محمد صالح حموكي يكتب……..🖌ورطة حركات مسار فاشر
محمد صالح حموكي يكتب……..🖌
*ورطة حركات مسار فاشر*
ظللت امسك بنواصي قلمي الجريئ الذي لم يزل يراودني في الكتابة عن مأساة من إحتار عقلي وفكري في وصفهم حسبما يستحق ، فصرعني القلم حين هممت متردداً بين البقاء صامتاً والإفصاح ، ففكَّ اللِّجام هارباً وحدث ما حدث وفيما يلى إليكم البيان.
من منكم لم يسمع براوية “إلا فاشر السلطان” وفي بعض المخطوطات والمرويات تجد فيها إضافة هذه الفقرة “أبو زكريا أدَّاب العاصي” وفي رواية اُخرى عند جماهير اللايفات “الفاشر خط احمر- آخر مكابح الحياد” ، نعم عزيزي قد لا تجد الرواية في كتاب مسطور بين رفوف وأدراج المكتبات ، ولكن قطعاً قد قرأتها بين دفات صُحف أحداث الصراع ومجلات الراهن الماثل ، الراهن وما ادراك ما الراهن. راهن صراع الملايش وحرب الوكالة بالعمالة للكفيل.
أضحت علينا شُلليات عِيال دُنقُر ، و (الدُّنقُر هو المهد الذي تبيض فيه اُنثى الطائر او الدجاجة ويُفقَّس فيه الفرغ او الكتكوت) ، إنتبه! لم اقُل عصابات لأن العصابات دائماً ما تتسم بالحسم في القيام بالأعمال الاجرامية المنظمة ولديها استراتيجيات احترافية في التخطيط والقدرة على اتخاذ القرارات وإمضاء الصفقات . تقمصت هذه الشُلليات دور الاُبوة والوِصاية على إقليم دارفور اليتيم، فإختطفته علانية وإدعت النضال بإسمه كاملاً حتى تزينت و تزيل إسمها بِحركات دارفور التحررية ، حيث لم تترك ساحة أو مساحة من منبر أو منصة متمشدقة بالمطالبة بحقوق الإقليم كله من المركز والتي اصبحت بين عشية و ضُحاها جزءاً منه متحالفةً مع عصاباته النخبوية الشريرة عبر اتفاقية جوباً التي نصَّبتهم حُكاماً وسادة للإقليم المختطف والسودان كُله، وفُجَّ لهم طريقاً للتسلط والإرتزاق اسموه مسار دارفور زوراً وبهتاناً ، بل هو في الحقيقة مسار الفاشر . دعنا نكشف الستار.
فما لبثنا و أن دقت طبول الحرب و كعّت المعركة في الخرطوم ، حيث المركز للجميع ، مركز السلطة التي يُراد نقلها أو توزيعها أو تفكيكها وإن شئت فقل إختطافها من جديد ، استبشرنا خيراً حين إلتزموا الحياد موقفاً سليماً يسجله التاريخ ، لأن كلا المليشيتين المتحاربتين كانتا أعداءاً لهم قبل ثورة ديسمبر.
إنتقل الصراع الى دارفور حيث إقليم المسار ، وهنا ظهر العجب العُجاب!
أصل الدعم السريع مليشيا بنت مليشية اُم الملايش (قوة دفاع السودان) تلك المنظومة الفاشستية ،منظومة القتل المنظم وابادة وتهجير الشعوب وصناعة الازمات وزرع الفتن .
“فالكلب كلبٌ وإن ترك النباح كلبٌ” فمهما حاولت مليشيا جنجويد الدعم السريع تحسين صورتها وتحلت بأثواب الثورية والنضال الزائف بإدعائها تحرير الهامش ورد الحقوق والمظالم التاريخية ونصرة المقهورين الذين هم في الحقيقة ضحاياها ، لكنها لن تسطيع ان تصمت ساعة إلا وسلوكها البربري القمعي الوحشي لا يكاد يفتضحها ، وليس ذاك بعيب فيها أو مسبة ، لا؛ بل هى اصلاً وأساساً صُممت خصيصا للقتل والهتك والتهجير هكذا بإرادة الصانع وقدرة ومواصفات المصنع الذي ظل منتجاً ومصدِّراً للملايش عابرة الحدود منذ النشاة والتاسيس الأول وتلك إرادة المستعمر وعقلية الوكيل بعد مشيئة الخالق.
فسلوك مليشيات جنجويد الدعم السريع معروف، ولكن سيبقى السؤال والتساؤل الذي يظل حبيساً يلاحق اعناق حركات المسار متى وكيف انتم لا تدركون سلوك الجنجويد بأنهم يعثون في الأرض الفساد ؟!
يا للعار كيف بكم وانتم صامتون قانعون عندما تمت الصفقة بين المليشيتين المتحاربتين بإقتضاء التسليم والتسلم لولايات دارفور لصالح الدعم السريع إنفاذاً لمشروع التقسيم الامبريالي الامريكي الذي ترعاه القاهرة وابوظبي.
غضيتم الطرف عنه تماماً حين استلموا نيالا وانتم تنظرون ، ثم استلموا زالنجي وانتم متغافلين ثم الجنينة ومازلتم في غيكم تعبثون ، ولكن عندما جاء دور المسار (الفاشر) نفضتم الغبار وانتفضتم ثائرون رافضون معللين بان الجنجويد لا خلاق لهم ولا اخلاق، فسيسرقون وينهبون ويقتلون المواطنين (مواطني المسار المقدس شعب الله المختار) ، وبأن المسار هي البقعة الوحيدة التي لجأ اليها مواطني بقية ولايات الاقليم المستلمة، فآوتهم واحتضنتهم وغيرها من الحجج الواهية …
فهل كانت الفاشر (المسار) ليست جزءاً من صفقة التسليم ؟
أم ان نيالا و زالنجي والجنينة ليسوا تحت سلطتكم المبتورة ، ومواطنيها لا يستحقون الحماية أو ليسوا تحت مسؤؤلياتكم ولا من أولوياتكم ، أم ان مواطني المسار المقدس افضل منهم ؟!
