الايام نيوز
الايام نيوز

دولة القانون معارك الاتصالات

دولة القانون
معارك الاتصالات
هل بات في حكم المؤكد أن إحكام السيطرة على خدمات الاتصالات والشبكة الإلكترونية (الانترنت) هو الملمح الأخير لحرب السودان؟ أم أن قطع هذه الخدمات ما هو إلا مظهر جديد للمعارك القادمة والتي يراد لها أن تكون جزءاً من مآسي حرب لم تستهدف غير السودان وأهله؟ بلا شك أن الإجابة على سؤال من شاكلة: متى ستعود الاتصالات سيجيب وتلقائياً على السؤال الأساسي: متى ستتوقف هذه الحرب؟ في واقع الأمر، الحصول على إجابة سؤال كمتى ستعود هذه الخدمة المصيرية من النوع الذي يطرح المزيد من الأسئلة المتمثلة في: لماذا لم تنقطع هذه الخدمة كما طرأ في مجزرة فض الاعتصام وانقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر؟ لماذا لم يلجأ الدعم السريع لقطع خدمات الاتصالات على الرغم من أنه، وقبل أن تنطلق الرصاصة الأولى، كان قد احتل وسيطر سيطرة كاملة على كل مقار شركات ومحطات الاتصالات؟ بعبارة أخرى، لماذا تأخرت هذه الخطوة لعشرة أشهر من بداية الحرب؟ هل ما زال الدعم السريع يبسط سيطرته على ذات المواقع، وبنفس العنفوان؟ أم أن قواته تشتت ما بين المدن التي تمدد فيها، وبالتالي بدأ يفقد السيطرة على مقار ومحطات الاتصالات؟ مع استمرار الحرب، هل ما زال الدعم السريع يملك إمكانيات الإمداد والقدرة على الإنفاق والتشغيل لمحطات الاتصالات الكثيرة وتزويدها بالاسبيرات وقطع الغيار؟ أم أنه قرر الاكتفاء بحصارها وحرمان القوات المسلحة من الوصول إليها؟
بافتراض أن قوات الدعم السريع ما زالت تحكم قبضتها على مراكز الخدمة ومحطات الاتصال، فالسؤال الذي ينشأ، لماذا قرر قطع الخدمة بعد كل هذه المدة؟ الإجابة المنطقية أن الدعم السريع لم يعد قادر على تشغيل تلك المحطات. لكنه، وبذات الوقت، لا يرغب في أن يخليها ويفضل أن يحبسها رهينة إضافية كبيوت المواطنين ووسيلة ضغط ومساومة لإجبار القوات المسلحة للنزول للتفاوض؟ إذا صح الافتراض، فهل يرغب الدعم السريع في أن تكون مراكز خدمة الاتصالات إحدى المكتسبات على طاولة التفاوض، حتى وإن كان حبسها جريمة حرب قد تضاف للبنود التي ليست في صالحه؟ من الناحية الأخرى، ثابت أن محطات ومراكز خدمات الاتصال خارج سيطرة القوات المسلحة. بالتالي، وما لم يكن للقوات المسلحة بدائل أخرى يقدمها للمواطن، فإن انقطاع خدمة الاتصالات لا محالة سيستمر. هذا الوضع السريالي سيعيدنا لنقطة البداية، فنطرح السؤال: لمصلحة من تستمر هذه الحرب؟ وماذا يريدون ثمناً؟ وهل ما زالت لديهم طلبات أكثر مما أخذوا؟ وهل من أمل قريب لعودة الاتصالات بوصفها أولى خطوات توقف الحرب وعودة الحياة؟ أم أن قطع الخدمات إنذار بمعارك وأوضاع أكثر قسوة؟
عبد العظيم حسن
المحامي الخرطوم
12 فبراير 2024

التعليقات مغلقة.