في فضل المدينة المنورة بقلم د. عبدالاله عبداللطيف محمد المحامي
في فضل المدينة المنورة
جاء في كتاب : نوادر الأصول في معرفة أحاديث الرسول للإمام الحكيم الترمذي في الأصل الثاني والخمسين الذي عنون له ب(في أنه يقبض العبد حيث أثره )
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (إذا كان أجل العبد بأرض أتيت له الحاجة إليها حتى إذا بلغ أقصى أثره فتقول الأرض يوم القيامة :رب هذا عبدك ما استودعتني )… قال أبو عبدالله (الحكيم الترمذي ) :إنما صار أجله هناك لأنه خلق من تلك البقعة، وقد قال الله عز وجل في تنزيله الكريم،
:(منها خلقناكم وفيها نعيدكم. الآية ٥٥ سورة طه ) ….. ثم قال: الأثر هو التراب الذي يأخذ (أي الملك الموكل بالأرحام ) فيعجن به ماؤه…. ثم قال : وذكر الزبير بن بكار الزبيري المدني رضي الله عنه كتابا صنفه بعض أهل المدينة في فضل المدينة، وكتابا صنفه بعض أهل مكة في فضل مكة، فلم يزل كل واحد منهما أن يبرزعلي صاحبه بفضيلة بقعته حتى برز المدني على المكي في خلة واحدة عجز عنها المكي، فقال :إن كل نفس إنما خلقت من تربتها التي دفنت فيها بعد الموت، فكان نفس الرسول صلى الله عليه وسلم إنما خلقت من تربة مدفنه فبان أن تلك التربة لها فضيلة بارزة على سائر الأرضين… ثم قال:عن ابن سيرين رضي الله عنه يقول رحمه الله : لو حلفت صادقا بارا غير شاك ولا مستثن أن الله عز وجل ما خلق نبيه صلى الله عليه وسلم ولا أبا بكر ولا عمر رضي الله عنهما إلا من طينة واحدة، ثم ردهم إلى تلك الطينة….. انتهى كلام الحكيم الترمذي رحمه الله تعالى…..
ألا ترون أن المدينة المنورة (تربتها) تنفي الخبيث عنها كما ينفي الكير خبث الحديد…. فهي دار الهجرة وهي جامعة المهاجرين والأنصار معا وهي عاصمة دولة الإسلام الأولى ومنها انطلقت الدعوة والفتوحات الإسلامية………. أما ترون أن إمام دار الهجرة الإمام مالك كان يمشي على تربتها حافيا لأثر الرسول صلى الله عليه وسلم على تربتها المباركة وهي مفضلة عند المالكية وقد ألف الشيخ المناوي كتابا في تاريخها وذكر فضلها…. وفي مكة المكرمة والمدينة المنورة أفضال الوحيين ما يعجز عن فهم سرها أمثالي…… د عبدالاله عبداللطيف محمد المحامي 2024/5/17
التعليقات مغلقة.