ام ان هذه الولايات ليست بها اسواق تُنهب و مساكن ومُقتنيات تُسرق ، وشعوب تُهجر واُسر تُشرد ؟!
لماذا سياسة الكيل بمكيالين يا حركات المسار ؟!
مالكم كيف تحكمون؟!
ام هي الحقيقة التي ترتعدون منها وهي إختطافكم الإقليم بحركاتكم الاثنية القبلية التي نشات في دُنقُر واحد ؟!
نعم فقد تبين لنا بما لا يدع مجالا للشك بأنكم حقاً حركات مسار الفاشر (شمال دارفور) ولستم حركات مسار دارفور ، ولا تمثلون كل الإقليم ،لا لن نقول لكم إكتفوا بمساركم وأكفونا بقية ولايتنا في دارفور، ولكن صححوا نظراتكم تجاه الإقليم
إن فرية التحرير التي يدّعيها بعض منسوبي مليشيات الدعم السريع بتحرير الهامش من عصابات ما تُسمى بمليشيات الموتمر الوطني او مليشيات جيش الجلابا عبر مشروعها الغير معلن ، هي في الحقيقة السير في خطوات تنفيذ خارطة انفصال جغرافي لإقليمين من اقاليم السودان وتسليمهما للدعم السريع بمباركة دولية تماهياً مع رغبة وعمالة العصابة الوراثية المركزية في تفتيت السودان ، وهذا ما لا يخفى على كل حصيف مدرك صاحب بصيرة . كثير جدا من جماهير و نشطاء بل حتي مُستشاريي الدعم السريع لا يدركون هذه الحقيقة فهُم مجرد بيادق وآليات تنفيذ ، مخدوعين وخادعي أنفسهم بأنهم يناضلون من أجل الديموقراطية والمدنية ومحاربة الحركة الاسلامية ، مساكين هذه نواياهم وإن كانت صادقة ليتهم يعملون عقولهم.
نعم نشيد بمساعيهم نحو تحرير انفسهم بالانفكاك عن قبضة المصنع الذي كانوا يمثلون ركيزته الاساسية ويده الباطشة، وفضلاً على ذلك هدمه، رغم ان كلاهما كيزان.
فإن كانت هناك ثمة دواعي تفيد التحرير فإن الإقليم تحت حكم بن الاقليم مني اركو مناوي ، هو المسؤول من شأن الحكم والإدارة في الاقليم كاملاً وليس شمال دارفور فحسب كما أظهر قصوره المخل جداً.
عندما تسقط السلطة المركزية في المركز هذا يعني بالضرورة سقوط السلطة في كافة ولايات واقاليم السودان.
وعندما يجتمع السودانيين على تحديد واختيار نظام ونوعية الحكم ويتوافقوا على النظام الفدرالي ولائياً كان ام اقليمياً ما يمنح اهل كل ولاية او اقليم الحق أنفسهم بأنفسهم هنا تأتي دور السلطة التشريعية ويتبعها السلطة التنفيذية بإنفاذ القوانين والقرارات وعندها دستورياً لا يحق لأي شخص ليس من أبناء الاقليم او الولاية أن يعتلي منصباً دستوريًا او سيادياً داخل الولاية او الإقليم.
أما ما تقوم به مليشيا الدعم السريع بالإتفاق التام مع قيادة مليشيا قوة دفاع السودان إنفاذاً لأوامر وتوجيهات اولاد زايد وما ترتضيه مصر التي هي الاخرى تخطط وتعمل على إلتقاف شمال السودان، هو الانفصال التدريجي القسري الذي عنده ستسقط كافة الحقوق والمظالم التاريخية التي ارتكبها الطرفين مجتمعين حينما كانا في منظومة واحدة مارسوا من خلالها جرائم الابادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير والتي لم تزل مستمرة حتى الآن ضد ذات الشعوب والاثنيات.
تراجع الدعم السريع الى الوراء (دارفور وكردفان) حيث الحواضن الجغرافية لم يأتي عن فراغ ، فالدعم السريع ولو إفتراضاً انتصر وسيطر على جميع انهاء العاصمة الخرطوم لم ولن يستطيع ان يحكم كل السودان نسبة لافتقاره السند الجماهيري والشعبي وعدم توفر الحد الادنى من الحواضن الاجتماعية له في المركز ، وبما ان مشروع الاطاري الذي تبناه و خاض الحرب يقاتل من أجله هو مشروع ترعاه الامارات فسيتم تسليم السلطة التنفيذية والتشريعية لقوى الاطاري من عصابات احزاب المركز الوراثية بأمر الكفيل ، وهذا ما لن ترتضيه قوى الريف من الحركات المسلحة وحتى جماهير الدعم السريع الذين قدموا انفسهم من اجل مشروع هم به مؤمنين. وهذا ما يقود إلى حتمية المواجهة بين الدعم السريع وحركات المسار في كلا الحالتين ، عند الانفصال وعند الوحدة .
لأن الانفصال لن يتوقف عند دارفور فحسب بل داخل دارفور تتم التجزئة بفصل الفاشر وكذا غرب دارفور الجنينة.
فهل انتم على علم بهذا المخطط وهذه المشاريع الدولية والاقليمية داخل السودان ؟!
فإن كنتم تدروا فتلك مصيبة وإن كنتم لا تدرون فالمصيبة أعظم .
حموكي
الثلاثاء 14 نوفمبر 2023
التعليقات مغلقة.