للحديث بقية عبد الخالق بادى إلى متى تستمر إبادة الفلسطينيين ؟
للحديث بقية
عبد الخالق بادى
إلى متى تستمر إبادة الفلسطينيين ؟
مؤخراً وبعد مرور حوالى شهر على بدء إبادة الشعب الفلسطينى فى غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بدأت بعض الدول تحس بندمها على دعمها و سكوتها على جرائم الصهاينة بحق الفلسطينيين بغزة فحتى المستشفيات وعربات الإسعاف التى تنقل الجرحى تم استهدافها بدم بارد(كمايفعل اليهود دائما)،حيث وصل عدد شهداء غزة إلى قرابة العشرة ألف شهيد ، لتبدأ أمريكا وحلفاءها (على استحياء)التفكير فى كيفية إيصال المساعدات للفلسطينيين .
أكثر من عشرين يوما ومعبر رفح ظل مغلق بأمر الصهاينة وامريكا ،وحتى عندما فتح لنقل المصابين إلى مصر،تم فتحه بشروط المحتل الإسرائيلى ،حيث تسلم قوائم الجرحى أولا للصهاينة لمراجعتها قبل السماح لهم بالمغادرة، مع العلم بأن لجوء الفلسطينيين للعلاج برفح المصرية كان بسبب تدمير المحتل لمعظم المستشفيات بغزة وتوقف بعضها عن العمل لنفاد الوقود والذى يمنع الكيان المحتل دخوله.
لقد مر قرابة الشهر على القتل الممنهج والتدمير الكبير لغزة ومعظم الحكام العرب والمسلمين اكتفوا بالفرجة على المشاهد المؤلمة والمروعة لجثث وأشلاء آلاف الاطفال والنساء، والتى تستخرج بصعوبة من تحت الأنقاض ،وكأنى بهم يشاهدون فلما أمريكا أو فيلم وثائقى،ولا أدرى إلى متى تستمر حالة الخذلان التى ظلوا عليها لعقود؟ ،وكم يريدون أن يصل عدد الشهداء من الأطفال والنساء والمواطنين حتى تتحرك ضمائرهم ؟ فواضح أن استشهاد أكثر من تسعة آلاف مواطن لم توقظ فيهم أى نخوة أو مروءة،فهل ستصحوا ضمائرهم أو يقولون كلمة حق بعد أن يباد كل أهالى غزة ؟.
الغريب أننا لاحظنا أنظمة لا هى من ملتنا ولا من جنسنا مثل النظام الحاكم فى بوليفيا ،حيث قرر قطع علاقاته الدبلوماسية مع الكيان الصهيونى احتجاجا على جرائم الإبادة ضد مواطنى غزة،وكذلك شيلى وكولمبيا، واللتان استدعتا سفيريها لدى المحتل وقامت بطرد سفيريه ،والدول العربية والمسلمة لا تحرك ساكنا ،ما عدا بعض التهديدات من قبل الأردن وليبيا ، فالأولى سحبت سفيرها من تل أبيب ،وكنا نتوقع أن تقطع علاقاتها فورا والغاء اتفاقية وادى عربة مع اليهود كما يطالب الشارع الأردنى، أما الثانية فقد هددت بإيقاف تصدير النفط عن الدول المساندة للكيان المحتل.
أما بالنسبة للمطبعين فواضح أنهم أصبحوا فى ورطة كبيرة أمام أنفسهم وشعوبهم، فبقدر ما كانوا فرحين باتفاقياتهم الإبراهيمية وتأكيدهم بأنها ستحقق السلام فى المنطقة، بقدر ما يحسون الآن بالاحباط والعار ، بعد أن تيقنوا من أن الاتفاقيات الإبراهيمية عبارة عن خدعة يهودية صممت (بدعم من أمريكا)ل تحييد دول الخليج وأخرى،وبذلك ينفرد الصهاينة بالشعب الفلسطيني وارتكاب جرائم ومجازر لابادتهم أو تهجيرهم على الأقل كما حدث قبل خمسة وسبعون عاما ، ولن يستطيع المطبعون فعل شىء لإخوانهم(لأنهم يخشون غضب أمريكا) إلا فى إطار المساعدات الإنسانية،وحتى هذه لن يسمح بدخولها إلا بموافقة اليهود وبعد تفتيشها كما يحدث للمساعدات التي تدخل عبر معبر رفح، لأن المطبعين مكبلون بالاتفاقيات الإبراهيمية المقدسة بأمر اليهود،والتى فى الحقيقة لا تساوى حبرها الذي كتبت به.
لقد ارتكبت الدول العربية والمسلمة التى وقعت اتفاقيات مع الكيان الصهيونى المعتدى جريمة كبرى فى حق الدين والشعوب المسلمة والعربية وخانت الاسلام، ولم يكن هنالك أى مقابل وراء التطبيع، وما يدعو للاستغراب هو أن معظم الدول التى طبعت أو تريد أن تطبع تمتلك سلاح قوى ومؤثر،ويمكن أن تقلب به الموازين فى أى لحظة إن حررت إرادتها وأفلحت استخدامه كما حدث في حرب١٩٧٣،الا وهو سلاح النفط والغاز، ولكن واضح أن الأغلبية باتت بلا إرادة عاجزة عن حتى التعبير عن مشاعرها تجاه ما يسفك من دماء الأطفال والابرياء.
واذا عدنا لواقع الحرب فى غزة ، فإن سير المعارك يؤكد شىء واحد فقط،وهو فشل الصهاينة بكل ترسانة أسلحتهم المتطورة والضخمة والدعم الكبير من امريكا والغرب ،فى كسر عزيمة المقاومة المتواضعة والتى تحارب يدوياً ولكن بذكاء وشجاعة كما شاهدناه من عمليات لتفجير الدبابات والمدرعات بالمتفجرات والصواريخ من المسافة صفر ،وهذا دليل على أن الجيش المحتل مجرد آليات وطائرات يجيد من يمتطيها فقط عمليات التدمير والخراب وقتل المدنيين،اما عند المواجهة المباشرة لا حول لهم ولاقوة ،بدليل الخسائر الكبيرة فى الجنود والعتاد فى ميدان المعركة ،رغم أن حكومة المغتصب تحاول أن تقلل منها خوفا من ردة الفعل الداخلية مع تزايد الضغوط بأن تكون عملية تحرير الرهائن أولوية.
الآن العالم كله أو( أغلبه)،يطالب بوقف إطلاق النار والجرائم لإنقاذ الشعب الفلسطيني بغزة والضفة الغربية من المحرقة والقتل ، بعد أن أدخلت جرائم اليهود الرعب فى نفوس كل الشعوب والمنظمات الأممية والإنسانية، لأنها فوق ما يطاق وبلا أى مبرر ،غير الحقد والكراهية والعنصرية ضد كل ما هو مسلم وعربى، فهل ستفلح اللقاءات والمؤتمرات الإقليمية والدولية فى كبح جماح اليهود وتعطشهم لدماء الأطفال والعرب؟
التعليقات مغلقة.