كابوية وزارة الخارجية : بيان صدع هيبة وصدح شموخاً وفاض عزة و إباءً… شكراً جزيلاً لثنائي الخارجية فقد عبرتما عن وجدان شعبكما…
كابوية
وزارة الخارجية : بيان صدع هيبة وصدح شموخاً وفاض عزة و إباءً…
شكراً جزيلاً لثنائي الخارجية فقد عبرتما عن وجدان شعبكما…
شيء من الخذلان ظل يلامس الشعب السوداني بمنتهى البشاعة منذ حلول كارثة الانقلاب على شرعية الرئيس البشير بمؤامرة دنيئة حققت أهدافها بأن أشعلت بارود الحرب وهيأت بلادنا لمرحلة التقسيم إلى دويلات صغيرة يسهل السيطرة عليها ضمن خطة صهيونية ظلت تعمل لأجلها إسرائيل بكل ما أوتيت من قوة ولن تفلت منها دولة عربية واحدة مستهدفة إلا برحمة رب العالمين أولًا ثم بإرادة شعبية يستلهم شعبها معنى كرامة وعزة المسلم القوي المؤمن بنصر الله..
فما عاشه الشعب السوداني ما بعد ذهاب الإنقاذ من حالكات الظروف وسود الإحن ذاك وحده كان كافياً لأن يتسرب اليأس والقنوط إلى قلبه ونفسه وخيوط المؤامرة عليه تتكشف لناظريه فيدرك بعد فوات الأوان أنه قد تم خداعه للقضاء على أمنه واستقراره وسلامه العام…
مؤامرة قضت على مفاصل الدولة وأثرت على دولاب الدولة،، سيما بعض المؤسسات الوطنية التي جثم على صدرها ثلة من هوانات قحط ((الله يكرم السامعين)) والذين عمدوا إلى ضرب استقرارها ونسف أعرافها وهدم تقاليدها الباذخة..
تقف ثلاث مؤسسات شامخة شاهدة على الخراب والدمار الذي طال الدولة السودانية بما عرف عنها من عمل مؤسسي لم تستطع الإنقاذ بقوتها كلها مابعد سنوات الشرعية الثورية الأولى أن تتجاوز تقاليدها الصارمة ولو من باب الرجاء والالتماس مستمسكة تلك المؤسسات بعصم القواعد والأعراف والتقاليد المرعية دون أدنى تجاوز..
فالهيئة القضائية وديوان النائب العام ووزارة الخارجية تعرضت إلى حملة ضروس يوم أن تمت استباحتها من هوانات قحط لتتحول إلى دمية في أيديهم عاثوا فيها كل أشكال وألوان الفساد من تلاعب بالمستندات،، وفصل للكوادر المهنية ذات التأهيل المهني العالي والخبرات التراكمية الممتازة حتى تحولت إلى نموذج فاضح للسوء والفوضى الخلاقة والعبث الذميم..
هذا الوضع ظل مستمراً منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم والاستثناء الوحيد أن وزارة الخارجية شهدت ما بعد فوضى ((وزراء خارجية حمدوك: أسماء/ قمر الدين/ مريم)) عودة الوزارة إلى جادة الطريق والتعافي المطلوب…
صحيح أن الأداء شابه القصور هنا وهناك مظنة التأثر والتأثير الذي أشرنا له آنفاً ومن ذلك موافقة الوزارة على مفاوضات جدة والتفاوض مع مليشيا متمردة مجرمة ذلك خطأ تتحمل جزءًا من وزره وزارة الخارجية فإنه ما كان لوزيرها أن يرضى بأن تتفاوض قواته المسلحة بتاريخها الناصع الباذخ مع هوانات لئام تافهين..
