيير شاملة للمسلم الفرد والمجتمع والدولة…. كانت تفهم في عتباتها الأولى أنها ذات فلسفة كلية وأهداف وغايات كبرى، تتصادم مع أوضاع إجتماعية عمل في تغذيتها وتوطينها الإستعمار لعقود من الزمان…. كانت الحركة وهي تبذر بذرتها الأولى في البلاد ملمة بمحيطها السياسي المناهض لمفهوم الدين الشامل لكل شعب الحياة…. علم المؤسسون للحركة أنهم غرباء زمانهم وخصماء أعرافه البالية وتقاليده المائلة ومنكراته السائدة ، ومناهضون لمناهج أحكامه وسياسة حكامه، وأيقنوا أن مواجهات فكرية وسجالات حامية ومناظرات حتمية سوف يقودها أهل الباطل بكل طوائفه وواجهاته الظاهرة والباطنة لبتر الفكرة في مهدها أو إثارة المطاعن فيهم، واختلاق الشبهات في المنهج وأسسه ومبادئه…. فطن دعاة الحركة أن التجديد في الوسائل ومسالك العمل سائغ _ بل إنه واجب _ في الدين ما داموا خاضعين لأصول الشرع وكليات القواعد والمصالح الخمس وضوابط الاستنباط والاجتهاد… أيقنوا أن المنازلة للباطل في النقابات والاتحادات ومنظمات المجتمع المدني والهيئات المعنية بحقوق الإنسان وشعب الحياة المستجدة الأخرى توجب هذا التجديد وتفرضه حتى لا يؤتى الشرع من قبلها ووجوهها المتجددة وشعابها المستحدثة…. أدرك القادة السابقون في الحركة أن الدعوة لما بدأت في مكة المكرمة حاربها المشركون من أهلها أشد المحاربة وقاوموها أشد المقاومة ، وأنها لما توسعت وقوى عودها تجمعت ضدها أحزاب الجاهلية من المشركين ويهود المدينة المنورة، ولما تجاوزها الحق وغدا مهددا للوثنية الفارسية وسلطانها وثالوثية الروم وطغيانها ناصبوه العداء، ونازلوه في معارك ضارية خاضعها الصحابة رضي الله عنهم بكل قوة وشجاعة وبسالة دفاعا عن الشرع الحق والدين الحنيف الخاتم…. لذا تهيأ القادة الأوائل للنوازل المتوقعة، والمكائد العظيمة، والحيل الجسيمة مع الأحزاب والطوائف والحكومات القادمة وما وراءها من دول الغرب والشرق …. فإنهم وأجرهم على الله تعالى تسلحوا بالعلم الشرعي، والمعارف الدنيوية وأحكموا الرباط بينهما، وأسدلوا الستار على التناقض أو التنافر بينهما بالحجاح والبينات، وتملكوا أساليب المناظرة وخبروا مساربها، وأدركوا سنن المدافعة وحتميتها تصديقا لقوله تعالى ( فهزموهم بإذن الله وقتل داوود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين) (البقرة آية ٢٥١ ) وقوله تعالى (الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز) (الحج آية ٤٠) ثم إنهم اقتحموا كل ساحة بقوة امتثالا لقول الله تعالى (قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين) ( المائدة آية ٢٣) ونازلوا كل باطل ليبطلوه ويسقطوه وناصروا كل حق ليحقوه ويعزوه، تحقيقا لقول الحق جل وعلا (ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون (الأنفال آية ٨) …… يتبع إن شاء الله تعالى
أ. دعبدالاله عبداللطيف محمد المحامي وأستاذ القانون العام ٢٠٢٣/١٠/٣١م
التعليقات مغلقة.