د. عمر كابو يكتب أم المعارك كانت هناك…فاشر السلطان : محمل ونقعة و(كِبِر)…
كابوية
أم المعارك كانت هناك…
فاشر السلطان : محمل ونقعة و(كِبِر)…
++ حين كانت عقارب الساعة تشير إلى الساعة الحادية عشر من صباح البارحة كانت فاشر السلطان في موعد مع التاريخ وفرسانها الأبطال يجندلون هوانات الجنجويد عربان الشتات،، يحولونهم إلي ((فطائس)).. غذاء لدود الأرض ونسور السماء…
++ بدأت المعركة حامية الوطيس إثر الهجوم الغادر لمليشيا الجنجويد التى ظلت تمارس التحشيد وتعد العدة لاستلام الفاشر توطئة لإعلان انفصال دارفور طمعاً ورغبة في جذ رؤوس كل المكونات العرقية بها مواصلة لمسلسل الإبادة الجماعية التي أضحى ديدنها الذي تفردت به…
++ حيث شهدت الأحياء السكنية بدء المعركة من الناحية الشرقية ( الجوامعة والتجانية والجيل والتيمانات والكهرباء والوفاق والقاضي) أكبر قصف وهجوم غادر علي منازل المواطنين من مليشيا الجنجويد في محاولة بائسة يائسة لإجبار ساكنيها الأبرياء علي النزوح لكن صبرهم واستبسالهم وارادتهم عززت مكامن الشجاعة والجسارة فيهم فصبروا وصابروا ورابطوا رجاءًا في نصر الله وثقة في مقاتلي قواتنا النظامية والحركات المسلحة وأبطال المقاومة الشعبية حتى كتب الله النصر المؤزر لجيشنا الوطني في معركة عدها المراقبون الأقوى والأشرس والأعنف منذ اندلاع معركة الكرامة والكبرياء حتى الآن…
++ يكفي أن قواتنا المسلحة استطاعت الظفر بأغلى الغنائم ((30 سيارة دفع رباعي و32 موتر)) فيما استطاعت أن تدمر دبابة ((t55)) وأسر ((٤٥٨ هوان)) بينما تجاوز عدد الهالكين ١٩٦ ((فطيس))…
++ ليكتب الله النصر لمدينة أحفاد السلطان علي دينار ((أداب العصاة زول زول)) والتي ظلت عصية على كل طامع خسيس… ترفض الذل والمسكنة والخضوع والخنوع بما استودعه الله فيها من أسرار ومناقب وكرامات…
++ مدينة شرفها الله بالمحمل كساء الكعبة وإكرام حجيج بيته ،،ثم أنها المدينة التى نال سلطانها أجر السقيا فاقترن اسمه بأعذب سقاية حتى قيام الساعة ((أبار علي)) موضع يحرم منه المعتمر ويتطهر…
++ الدرس العظيم المستفاد هو ذاك التلاحم والترابط الوثيق بين قواتنا النظامية وبين أهل الفاشر الطيبين الصابرين الذين تدافعوا جميعاً في احتشاد مهيب يعبرون عن فرحتهم بهذا الانتصار البهيج…
++ ما ذكرت الفاشر وإلا تداعت للذاكرة قمم شهباء ومنارات علياء ورموز للحق والخير والجمال تسعد بسيرتهم الأرض والسماء في مثل حضور وسماحة وسمو :—
عالم عباس محمد نور (شاعراً) وأبو القاسم الحاج محمد (إعلامياً) وكابتن عبدالرحمن زيدان (مريخياً) وكابتن الفاتح أحمد عمر (هلالياً) وأبو البشر عبدالرحمن ((شيخاً للحارة)) وتيراب تبين ((تاجراً)) ومولانا حسب النبي يوسف ((إماماً)) ومولانا محمد الأمين كرار ((شيخاً)) وجبريل أحمد موسى ((مناضلًا))…
++ انتخبتها مدينة في الخاطر يهرع إليها أطفال الروح تألفها النفس وتستكين عندها الضلوع فقد منحتني أفضل الصداقات وأعز الرجال ارتقوا بقدراتهم وهممهم العالية إلي سلم المجد والخلود:— دكتور عثمان كبر سلطان سلاطين الفاشر رجل دارفور القوي أهلته خبراته أن يتسنم أعلى المناصب نائباً لرئيس الجمهورية،، ودكتور صلاح الدين الزين خسرت الإنقاذ رئيساً للوزراء يوم أجبرته علي الهجرة،، مهندس آدم جماع باب للثقافة والمعرفة مترع لم يكتشف بعد،، دكتور جبريل إبراهيم مدرسة الواقعية وتجاوز حظوظ النفس،، الفريق الأول إبراهيم سليمان جنرال ملتزم وسياسي محنك ،،الشيخ عمر ألفا مخموم القلب يفضي حياءًا ومهابة ،، بروف سليمان فضيل له في خدمة الشعب في مجال الخدمات الصحية عرق ويمين،، التجاني سينين باهر العطاء والتميز ؛؛ محمد الحافظ كلما تذكرته تذكرت عظمة الشباب وشموخهم الطاغي،، دكتور عبدو داؤود اقتصادى عميق الرؤية تمنيت لو أن البرهان أفاد من خبرته،، سليمان إبرة رفيق الخطوة والرحلة يثق في مقدراته وينزل الناس منزلتهم ،، الدكتور عبدالعزيز نور عشر جسور صلب صلد لم تمنعه حوائط السجن من أن يكمل بحثه لنيل الدكتوراه وهو يتقلب فيه،، عوض الدحيش هو وصديقه عبدالرازق أبو شوك اجتهادا لوضع كيان الشباب ضمن الولايات الأكثر ابهاراً في محافل الإبداع والابتكار والتجديد ،، الدكتور تاج الدين نيام يميزه سمته الأصيل وقدرته علي ترويض نفسه لأجل الصالح العام ،،الدكتور كمال يحي خليل سيرة من نبوغ واختبار وصدق وولاء وعطاء وفير،، علي شمار قلب لا يعرف النفاق صرف همته كلها لأجل فكرته المركزية ،، أما جارنا الأثير مولانا بارود صندل موسوعي المعرفة محامي ضليع وقلم جرئ وبيت كبير موطأ الأكناف طيب المعشر…
++ ذاك ما جادت به قريحتنا تذكراً من مجتمع الفاشر ورموزه الكبرياء فليعذرني ممن فات علي ذكرهم فهم بعض مني وكلي أنا…
++ يكفي إنتصار البارحة زهواً وعظمة أنه أخرج الرويبضة عرمان سعيد عرمان من سكونه بعد سبات جراء إحباط لازمه فانفجر غضباً ولؤماً ووقاحة في محاولة وضيعة منه لصرف الرأي العام من وهج المعركة لكن هيهات —هيهات فإنه ما من موقع الكتروني إلا وقد جعل من هذه المعركة مادة تحدث الناس عن إنسان الفاشر الأصيل الذي يكره الظلم ويرفض الاضهاد…
++ معركة كتبت نهاية حلم لدويلة الإمارات أرادت أن تعلن قيام دويلة منفصلة عن السودان قوامها دارفور الحبيبة وعاصمتها الفاشر فاستعصمت الفاشر وتأبت في كبرياء منحازة لخيار الوحدة في دولة عظيمة اسمها السودان…
عمر كابو
التعليقات مغلقة.