كذلك من الأخطاء الجسام الذي تتحمله الوزارة أنها لم يصدر عنها حتى الآن أي بيان شجب وإدانة لممارسات البغي والعدوان من دويلة الإمارات العربية المتحدة التى تقف الآن بكل ما أوتيت من قوة ووحشية وعنجهية خلف المليشيا المتمردة وهي تقتل وتسلب وتنهب وتغتصب نساء السودان وتروع أطفاله الأبرياء…
ثم من الأخطاء الكارثية الكبيرة أن ((ركنت)) مجموعة من السفراء الكبار ممن توافرت فيهم قدرات حقيقية وأثبتوا بصمات فعلية في محافل الدبلوماسية مؤكدين علو كعبهم في مثل براعة وحنكة وعطاء ((يوسف الكردفانى،، أنس الطيب،، قريب الله خضر،،معاوية عثمان خالد،، خالد دفع الله موسى،، ومحمد عبدالله عبدالحميد،،حسن العربى))وبقية الكوكبة النيرة من الذين كانت قد ظلمتهم الفترة الانتقامية وأقصتهم دون مبرر كافٍ،،هذا الاقصاء من قبيل الكيد السياسي ظلم الوطن قبل أن يظلمهم ومن هنا فإن عدم توظيف قدراتهم والاستفادة من خبراتهم الواسعة صب ويصب في محيط الأخطاء الجسام لهذه الوزارة ويحسب علي كل الوزراء الذين لم يفلحوا في معالجة هذا التجاوز والمحسوبية والفساد الكبير دون استثناء لأحد منهم..
لكن ذلك لايمنعنا من أن نثبت للسفير علي الصادق الوزير المكلف والسفير دفع الله الحاج وكيل الوزارة فضلاً كبيراً كان له الأثر البالغ في رسم صورة واضحة للانتهاكات والفظائع والجرائم الوحشية ضد الإنسانية التي قامت بها مليشيا الجنجويد المتمردة ضد الشعب السوداني وتمليك كل الحقائق لرصفائهم في الدول العربية وبعض دول العالم ممن ظل السودان حاضراً في سلم اهتمامهم وأجندتهم الخاصة…
فإن كانت سهام نقدنا قد طالت السيد السفير علي الصادق في مواقف سابقة نقداً هادفًا لأجل الصالح العام صدعنا به بشجاعة وموضوعية فإن ذات الشجاعة والموضوعية والإنصاف تملي علينا أن نحق الحق ونثبته في حق هذا الوزير: ووزارته تصدر البارحة بياناً رسمياً ترد فيه على وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ترفض فيه التعميم المجحف المخل الذى يساوي فيه بين مليشيا متمردة مجرمة طغت وتجبرت على المواطنين وبين جيشنا الوطني الغيور وهو يؤدي دوره بمهنية عالية في الدفاع عن وطنه وشعبه دون أن يخل بالقوانين الإنسانية والمواثيق الدولية التي يجب أن تراعى أثناء الحروب..
بيان الخارجية عمل صالح يحسب للسيد الوزير ولوكيل الوازرة والإدارات ذات الصلة في الوزارة ..
فهما من جيل جمعت له أسباب العزة والإباء وتداعت إليه الأنفة والأصالة فتشكلت شخصيته وسماته في ظلال بيئة يحدوها الشرف ويحيط بها المجد ومن هنا كان نقدنا قاسياً للسيد الوزير علي الصادق انطلاقاً من قناعة راسخة لدينا بأنه لا يعوزه الفكر السامي ولا تنقصه الإرادة القوية ليفتر عزمه فيحول بينه وبين أن يسعى بين الدول بذات النشاط الذي قام به مؤخراً ويقوم به الآن السفير العظيم الهمام دفع الله الحاج..
بيان الخارجية بيان قوي في حجته ودلالته وتوقيته أثبت ويثبت صدق زعمنا بأن السفير علي الصادق عظيم الحظ من السداد ،،كبير حين يخضع نشاطه لأفكاره وينطلق من منصة الوطنية الحقة بعيداً عن التزلف والتقرب إلى أية جهة سياسية مهما عظمت ..
عمر كابو
التعليقات مغلقة.