دولة القانون نقطة ضعف بقلم د. عبد العظيم حسن المحامي
دولة القانون
نقطة ضعف
السلوك الاجتماعي للشعوب يمارسه الأفراد آحاداً وجماعات. فكما للأفراد نقاط ضعف للأمم كذلك. محاولات إصلاح المجتمعات لا تتحقق إلا بأخذ عينة أو بالأصح عينات عشوائية لدراسة وتشخيص نقاط الضعف ومن ثم توصيف العلاج. الفنان اللبناني راغب علامة بكلمات الشاعر بهاء الدين محمد جسّد هذا المعنى بقوله: “كل واحد في الدنيا دي مهما يجرب مهما يلف مهما زاد أو قل سنه في بحياته نقطة ضعف”.
فتنة السودان الكبرى والتي اندلعت مؤخراً ما هي إلا نتيجة طبيعية للصراع على السلطة. هذه المصيبة، وبلا أدنى شك، كان تلافيها ممكناً. فالسلطة كانت وما زالت نقطة الضعف التي أعمت بصيرة المتصارعين من العسكريين والمدنيين ففشلوا في منع الحرب ووقفها. السلطة وإن تعد لمن يستحقها مطلب مشروع إلا أن التناحر عليها بأوقات الانتقال وعن غير استحقاق انتخابي مدعاة للحرب واستمرارها. المدنيون ولأنهم أصحاب الحق والمفترض وعيهم بمخاطر الصراع المفتعل، فلا يجوز لهم أن يغفلوا أو يضعفوا أمام السلطة فيستعجلوها بالتنافس غير الشريف فتهلكهم وأواطنهم.
معلوم أن للسلطة لذة وبريق وعنفوان وجاه وجاذبية. وكما أن اكتسابها صعب فانتزاع السلطة أو التهديد بفقدانها مؤلم. أمام هذه المخاطر قليل من يتحلى بأدبيات العمل العام متحصناً من السلطة وأمراضها النفسية المدمرة. كل متسلط سلبي، صخاب، اتكالي وعاجز عن الإبداع. المتسلط لا يتحسس جهله ومغروره الأجوف المختطف للمواقف والحقوق. في كل محفل وبدلاً عن بث الطاقة الإيجابية والحلول العملية يفجّر المتسلط الخصومات ويعادي الناصحين والمنافسين. تتزايد حدة الضعف المرضي للمتسلطين فلا يجتمعوا إلا على بث الكراهية والشك والحقد والتخبط مستوزرين بالعداوة والفجور في خصومة الأصدقاء بمجرد خالفوا هوى الوصول للسلطة.
عبد العظيم حسن
المحامي الخرطوم
3 ديسمبر 2023
التعليقات مغلقة.