الشعاع الساطع
ساعة مع البرهان
عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش.
التقيته مرتان مرة قبل الحرب ومرة بعد الحرب وكنت ابحث بنظراتي عن نقاط التغيير في شخصية الرجل قبل الحرب وبعد الحرب .
وحينما استخدم نظراتي في البحث عن الرجل أذكر انني استخدمت هذه النظرات تجاه الرئيس البشير في ايامه الاخيرة وخلال جلستين متتاليتين في آخر أيام حكمه ضمن وفد للإدارة الاهلية.
وقد التقيته في مناسبات كثيرة خلال فترة حكمة مرات عبر الحركة الشعبية لتحرير السودان والتي اتاحت لنا فرصة المشاركة في الحكم لمدة (٦) سنوات كنت خلالها حضورا فاعلا في مؤسسات الحكم (٥) منها بالبرلمان وسنة واحدة بالسلطة التنفيذية وزيرا بولاية سنار!!
بخلاف المشاركة في الانتخابات لمنصب والي ولاية سنار عن الحركة الشعبية لتحرير السودان والتي وقفنا من خلالها علي الكثير من المعلومات !!.
هذه الخبرات ومن قبلها المنابر الطلابية بالجامعات السودانية وتنظيم الجبهة الوطنية الافريقية (ANF)جعلتني مؤهلا نسبيا لاحداث ملاحظات راتبة عبر منشوراتي الصحفية قديمها وحديثها عبر (الشعاع الساطع) والتي امتدت لمايقارب ربع القرن من النشر الصحفي والذي بداته منذ ١٩٩٥م عبر صحيفة اخبار اليوم لأحمد البلال الطيب ١٩٩٥ والراي الاخر لمحي الدين تيتاوي يرحمه الله وعمود قلب الشارع للصحفي عبدالله عبيد بصحيفة الوان يرحمه الله والذي أدين له بالشكر وقد دلني علي كيفية كتابة المقال الجاذب والحي ومكوناته والتي تجعل القارئ منصبا في المعلومات دون فكاك !!
وايضا انني اصبحت لا اجامل علي الطريقة العمياء بل اطرح وجهة نظري بما اراه انه الصواب من خلال التحليل السليم والقائم علي خبرة الممارسة وليس التبعية العمياء!!
فأصبحت الي جانب تجربتي الحزبية مفتوح الافق متعاونا مع الحقيقة متصالحا مع الصواب وضد الخطأ !!
والذي أود أن أقول ان البشير وفي ايامه الاخيره وعبر لقاء اهلي قلت له ان القوم ياتمرون بك .
فقال لنا حينها انه اذا ماضرب الموسيقي فان كل فأر سيدخل جحره واصبح وقال ذات العبارة في لقاء جماهيري بعطبرة !!
ولكنه كان متاخرا ومترددا في ضرب الموسيقي وكان البشير حينها يتاكل من الداخل عبر الانشقاقات والقطط (السمان) وقد قطنت بداره ومن الخارج عبر الثورة المشتعلة!!.
وحملنا له فكرتين لو انه عمل بهما او باحدهما لاكفته بعض الوقت !!
احداهما لقاء ومصالحة مع اهل السودان عبر تعريف كامل من هم اهل السودان!!
والاخر ان يوقع اتفاقية سلام عاجلة مع احدي الفصائل المسلحة ولكنه ايضا تردد بعدما ما أن كانت بعض اطراف الحرب مستجيبة لذلك !!.
ولعل ماجعله يرتبك انه أقام بالخرطوم في اخر ايامه (اتفاق) للفصائل الجنوبية مما جعله (يسرح) في الاحلام ان الجنوب سيمنع اي انشطة معارضة لنظامه!!
وحدث ماحدث!!
وقال لي أحد الشخصيات المهمة والمتابعه لهذه الخطوات ان البشير سيتذكر نصحك له بالسجن !!
اما البرهان فالرجل الذي التقيناه وبجواره شخصية عسكرية مهمة اعتقد انها ستلعب معه دورا ايجابيا في احداث نجاحات مستقبلية في الصراع الآني!! وهذا مشفوعا بالشرح الذي تفضل به واعتقد انه تفضل لنا بالمتاح ولم يذهب بعيدا لان طبيعة الوفد الذي التقاه لايسمح بالشرح الا بالمقدار الذي ذكر !!.
ولكنني أقرأ الرجل من زوايا اخري تتمثل في التحليل المتكامل للهيئة والعبارات والخلل والثبات والرجل منحنا الكثير من الثقة وكان وقتها عائدا للتو من زيارتة لامريكا والتي وحسب تقديري انه القي فيها خطابا متماسكا نسبيا ووعد المجتمع الدولي بأن الجيش لايرغب في احتكار السلطة (وهنا ضربة المعلم) ومربط الفرس !! ولكنه يعالج في قضايا حتمية لوطن اسمه السودان!!.
ثم انه عاد في مؤتمر مؤخرا بالمملكة العربية السعودية وتحدث ان بمعيته كشفا بجميع المتامرين علي وطن اسمه السودان!!
وجاء الرجل وسجل زيارات مهمه لدول الجوار !!
وها هي نظراتي لاتخيب والرجل ينفذ في زيارات اقليمية مهمه طابعها المواجه وليس الرجاءات ويلتقي رؤساء ماكان يظن احدنا انه سيلتقيهم قريبا !!
ولايزال يحتفظ باهم الكروت وآخر اللقاءات وأن فعل ذلك يكون الرجل قد اكمل الزراعة علي جميع مراحلها ولن يتبقي له الا موسم الحصاد وإحضار الجوالات الفارغة للتعبئة!!
كل هذا وعيوننا تقرأ كل الاشخاص وجميع التنظيمات التي تسببت في مايعيشه شعب السودان من معاناة بسبب الاحادية وثفافة الأنا ويا دنيا مافيك الا انا !!
…وياوطن مادخلك شر…
عمرالطيب ابوروف
٢٢نوفمبر٢٠٢٣
التعليقات مغلقة.