الشعاع الساطع
الجمال الايرانية
عندما زار الرئيس الايراني هاشمي رفسنجاني السودان كنا في عمر الشباب الغض والنضر وكان الحقل الذي يستوعبنا حينها في مطلع التسعينيات اتحاد رعاة رفاعة الهوي وهو اول اتحاد تاسس في السودان عام ١٩٧٦م ابان النظام المايوي بقيادة الاستاذ محمد الحسن ابوروف استاذ الرياضيات المشهور عافاه الله وشفاه وهو ذات الرجل الذي ترجع اليه فكرة انشاء بنك الثروة الحيوانية!! واذكر انه عندما تم انشاء اتحاد رعاة السودان اخذت الفكرة من اتحاد رعاة رفاعة الهوي عبر د.ادم دروسة والذي تربع لفترة طويلة في قيادة الاتحاد .
والقصة المراد سردها هنا ان اتحاد رعاة رفاعة تبرع للرئيس الايراني (ببعير وناقة ) !!
وتم إسناد مهمة ايصال الهدية لاحد الرعاة من ابناء رفاعة!!
وبالفعل سافر الي ايران وعاد وقد انقطعت اخبار ناقتنا وبعيرنا ما اذا عاشا او انقرضا!!
ولايران كما هو معلوم حضارة معلومة ومن الحضارات الضاربة في القدم وهي حضارة الفرس والمكافئة ومناظرة لحضارة الروم قبل الإسلام!!
ولاتزال ايران تتقدم صفوف التسلح وتصارع بغرض الحصول علي السلاح النووي رغم الحصار المفروض عليها من قبل امريكا التي تتصدر المجتمع الدولي وتمارس كل الضغوط لمنع ايران من عمليات تطوير وتخصيب اليورنيوم لتحق بنظرائها واعتقد ان ايران قد افلحت وعبرت بكل الصمت !!
وعلي ذكر الجمال الايرانية معلوم ان (للجمال) سلوك معلوم يخبره الرعاة ويقال انها لاتنسي ولاتعفو وليس ببعيد ان سلوكها هذا يشابه لحد بعيد سلوك رعاتها !!
فرعاة الابل لهم من الباس والقوة والشحاعة والمواقف مايشابه سلوك حيواناتهم!!
وقبل ايام طالعت في الاخبار ان وزير الخارجية المكلف علي الصادق التقي نائب الرئيس الايراني في قمة دول عدم الانحياز وواصل معه النقاش حول ملف تحسين العلاقات التي قطعت في العام ٢٠١٦ بعدما ان اصابها العوار والفتور في العام ٢٠١٤م وتم اغلاق الملحقيات الثقافية الايرانية والحسينيات في السودان !!
وكان السودان وقتها يعيش حالة من العشق الخليجي الاعمي وتطورت العلاقات بصورة اكبر بالمشاركة في عاصفة الحزم والتي شارك فيها السودان بقواته من الجيش والدعم السريع وسط اصوات واحتجاجات لم يابه لها القائمين علي الامر حينها!!
ان عودة الحديث لاعادة العلاقات السودانية الايرانيه في هذا الوقت ليس مفروشا بالورود وستظل حالة الذهن حاضرة بلغة الجمال الايرانية!!متي مادار الحديث عن الطلاق والرجوع وفي ظل حضور اصحاب العصبات!!
فالسودان يعيش حربا منذ ١٥ابريل٢٠٢٣م لاتزال مستعرة ام ايران فانها في حالة شد دائمة ومستمرة مع المجتمع الدولي زاد عليها الصراع الفلسطيني الاسرائيلي العنيف هذه المرة الطين بله !!
وبرزت التصريحات الحادة تصدر من قبل قادة الحرس الثوري الايراني بصورة تشبه المباراة الفاصلة مابين مصر وايران والتي استضافها استاد المريخ وتاهلت بموجبها ايران الي تصفيات كاس العالم بنتيجة ١ لصفر !!
هذا مع ملاحظة ان المملكة العربية السعودية قد افلحت في استعادة علاقاتها مع ايران لاعلي المستويات بعد خصومة طويلة ربما كانت ذروتها ابان حرب الخليج !!
والسؤال الملح هل ستفلح دبلوماسية علي الصادق والتي جمدت علاقاتها مع (الايغاد) مؤخرا وتعاني فتورا واضحا مع المحيط الاقليمي والدولي في قطف ثمار العلاقات الايرانية بشروطها المعلومة ام انها حالة من حالات الهتاف والقلق الدبلوماسي والمناورات التي لايجني منها شئ اكثر من اثارتها والعزف علي اوتارها!
… وياوطن اخرج الله مابك من شر واعادك الي جادة الطريق …
حل بس !!
عمر الطيب أبوروف
٢٤يناير٢٠٢٤م
التعليقات مغلقة.